Nov 24, 2018 8:03 AM
صحف

فرنجية:بيني وبين باسيل..جعجع يختارني

اكد رئيس "تيار المردة" النائب السابق سليمان فرنجية "ان المصالحة التي تمّت مع رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع الاسبوع الفائت في بكركي من دون اي اتفاق سياسي او التزام او تفاهم مستقبلي"، وقال "طبعاً هناك تهدئة بين الحزبين والجمهور من نتائج المصالحة، واصلاً كان هناك قناة اتصال لتخفيف التوتر والاحتقان الذي كان يحصل في السنوات الماضية".

وعن توقيت المصالحة الآن، اولم تحصل مصالحة في لقاء الزعماء المسيحيين الأربعة في بكركي قبل سنوات؟ يردّ فرنجية عبر "الاخبار" "لم تكن مصالحة وقتها، كان لقاء عابراً جرى برعاية بكركي لمصلحة المسيحيين ولبنان، وما حصل الأسبوع الماضي هو ايضاً برعاية بكركي، ولمصلحة لبنان والمسيحيين". يتابع "اما لماذا الآن، فلنسأل عكسياً، متى هو الوقت المناسب؟ ليس هناك من توقيت محدّد، لكن الظروف نضجت، ولا فائدة من التمسّك بالأحقاد. واكرر هي مسامحة ومصالحة وليست تحالفاً سياسياً".

لكن البعض يقول انك تنازلت عن دم عائلتك، ما ردّك على هذا المنطق؟ يجيب فرنجية "اولاً هذا ليس تنازلا عن دم عائلتي، هذه مصالحة ومسامحة عن شيء لي الحق فيه انا واهالي الشهداء الذين جلست وإياهم قبل القيام بأي تحرك. لا اريد الخوض في التفاصيل، لكني على الأقل تنازلت من دون مقابل عن حقّي، فيما تنازل آخرون عن دم غيرهم لأجل الرئاسة".

بيتكم وانت وحكاية مجزرة إهدن، تمثّلون حالة وجدانية معيّنة لدى شريحة واسعة من اللبنانيين، فهل منحت مصالحتك لجعجع صك براءة له؟ يردّ فرنجية "جعجع خرج من السجن بتوافق سياسي، وهو موجود في الحياة السياسية، والحلفاء والخصوم يتعاملون معه بهذه المعطيات، ثم ان منطق "صك البراءة" منحه "التيار الوطني الحر" والرئيس ميشال عون لرئيس "القوات" في معراب، واوقفوا الحملات الإعلامية ضد "القوات" ووقّعوا وثيقة وعملوا تفاهم سياسي طويل عريض، كلّه لأجل الرئاسة، وعندما وصلوا إلى الرئاسة انقلبوا على الاتفاق على مراحل. انا على الأقل لم اتعهد له بأي شيء وهو كذلك".

كم تقوّم الفائدة بالنسبة إليك وبالنسبة إلى جعجع؟

"ممم"، يفكر فرنجية قبل ان يجيب، ثمّ يرد "لا ارى ان المسألة ربح وخسارة، لكن اعتقد ان المصالحة المجرّدة هي ربح 50 للمردة و50 للقوات. ربّما تتحوّل هذه الفائدة، بحسب الظروف لمصلحة لأحد الفريقين، لأن الظروف المحلية والإقليمية متغيرة".

اضاف "فلنأخذ مثالاً، مع ان الانتخابات الرئاسية المقبلة بعيدة المدى، لكن إذا بقيت الظروف الحالية وتقدّم سوريا ومحور المقاومة في الإقليم، وهذا المرجّح لسنوات مقبلة، فإن حظوظي مرتفعة لأكون الرئيس المقبل. في المرة الماضية، كان محسوماً ان الرئيس من قوى 8 آذار ورئيس الحكومة من فريق 14 آذار، ارجّح ان تكون الرئاسة المقبلة على هذا الأساس مع انها بعيدة وليس وقتها للنقاش، لكن ستكون موازين القوى نفسها. لذلك سيكون الاستحقاق محصوراً بيني وبين جبران باسيل. جعجع جرّب سابقاً خيار عون، وكانت النتيجة الانقلاب على التفاهم. اعتقد انه بيني وبين باسيل يختارني، فأنا وباسيل من ذات الخيار السياسي، لكن الفرق انني اخاصم بشرف واعطي كل ذي حق حقّه ولا انقلب على اتفاقات".

هل يعني هذا الكلام أن هناك اتفاقاً على هذا الأمر؟

يرد فرنجية سريعاً "طبعاً لا. قد تقف القوات إلى جانب هذا الخيار او لا تقف، لم نناقش الأمر ولم نقترب منه اصلاً. لكن اعطي مثلاً، لأن هناك من يحضّر لانتخابات الرئاسة منذ الآن بأي ثمن وبكل الوسائل، ومنها محاولة القول باحتكار النواب والأصوات المسيحية وهذا غير صحيح طبعاً، او القول ان المردة خارج جبل لبنان وهذا تفكير متخلّف، التمييز بين مسيحي من جبل لبنان ومسيحي من الأطراف".

هل تأخذ القوات من جمهور المردة مستقبلاً؟

يرد فرنجية "مستحيل، نحن جمهوران وعنوانان منفصلان في السياسة. المردة لا يتحولون إلى قوات والعكس صحيح. لكن كلنا نتنافس على الكتلة الرمادية. للأسف، التيار الوطني الحرّ يوتّر الشارع ويحرّك العصبية، وعندها يمكن للقوات ان تستقطب من هذه الشريحة".

هل لا يزال جعجع مخيفاً بأدواره على الساحة اللبنانية، في الأمن مثلاً؟

يرد فرنجية "الجميع مُخيف بالأمن بحسب الظروف. في الظروف الحالية لا اعتقد. فليكن السؤال الأخير عن المصالحة، لا اريد تخريبها، لقد مضى ما مضى".

متى تتألف الحكومة؟

اجاب "اعتقد ان الأمور معقّدة. من الواضح ان همّ باسيل الوحيد هو الحصول على 11 وزيراً، للتأكد من قدرته على إمساك الحكومة في حال حصول اي تطوّر، طالما ان هناك اعتقاداً بأن هذه الحكومة ستبقى مدة طويلة. إذا كان باسيل يثق بحلفائه، فلماذا يصرّ على الثلث المعطّل؟ هذا يعني أنه يفتعل ازمة ثقة، تضاف إلى سلوك عام اخيراً. هل تستأهل معركة الرئاسة توتير البلد منذ الآن؟ هذا سؤال يجب ان يطرح عليه. هناك عقل إلغائي ضد الجميع".

من جهة اخرى، قال فرنجية "هناك محاولات في لبنان لفرض التطبيع علينا، بكل اشكاله، علينا مواجهته بكل الوسائل أيضاً. هناك حالات محدّدة، القانون لا يلحظها، لذا علينا تعديل القانون حتى يلحظ كل الحالات والاستثناءات وليس اتخاذ قرارات فردية. لا أقول أن ننعزل عن العالم، لكن ما يحصل خطير ويصبّ في سياق تصفية القصية الفلسطينية وإنهاء الصراع مع العدو الإسرائيلي".

الى ذلك، اعتبر رئيس "المردة" ان لبنان لديه فرصة تاريخية في المرحلة المقبلة مع التحولات الاقتصادية من استخراج النفط والغاز إلى إعادة إعمار سوريا والعراق وشبكات المواصلات الحديثة، ليلعب دوراً متقدماً في محيطه». لكنّه في المقابل، يرى أن «قدرة لبنان الحالية وظروفه السياسية وعدم وجود رؤية في البلاد، قد يغرقنا في الديون والأزمات الاقتصادية والبطالة أكثر مّما نحن فيه".

ويعطي فرنجية مثالاً على ذلك ازمة الكهرباء، وكيف أن بلداً مثل لبنان بهذا العدد من السكان، لم ينجح حتى الآن في حل أزمة عميقة من هذا النوع. وهو على عكس المتوقّع، لا يحمّل طرفاً مسؤولية هذه الأزمة، حتى ولو كان خصماً مستجداً كالتيار الوطني الحر. إنّما يرى أن «أزمة الكهرباء هي نتاج مسار طويل من الجهل واللامعرفة»، ويقترح أن «تضع الدولة خطة اكتفاء ذاتي، ثم تضع تصوّراً للحل عبر دمج مصادر الطاقة من معامل الإنتاج والغاز إلى محطات الطاقة المتجددة، ثم نذهب ونبحث لها عن تمويل كامل، ولو اخذت وقتاً أطول لكن نصل إلى حل جذري ونصارح اللبنانيين ونضعهم في صورة الخطة ونهيئ الأرضية للصبر. صبرنا كل هذه السنين، فلنصبر لننجز حلاً متكاملاً نهائياً».

"الاخبار"

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o