Sep 03, 2018 6:48 AM
صحف

الإيجابيات تصطدم بحائط "الوزارات الدسمة"

يبدو ان تأليف الحكومة يتعقّد يوماً بعد يوم، بدل أن ينفرج يوماً بعد يوم. ولم تسفر جولة المشاورات الجديدة التي أجراها الرئيس المكلف سعد الحريري، العائد الى بيروت مساء أمس بعد مشاركته في مناسبة عائلية في مصر، عن تحريك المسار الحكومي. واذا كانت هذه المشاورات اشاعت مناخاً ايجابياً تلقّفته بعض المراجع باعتباره فرصة ثمينة وربما اخيرة لإخراج الحكومة من مدار التعقيدات، الّا انّ هذا المناخ لم يكتمل وذابت الايجابيات في بحر التعقيدات.

حكومياً، ينتظر ان تحدد الساعات المقبلة وجهة البوصلة الحكومية، والخطوة التالية التي سيقدم عليها الرئيس المكلف، كتوطئة لزيارة يقوم بها الى بعبدا، والتي تعكس اجواء عين التينة إمكان حصولها اليوم، مع التحذير بأنه ان لم يطرأ أمر ما إيجابي على الصعيد الحكومي خلال هذا الاسبوع، فمعنى ذلك الدخول في منعطفات سلبية.

في هذا الجو المقفل يصبح الكلام السياسي مفتوحاً في كل اتجاه، والى حد لا يمنع من افتراض ان التأليف لا يزال مرتبطاً بالاستحقاقات الخارجية، وبأن التعقيدات والشروط الداخلية ليست سوى واجهة تُخفي الصراع الدولي حول لبنان. وما يزيد الوضع تأزّماً وجود نزاع لبناني حول القضايا الخارجية.

على ان ما تبدّى في الساعات الاخيرة انتقال الوضع من السعي للتأليف الى نزاع حول الصلاحيات الدستورية، اكانت لرئيس الجمهورية في تشكيل الحكومة، ام للرئيس المكلف في حصرية دوره.

وعوض ان يكون الاول من ايلول مُنطلقاً لتحريك الوضع الحكومي كما اعلن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون سابقاً، صار منطلقاً لطرح الصلاحيات الدستورية. وما كان هذا الأمر ليخرج الى الواجهة لولا التبرّع باجتهادات دستورية اثارت حساسيات طائفية ومذهبية، لبنان بغنى عنها في هذه المرحلة.

وامام هذا المشهد، بدا ان "حزب الله" يتصرّف وكأنه غير معني بالعقد بل ينتظر من الآخرين ان يسهّلوا التأليف، في حين قالت مصادر معارضة لسياسة الحزب "ان العقدة الحقيقية هي في إصرار "حزب الله" وحلفائه على الحصول على ثلثي المقاعد الوزارية لحسم اي موضوع يُطرح في مجلس الوزراء، لاسيما على صعيد تموضع لبنان في المنطقة، والاستراتيجية الدفاعية والعلاقة مع سوريا، والعلاقات مع الولايات المتحدة الاميركية ومع الدول الاوروبية".

"الاخبار": ‎العامل الوحيد الذي يمكن ان يطرأ على الوضع الحكومي هو اللقاء المرتقب بين الحريري وعون"، على حدّ ‏تعبير رئيس مجلس النواب، الذي نقل عنه زواره، أمس، أن هذا اللقاء "من المفترض ولا يجوز أن يتأخر، لأن ‏أوضاع البلاد لا تحتمل، لا سيما الوضع النقدي والمالي"، معتبراً أن أي خضة من هذا النوع "لا يمكن للبلد أن ‏يتحملها، فنحن لسنا إيران ولا تركيا". وفي ما يتعلق بالدور الذي قام به على خط الحريري ــــ جعجع، أشار بري ‏إلى تخلي القوات اللبنانية عن المطالبة بوزارة سيادية أو بمركز نائب رئيس الحكومة، غير أن مطلبها بات مُحدداً ‏بالحصول على حقائب أساسية وازنة "وقد أصبح هذا المطلب بعهدة الحريري، وعليه أن يبحث في كيفية إقناع ‏الآخرين به". وقال بري "إذا نجحنا في تذليل عقدة القوات، تبقى أمامنا العقدة الدرزية، وسوف نجد لها حلاً‎". 
ووفق أوساط سياسية واسعة الإطلاع، فإن جعجع وبحسب "الاخبار" قدم ما اعتبره "التنازل الأخير" الذي "لا تنازل من بعده تحت ‏أي ظرف من الظروف"، وتقول إن بري والرئيس المكلف تمكّنا من إقناع جعجع بالتخلي عن الحقيبة السيادية ‏وموقع نائب رئيس الحكومة، بضمانة حصوله على أربع حقائب. وتضيف: "هناك ثلاث وزارات دولة عند ‏المسيحيين يجب أن تكون في هذه الحالة من نصيب رئيس الجمهورية أو التيار الوطني الحر، إلا إذا وافق الرئيس ‏المكلف على تقديم تنازل بقبول واحدة من هذه الوزارات الثلاث (أي تكون من نصيب الوزير المسيحي (غطاس ‏خوري) المحسوب على الحريري)، ولا سيما أن تيار المردة مرشح لنيل وزارة الأشغال العامة والنقل، فيكون ‏توزع المقاعد المسيحية كالآتي: 9 لرئيس الجمهورية و"التيار"، أربع حقائب لـ"القوات"، واحدة لـ"المردة"، ‏والأخيرة من حصة الحريري‎. 
في المقابل، قالت مصادر مطلعة على الاتصالات الجارية إن حصول القوات اللبنانية على أربع حقائب "لا يعني ‏أن الحقائب الأربع ستكون أساسية، بل ستكون بينها حكماً حقيبة دولة... وأي كلام آخر لا يلزم أحداً". وأكدت أن ‏الحريري يعرف تماماً أن التيار الوطني الحر لن يتنازل عن أي حقيبة من حصته، "وهو لا يزال على موقفه بأن ‏الحريري يمكنه أن يعطي جعجع أي وزارة يشاء من كيسه لا من كيس غيره، ولا نقاش في ذلك‎".‎

"اللواء": ولم يخفِ المصدر ان تكون هناك مسودة قيد الاعداد، أو تصوّر، قد يضعه الرئيس المكلف ويحمله معه إلى قصر بعبدا. 
ونقل المصدر عن زوّار الرئيس نبيه برّي ان شقة الخلاف ضاقت، وان الخلاف ينحصر بنقطتين: وزارة تتعلق "بالقوات" ووزارة تتعلق بالتمثيل الدرزي.. 
لكن النائب طلال أرسلان رفض ان يكون الدرزي الثالث، خارجه، في حين أن "القوات" لا تُخفي قبولها بأربع حقائب، رافضة إسناد أي وزارة دولة لها. 
وتوقعت مصادر مطلعة مقربة من "المستقبل" ان يشهد القصر الجمهوري جولة تقييم بين الرئيسين عون والحريري لنتائج المشاورات والصيغ المتاحة للوصول إلى حلّ.. 
وأشارت المصادر إلى ان اجتماع كتلة المستقبل غداً الثلاثاء، سيكون هاماً أيضاً في إطار تحديد الموقف الذي يتعين اتخاذه تجاه ما يجري على جبهة التأليف. 
واشارت مصادر سياسية مطلعة لـ"اللواء" الى ان هناك ارجحية بأن يسبق لقاء الرئيس عون مع الرئيس الحريري اجتماع بين الحريري والوزير باسيل. 
واكدت المصادر ان اي نتيجة ايجابية تخرج عن لقاء الحريري-باسيل يعني حكما السير نحو الامام في ملف التشكيل مع العلم ان الرئيس المكلف قد يرفع مسودة حكومية الى الرئيس عون بعد المشاورات التي اجراها. 
وقالت مصادر التيار الوطني الحر انه من الافضل انتظار ما قد يفضي اليه هذا الاجتماع غير أن مصادر قواتية سألت عن سبب قذف موعد اللقاء الى اليوم وعدم انعقاده بالامس.

"الحياة": وعلى وقع هذه المراوحة يعيش اللبنانيون "انتظاراً ثقيلاً" على ما تقول المصادر لـ «الحياة». إذ إن الأنظار تترقب انعقاد اللقاء بين الرئيس المكلف وباسيل والذي سيكون مقدمة للزيارة المرتقبة للحريري لقصر بعبدا للاجتماع مع رئيس الجمهورية، وتقديم مسودة تشكيلة حكومية. وحذرت المصادر من «التداعيات السلبية على الواقع الاقتصادي والمالي الصعب والآخذ بالتفاقم والتدهور سريعا»، قائلة: «الأزمات الاجتماعية لدى الناس لم تعد تحتمل وقد لامست الخطر ولذلك لا يمكن أن يبقى البلد رهينة تشكيل الحكومة».

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o