ايران تصعد نوويا منتظرة ترامب: نتنياهو يسبقها ويضرب؟!
لورا يمين
المركزية- في زيارة تأتي في توقيت حساس اقليميا حيث تتوعد تل ابيب، منشآت ايران النووية، ولافت دوليا مع انتخاب دونالد ترامب رئيسا جديدا للولايات المتحدة، حط المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي في طهران، مؤكدا ان المنشآت النووية الإيرانية يجب "ألا تتعرّض للهجوم".
غروسي الذي جال على رئيس الجمهورية الاسلامية مسعود بزشكيان ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ورئيس مؤسسة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي لإجراء مباحثات مفصلية بشأن برنامج طهران النووي، اعتبر ان تحقيق "نتائج" من الحوار مع إيران، ضرورة لخفض التصعيد وتجنب حرب. وصرّح "من الضروري التوصل إلى نتائج ملموسة واضحة تظهر أن هذا العمل المشترك يحسن الوضع (…) ويبعدنا عن الصراعات، وفي نهاية المطاف، عن الحرب".
المسؤول الاممي بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، يعتبر ان العودة الى الاتفاق النووي من جهة، وقطع الطريق على اي ضربة اسرائيلية للمنشآت الايرانية النووية، يحتاجان الى ان تعود الجمهورية الاسلامية الى التقيد بكل التزاماتها النووية، والتي تجاوزتها في الاشهر الماضية وكسرت كل السقوف في تخصيب اليورانيوم مقتربة من القنبلة النووية، وإن كانت تنكر حتى اللحظة هذا الواقع.
والحال ان ترامب الذي انسحب من الاتفاق النووي في ايار 2018، في ولايته الاولى، مستعد في ولايته الثانية، لاحيائه، شرط إبداء ايران حسن نية، وجدية في التعاون مع المتطلبات الدولية والأممية التي تخص التخصيب وايضا الامن الاقليمي. ولهذا السبب، سارع غروسي، فور تبيان نتيجة الانتخابات الرئاسية الاميركية، الى زيارة ايران لإفهامها هذه الرسالة، وحثّها على التجاوب نوويا، لما فيه مصلحتها ومصلحة المنطقة والعالم.. كما ان غروسي نبه الجمهورية الاسلامية الى ان حماية أمنها وامن المنطقة ايضا، تتطلب ضبط النفس عسكريا اليوم قبل الغد، بما ان في اسرائيل ادارة مجنونة متهورة، ولا بد من أخذ قول وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الاثنين الماضي إن طهران باتت "أكثر عرضة من أي وقت مضى لضربات على منشآتها النووية"، على محمل الجد.
غير ان ايران وفق المصادر، لا تبدو تعير الاهمية اللازمة لنصائح غروسي. فقد قال عراقجي بعد استقباله الزائر الاممي إن إيران مستعدة لحل النزاعات مع الوكالة بشأن التزامها بالضمانات المتعلقة ببرنامجها النووي، لكنها لن تفعل ذلك تحت الضغط. وكتب على موقع إكس "الكرة الآن في ملعب الاتحاد الأوروبي/الترويكا الأوروبية. نحن على استعداد للتفاوض على أساس مصلحتنا الوطنية وحقوقنا غير القابلة للتنازل، لكننا غير مستعدين للتفاوض تحت الضغط والترهيب".
هذا الموقف المتشدد، الذي يشبه استمرار طهران في التصعيد عبر حزب الله وعبر الحوثيين، تعتبر المصادر انه يعكس قرارا ايرانيا بالتمسك بكل اوراق القوة حتى دخول ترامب البيت الابيض للضغط عليه بها وتقاضي أثمانها. لكن الخشية كبيرة من ان يسبق جنون حكومة بنيامين نتنياهو، المحطة التي ينتظرها الايراني، فتدفع ايران، وبغطاء من ترامب ربما، ثمن تصلّبها، مِن برنامجها النووي الذي عملت لعقود، على تطويره.