Jan 28, 2019 11:11 AM
اقليميات

تساجل "بصراحة" مع السيسي حول حقوق الإنسان في مصر.. ماكرون: لا للتطبيع مع النظام السوري

قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاثنين خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة إنه لا يمكن فصل الأمن والاستقرار عن حقوق الإنسان، مضيفا بأن "الاستقرار الحقيقي يمر عبر حيوية المجتمع". ورد السيسي قائلا إنه يتوجب النظر إلى مجال "حقوق الإنسان في سياق الاضطرابات الإقليمية والحرب على الإرهاب".

وبعد محادثات ثنائية وتوقيع اتفاقات وعقود للتعاون خصوصا في مجالات الصحة والنقل والتعليم، أكد الرئيس الفرنسي لنظيره المصري أن "الاستقرار" مرتبط باحترام الحريات الفردية ودولة القانون.

الاستقرار يمر "بحيوية المجتمع" : 

وقال ماكرون إن "الاستقرار الحقيقي يمر عبر حيوية المجتمع"، معتبرا كذلك أن "الاستقرار والسلام المجتمعي الدائم مرتبطان باحترام الحريات الفردية ودولة القانون".

وماكرون، الذي يقوم بزيارة رسمية مدتها ثلاثة أيام إلى مصر لتعزيز العلاقات الاقتصادية خصوصا، أشار منذ مساء الأحد إلى أنه يعتزم الحديث "بصراحة أكبر" مع الرئيس المصري في مسألة حقوق الانسان.

وكان الرئيس الفرنسي رفض لدى استقباله السيسي في باريس في تشرين الأول/أكتوبر 2017 "إعطاء "دروس" لضيفه حول هذه المسألة الحساسة ما أثار انتقادات المنظمات والحقوقية.

وردا على سؤال لصحافي مصري حول أسباب تغيير موقفه من مسألة حقوق الانسان، أجاب ماكرون "يمكن أن نقول الأشياء بطريقة صريحة للغاية من دون أن نعتبر أننا نأتي لنعطي دروسا أو لزعزعة الاستقرار". وأضاف "هذا ما فعلته مع الرئيس السيسي".

وتابع أن "الأمور لم تكن تسير في الاتجاه الصحيح منذ تشرين الأول/أكتوبر 2017"، مشيرا إلى أن "مدونين وصحافيين ونشطاء" سجنوا بعد هذا التاريخ.

واعتبر أن "مجتمعا مدنيا ديناميكيا ونشطا ويشمل الجميع يظل الحصن الأفضل في مواجهة التطرف وشرطا أساسيا للاستقرار والسلام (المجتمعي)".

وتابع أنه بدون ذلك فإن "صورة مصر يمكن أن تسوء"، مؤكدا أن "المناقشة التي أجريناها مع الرئيس السيسي احترمت سيادة مصر".

واستطرد "لن أكون صديقا مخلصا لمصر اليوم، لو لم أعبر عن حقيقه ما أعتقده".

السيسي : " نحن لسنا أمريكا أو أوروبا "

وردا على ماكرون، قال الرئيس السيسي "نحن لسنا كأوروبا ولسنا كأمريكا".

وأكد أن "التعدد والاختلاف بين الدول أمر طبيعي، التنوع الانساني أمر طبيعي وسيستمر ومحاولة تحويله إلى مسار واحد فقط" غير واقعية.

وأضاف موجها حديثه لصحافي فرنسي سأله عن حقوق الإنسان "لا تنسى أننا نتحدث عن منطقة مضطربة ونحن جزء منها".

وشدد على أن "مشروع إقامة دولة دينية في مصر لم ينجح" وترتب على ذلك "تحديات".

ووجه السيسي سؤالا إلى الصحافي الفرنسي قائلا "ماذا كنتم تستطيعون أن تفعلوا لنا لو أن حربا أهلية قامت في مصر؟".

وتابع أن "القضايا في مصر مختلفة تماما عن الطريقة التي تفكرون فيها".

وقال الرئيس المصري "أنتم مطالبون بأن ترونا بالعيون المصرية وليس بالعيون الأوروبية كما نراكم نحن بالعيون الأوروبية".

واعتبر أن "مصر لن تقوم بالمدونين وإنما بالعمل والجهد والمثابرة"، مشيرا إلى ما قامت به حكومته من توفير مساكن ل 250 لألف أسرة وعلاج مئات الآلاف من المصابين بالتهاب الكبد الوبائي وجهود لمكافحة الإرهاب.

وأضاف السيسي "لا أقبل أن يكون الرأي العام في مصر أو الأغلبية رافضة لوجودي وأستمر"، مضيفا "أنا أقف هنا بإرادة مصرية ولو هذه الإرادة ليست موجودة سأتخلى عن موقعي فورا".

وبحسب الرئيس الفرنسي فان "الأمور ازدادت سوءا منذ تشرين الأول/أكتوبر 2017"  فيما يتعلق بحقوق الإنسان حين زار السيسي باريس. بالتالي وعد بأن يبحث "هذه المسألة بطريقة أكثر صراحة لأنني أعتقد أن ذلك يصب في صالح الرئيس السيسي والاستقرار في مصر".

وأشار إلى أنه سيجري بعيدا عن الإعلام "محادثات مغلقة" مع السيسي حول "حالات فردية" لمعارضين أو شخصيات تقبع في السجن.

منظمات حقوقية تطالب ماكرون بخطاب قوي

وطالبت عدة منظمات حقوقية بينها العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش الاثنين ماكرون ب"خطاب قوي حول الوضع الكارثي لحقوق الإنسان" في مصر مع "المطالبة بإطلاق سراح كل السجناء المحتجزين ظلما".

وطالبت المنظمات الحقوقية ب "تعليق كل مبيعات السلاح الفرنسي الذي يمكن أن يستخدم لارتكاب أو تسهيل الانتهاكات الخطيرة للقانون الدولي".

وفي هذا الصدد، رد السيسي بأن "التظاهر حق يكفله القانون والدستور ولكن يجب أن يبقى في إطار القواعد المنظمة له".

وقال "لم نستخدم أي معدات -ليس فقط ما اشتريناه من فرنسا- في قمع أي متظاهر".

وتابع "لا يمكن استخدام السلاح أمام مواطن أعزل ونستخدمه فقط ضد عناصر إرهابية متطرفة".

وسيزور ماكرون، برفقة زوجته بريجيت، هذا المتحف في ميدان التحرير بعد ظهر الاثنين قبل أن يلتقي الجالية الفرنسية في مصر.

ويختتم زيارته صباح الثلاثاء بلقاءين مع بابا الأقباط تواضروس الثاني وشيخ الأزهر الإمام الأكبر أحمد الطيب.

ملفات الشرق الاوسط

والى ذلك حضرت ملفات الشرق الاوسط في لقاء الرئيسن، اذ أكد الرئيس الفرنسي  وجود تنسيق كامل مع مصر في ملف الأزمة السورية وفي المساعي للتوصل لتسوية سياسية هناك، وفقا للقرارات الأممية.

وقال ماكرون، في المؤتمر الصحافي مع  السيسي  إن “النظام السوري لم يعطِ أي إشارة للتوصل لتسوية سياسية، وبالتالي لا يمكن أن يكون هناك انتقال سياسي سلمي للسلطة في سوريا من دون التوصل لاتفاق شامل”.

وأكد ماكرون أن “باريس تتعاون مع مصر بشكل وثيق حول الأزمة السورية”، مشيراً إلى أن البلدين عضوان بالمجموعة المصغرة لإيجاد حل سياسي دائم في سوريا.

وقال الرئيس الفرنسي إن بلاده تدعم الحل السياسي في سوريا وفق قرار مجلس الأمن رقم 2254، كما تستهدف تحقيق التقدم الدستوري والمؤسساتي والسياسي المطلوب لضمان استقرار سوريا، مشيرًا ألا تطبيع مع النظام السوري.

وفي سياق آخر، اعتبر ماكرون أن “لا حل في ليبيا سوى الحل السياسي الذي يقوم على المصالحة بين الفرقاء”، مضيفاً أنه بحث مع السيسي تطورات الأزمة الليبية، ومستجدات الأوضاع فيها، والعقبات التي تعترض التوصل للتسوية.

وأكد ماكرون أن “معالجة الوضع في ليبيا يُعد التحدي الأساسي للاستقرار الآمن في مصر وفرنسا”، مضيفاً أن “مصر وفرنسا تعملان على تحقيق هدفين: الأول مكافحة الإرهاب، والثاني دعم جميع الأطراف في ليبيا”.

وقال ماكرون إن “هناك تلاقيا في وجهات النظر بين مصر وفرنسا بشأن العديد من القضايا وإن كلا الدولتين تهدف إلى تحقيق المصالحة الوطنية ومكافحة الإرهاب في ليبيا”.

من جهة أخرى، أشاد الرئيس الفرنسي بجهود مصر في المصالحة الفلسطينية واستئناف عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مؤكداً أن “استئناف المباحثات بين الجانبين يعزز فرص التوصل لحل عادل وشامل للقضية”.

وأضاف ماكرون أن زيارته إلى مصر “مهمة جدا وفرصة لتعزيز العلاقة بين البلدين”، مؤكداً أن “مصر تُعتبر شريكا أساسيا بالمنطقة وتريد فرنسا أن تعمل معها كثيراً في الفترة المقبلة”.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o