Jan 29, 2019 6:46 AM
صحف

الحكومة هذا الأسبوع وإلا....

مع انطلاق أسبوع "حسم" الوضع الحكومي، بدأ رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري فور عودته من باريس "الجولة الأخيرة" من مشاورات التأليف والتي في ضوئها ستكشف الأيام القليلة المقبلة عن مصير الحكومة المُرتقب تأليفها هذا الأسبوع، وإلا فـ"الاحتمالات مفتوحة"، حسبما أكدت أوساط الرئيس المكلّف لـ"المستقبل" من دون أن تكشف عن طبيعة هذه الاحتمالات، مشدّدةً على أنها "ملك الرئيس الحريري وحده ولا أحد سواه". 
وإذ نقلت عنه إصراره على "وضع حدّ لتمديد الأزمة" الحكومية، أوضحت الأوساط أنّ الحريري يعتبر أنّ "التحديات الاقتصادية والمالية لا تعطي أي طرف فرصةً لمزيد من هدر الوقت وللترف السياسي"، مشيرةً في ما يتعلق بجولة مشاوراته الراهنة إلى أنّ "جزءاً منها يتم بشكل غير مُعلن وبعضها بصورة مُعلنة"، كاشفةً أنّ اتصالاً جرى أمس بين الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه بري تداولا خلاله بموضوع عمل مكتب المجلس واللجان النيابية. ولفتت إلى أنه خلال الأسبوع الجاري من المُقرر أن يلتقي الرئيس المكلّف قيادات سبق أن التقاها من ضمن جملة مشاورات نهائية يعتزم إجراؤها مع كافة القوى المعنيّة بصيغة الائتلاف الحكومي المُزمع التوافق عليها. 
ورداً على سؤال، آثرت أوساط الحريري عدم إبدائها لا تفاؤلاً ولا تشاؤماً في استباق الأحداث، مفضلةً التعامل بواقعية مع تطوارت الملف الحكومي، واكتفت بالمراهنة على وعي القوى المعنية وأنها "سوف تتحمل مسؤولية الخروج من نفق تأخير ولادة الحكومة" للمضي قدماً في مواجهة كرة التحديات المُتدحرجة على الساحة الوطنية. 

ايام ويُحسم القرار: وكررت اوساط الحريري عقب عودته أمس الى بيروت انه يعطي المشاورات الجارية بضعة أيام قبل اتخاذ قراره الحاسم، مشيرة الى انه يملك خيارات عدة وهي في يده وحده. ونقلت "النهار" عنها قولها "ان الرئيس المكلف في حال ترقب وينتظر اجوبة الافرقاء الآخرين مما طُرح من خيارات في العاصمة الفرنسية، وهو يقول إنه قام بما عليه من تنازلات، موضحة الى "اننا في ربع الساعة الأخير في الملف الحكومي وإذا لم تُشكّل الحكومة فنحن نتحدث عن مشهد آخر". واكدت الاوساط ان "هذا الاسبوع سيكون حاسماً في ما خص التأليف وجولة اخيرة من المشاورات تحصل والحريري يأمل أن يكون الحسم ايجابياً، أما الخيارات البديلة من التشكيل، فمفتوحة، ولا يملكها أحد سواه، وكل ما يُقال حول اعتذار او فضح للمعرقلين هو فقط في إطار التحليل الصحافي".

خيارات مفتوحة: واكدت مصادر قيادية في "تيار المستقبل" لـ"اللواء" "ان هذا الاسبوع سيكون حاسما في ما خص التأليف، والرئيس الحريري يأمل أن يكون الحسم إيجابيا اي لجهة تشكيل الحكومة". 
أما عن الخيارات البديلة عن التشكيل وهل الاعتذار من ضمنها؟ فقالت المصادر "الخيارات مفتوحة لديه، ولا أحد يملكها سواه، لكننا نعوّل على الإيجابية، أي أولوية تشكيل الحكومة، وسننتظر نتائج المشاورات الاخيرة"، مضيفة ان "كل ما يقال حول إعتذار أو فضح المعرقلين فهي فقط في إطار التحليل". 
وإذ اشارت إلى ان اجتماعات باريس "لم تحمل الكثير من الجديد"، قالت ان "زيارة الحريري إلى الرئيس ميشال عون في بعبدا، تنتظر الجديد في مسار المشاورات، وان اجتماعات باريس لو كانت إيجابية وحاسمة وتوصلت إلى حلول لما كان بدأ الحريري جولة مشاورات جديدة". 
وأوضحت المصادر ان الحريري "يصر على إنهاء الجدل المتواصل منذ أشهر حول الصيغة الحكومية، ويرفض أي شكل من اشكال تجميد عملية التأليف فيما البلاد تواجه تحديات اقتصادية". 

الحريري يملك القرار: وبدا واضحا وفق قول مصدر متابع عن قرب لجهود الحريري الأخيرة، لـ"الحياة"، أن أسبوع الحسم يعني أسبوع البت بمصير الحكومة، فإما نذهب إلى التشكيل والإعلان عن ولادة الحكومة قبل آخر الأسبوع، أو نذهب إلى قرار يملك الرئيس المكلف تحديده والإعلان عنه".
وردا على سؤال لـ"الحياة" عمّا إذا كانت العقبة التي جرى البحث فيها في باريس هي استمرار إصرار الوزير باسيل على حصول تكتله على 11 وزير، قال المصدر: "المشكلة محصورة بمسألتين، الأولى تتعلق بتمثيل النواب السنة الستة حلفاء "حزب الله"، ووفقا لأي شروط؟ والثانية هي المتعلقة بإشكالية حقيبة البيئة والجهة التي ستوكل إليها، وهي مسألة تتم معالجتها وإيجاد المخارج لها فور إيجاد حل للمسألة الأولى".
وأضاف المصدر المتابع عن قرب لجهود الحريري، أن الأخير يصر على وضع حد للجدل المستمر منذ أشهر حول الصيغة الحكومية، ولن يرضى بتمديد مهل التعطيل إلى أجل غير مسمى. وإذا كانت الأوضاع الاقتصادية والمالية لا تحتمل التأجيل، قالأمر يستدعي وقف هدر الوقت، والمباشرة بتحريك عجلة العمل الحكومي إنقاذ البرامج التي يعول عليها لبنان في النهوض الاقتصادي، وإطلاق البرنامج الاستثماري الذي وافق عليه "سيدر".
وتشير مصادر أخرى مواكبة لعملية التأليف إلى أن "العد التنازلي للحسم بدأ، وأن الحريري ينتظر اجوبة فرقاء آخرين ويترقب ما أسفرت عنه لقاءات باريس وهو يقول إنه قام بما عليه من تنازلات". لافتة الى "أننا في ربع الساعة الأخير في الملف الحكومي والرئيس الحريري حين تحدث عن أنه سيحسم قراره قصد المعنى الإيجابي بقيام حكومة الوحدة الوطنية التي ينتظرها اللبنانيون وتحتاجها البلاد لاتخاذ القرارات المطلوبة حول الإصلاحات والتصحيح المالي. أما إذا لم تأت الأجوبة التي ينتظرها من المشاورات التي سيتابعها في الساعات المقبلة بجديد، لم تظهر في باريس، فإن البلد سيكون أمام معادلة جديدة. والخيارات المطروحة مفتوحة وهي حصراً عند الحريري".

التأليف امام خيارين: ونقلت "الشرق الاوسط" عن مصادر مواكبة لعملية تشكيل الحكومة، قولها "ان الحريري تحادث هاتفياً مع الرئيس بري لوضعه في اجواء تحركاته، خصوصاً أنه التقى باسيل 4 مرات. وكشفت أنه سيلتقي أيضاً رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.
وقالت المصادر "ان مشاورات تأليف الحكومة أمام خيارين؛ هما "التشكيل أو المجهول". ورأت "ان عملية تبادل الحقائب "ثانوية" وغير مؤثرة"، موضحة "ان العقبة الأساسية لا تزال إيجاد وزير يمثل حلفاء "حزب الله" السنّة ويكون من حصة الرئيس عون من دون ان يُشكّل استفزازاً لأي طرف. وأخذت المصادر على فريق عون عدم القيام بمبادرات لحل المشكلة القائمة".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o