Jan 28, 2019 6:40 AM
صحف

4 شباط موعد حاسم: إنفراج أم إنفجار؟

الأزمات تتفاعل وتتفاقم ولا من هو قادر على المعالجة. الكل يريد الحكومة ولا تتألف. الرئيس المكلف تأليف الحكومة سعد الحريري يرى ان الأسبوع الطالع هو أسبوع الحسم. رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل يلوّح بأنه لن يسكت عن مزيد من التعطيل، وسيسمّي الأشياء بأسمائها. الرئيس نبيه بري "لن يقف متفرجاً"، ويقول لـ"النهار" ان مجلس النواب سيتحرك، وسيدعو هيئة مكتب المجلس إلى الانعقاد لتحديد جلسة نيابية، "وخصوصاً ان ثمة مواضيع لا يمكن السكوت عنها، ومن الضروري رفع الصوت من اجل اقرار الموازنة". ويضيف: "أنا، في اختصار، وليعلم الجميع، أنني لن أقف متفرجاً على انهيار البلد وهذه مسؤولية الجميع". 

واذا كانت حركة المشاورات قد انتقلت من بيروت الى باريس في عطلة نهاية الأسبوع، فالتقى الرئيس الحريري كلاً من الوزير باسيل ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، فان المعلومات المنقولة بالتواتر لا تسجل أي تقدم الا اذا كان التستر يسود حركة الاتصالات لمنع "احراق الطبخة" كما حصل سابقاً. لكن بعض المطلعين اعتبروا ان الرئيس الحريري افاد من اقامته الباريسية لاتصالات دوليّة، خصوصاً فرنسية لاستطلاع الأجواء في ما يخص وجود أي فيتوات خارجية بعدما أعيد تحريك نقاط كان متفقا عليها. ويجهد لتخفيف الاندفاع الفرنسي السلبي حيال لبنان. 

وصرح مصدر متابع لعملية التأليف لـ"النهار" ان هذا الاسبوع سيكون حاسماً فعلاً، وان 4 شباط سيكون موعداً نهائياً وبعده سيدخل البلد في مشكلة كبيرة لا يمكن التنبؤ بها". ورفض الافصاح عن رمزية الموعد، وعمن يمكن ان يكون حاسماً في هذا التاريخ. وترفض مصادر قريبة من بيت الوسط شرح ماهية الحسم لدى الرئيس الحريري، لانه يفكر باستمرار في مسؤوليته الوطنية ومسؤوليته تجاه اللبنانيين الذين لا يتحملون المزيد من الازمات. ويتخوفون من تداعيات أزمة اقتصادية وربما مالية. وهل يكون الحل باعادة تفعيل حكومة تصريف الاعمال على رغم عدم حماسة رئيس الجمهورية وفريقه لهذا الخيار؟ تجيب المصادر بالسؤال عن الخيارات البديلة.

"تشويش": وتوقعت مصادر "التيار الوطني الحر" ان يكون هذا الاسبوع "اسبوع الحسم" بالنسبة الى مصير الحكومة العتيدة. ونُقل عنها تأكيدها "ان اللقاء الثالث بين الحريري وباسيل امس يدل الى ان "الاجواء تميل الى الايجابية بالنسبة الى الحكومة وليس الى السلبية كما يُشاع". 
وأدرجت المصادر الاجواء السلبية التي بدأت تُضخ امس "في اطار التشويش ومحاولة الضغط على المسار الايجابي". 
واشارت الى ان باسيل سيكون في بيروت اليوم وعلى جدول اعماله سلسلة اجتماعات ابرزها مع سفير روسيا الكسندر زاسبيكين ومع وزير الزراعة في صربيا. 

اتصالات اللحظة الاخيرة: ونقلت " الشرق الاوسط" عن مصدر قيادي في "تيار المستقبل"، مواكب للقاءات عقدها الرئيس الحريري في باريس قبل عودته إلى بيروت، قولها "ان ساعة الحسم في تقرير مصير الحكومة اقتربت، وإن هذا الأسبوع سيكون المهلة الأخيرة في "أجندته" ليحدد الخيار النهائي، وإنه لا أفكار جديدة يمكن أن يعوّل عليها، وإن ما يُطرح عليه من حين لآخر يبقى تحت سقف أفكار قديمة يحاول البعض استحضارها، لكنها لن تقدّم أو تؤخّر في طبيعة القرار الذي سيصدر عنه.
وأكد المصدر القيادي في "المستقبل" "أنه ليست هناك أفكار جديدة يمكن أن تدفع في اتجاه إعادة خلط الأوراق. وقال ان الرئيس الحريري قدّم تضحيات من حسابه الخاص لعلها تُسرّع في ولادة الحكومة، لأنه لم يعد من الجائز تمديد فترة الانتظار التي باتت قاتلة، طالما أنها تبقى في دائرة المراوحة، ولن تحقق أي تقدّم.
لكن المصدر نفسه رفض أن ينوب عن الرئيس الحريري في القرار الحاسم الذي سيصدر عنه، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنه بمجرد عودته إلى بيروت سيُجري اتصالات اللحظة الأخيرة، واضعاً الجميع أمام مسؤولياتهم شرط أن يدرك المشمولون بهذه المشاورات أنه لا مجال للرهان، وأنه سيقدّم مزيداً من التضحيات.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o