Jan 03, 2019 6:49 AM
صحف

مساعي التأليف تتواصل:حركة بلا خرق

لم تحمل بداية العام الجديد بالنسبة للبنانيين انباء إيجابية في ما يتعلق بالحكومة التي طال "الاشتياق" إلى توليدها، ولو ‏بعملية قيصرية، وان كان رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري حرص في أوّل أيام السنة، على زيارة قصر بعبدا ‏لتهنئة الرئيس ميشال عون بالعام الجديد، مبدياً تفاؤله بأنه لم تعد امام عملية إخراج الحكومة من عنق الزجاجة سوى ‏عقدة واحدة، والمقصود بذلك عقدة تمثيل سنة 8 آذار، وتزامن ذلك، بحرص مماثل من "حزب الله" بان "عيدية" ‏الحكومة ما زالت قائمة، لكنها تأخرت بسبب "الخلل" الذي حصل في المحاولة الأخيرة لتمثيل هؤلاء النواب، على حدّ ‏تعبير نائب رئيس المجلس السياسي للحزب محمود قماطي، الذي أكّد، بعد زيارته البطريرك الماروني بشارة الراعي ‏في بكركي، انه تجرى حالياً معالجة هذا الخلل، متوقعاً "تشكيل الحكومة في وقت قريب".

لكن الأجواء التي حملتها رياح عين التينة لم تجر بحسب توقعات المتفائلين، إذ اخرج الرئيس نبيه برّي من "جعبته" ‏امام نواب الأربعاء، اجتهاداً سبق ان اعتمد في العام 1969 أيام حكومة الرئيس الشهيد رشيد كرامي التي كانت ‏يومذاك في مرحلة تصريف الأعمال، بعدما تعذر تشكيل حكومة جديدة سبعة أشهر، وقضى الاجتهاد بإعادة تفعيل ‏حكومة تصريف الأعمال بإقرار الموازنة العامة.

ونقلت "اللواء" عن مصادر سياسية مطلعة قولها "ان الثابت في الملف الحكومي ان ممثل "اللقاء التشاوري" سيكون من ضمن ‏حصة رئيس الجمهورية، لكن صورة نشاطه المستقبلي حول مشاركته في كل ما يتصل باجتماعات وزراء الرئيس ميشال عون ‏غير واضحة". وافادت المصادر "ان السعي من اجل ولادة الحكومة تحرك بوتيرة سريعة من خلال لقاء رئيس ‏الجمهورية مع الرئيس المكلف سعد الحريري ولقاء الاخير مع الوزير جبران باسيل وسلسلة اتصالات يقودها ‏باسيل"، وجزمت المصادر التأكيد "ان صيغة الـ32 وزيراً التي اُعيد طرحها قوبلت برفض من الرئيس الحريري".

ولفتت المصادر الى "ان الجو الايجابي الذي عمّم بالامس لا يزال مجرد كلام ولم يترجم بعد"، مشيرة الى "ان لا يزال ‏الموضوع في اطار الكلام".

من ناحية ثانية، لم يستبعد مراقبون "ان لا تتظهر اي حلحلة للملف الحكومي على اعتبار ان "حزب الله" غير مستعجل ‏لولادة حكومة لا تُضيف له اي شيء بعد الانتصارات التي حققها وذهبوا الى فرضية استبعاد ولادة الحكومة قبل القمة ‏الاقتصادية التنموية في منتصف الشهر الجاري".

وذكرت معلومات "ان الرئيس بري اتصل ليل امس الأوّل بالرئيس الحريري وابلغه الاستبعاد للسير في اجتهاد العام ‏1969 من أجل إنجاز الموازنة الجديدة"، لافتاً نظره إلى "أن مجلس الوزراء المستقيل، بإمكانه ان يجتمع في جلسة لإقرار ‏الموازنة نظراً لأهمية الأمر، لكن الرئيس المكلف أجابه بأنه سيدرس هذا الخيار، وان لا جواب قاطعاً لديه حيال هذه ‏المسألة.

حركة بلا خرق: وانطلاقاً من كلام ‏الحريري، دخل الملف الحكومي عملياً في "دورة جديدة من إعادة تفعيل محركات التأليف" تهدف ‏إلى تزخيم ولادة الحكومة العتيدة في أقرب الآجال التوافقية، حسبما أوضحت مصادر مواكبة ‏لـ"المستقبل"، مشيرةً في الوقت عينه إلى أنّ "حركة المشاورات الجديدة لا تزال في بداياتها ولم ‏تستطع أن تحقّق الخرق المنشود حتى الساعة".

تنازلات متبادلة: ونقلت "الحياة" عن احد العاملين على خط إعادة تحريك الاتصالات قوله "ان كل الأطراف المعنيين قدموا تنازلات يمكن البناء عليها إنجاز الحكومة: "التشاوري" وافق على تمثيله بطريقة غير مباشرة، الحريري اعترف بتمثيلهم بهذا الأسلوب، ورئيس الجمهورية اخذ على عاتقه أن يسمي أحد مرشحيهم من حصته. ويبقى البحث في صيغة هذا التمثيل وموقع الوزير الذي سيمثلهم من التوازنات داخل الحكومة".

تكثيف المشاورات: وكشفت مصادر مواكبة لحركة الاتصالات السياسية ان باسيل سيكثّف بين اليوم والغد مشاوراته، ويعقد اجتماعات وُصفت بالهامّة، بعيداً من الأضواء، مع اكثر من طرف سياسي لإخراج ملف تشكيل الحكومة ‏إلى دائرة الحل. وأشارت المصادر الى أن باسيل طرح على الحريري أفكاراً من شأنها إعادة الوضع الى مساره الإيجابي بعد تعثّر الاتفاق على جواد عدرا، وان أفكاراً جديدة سيتم بحثها، وأخرى قديمة تمّت استعادتها. لافتة الى ان مساعي باسيل لن تتوقف حتى يتم تشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o