إسرائيل تعدّ خطة لوقف إطلاق النار في لبنان كـ "هدية" لترامب
قال أحد المساعدين المقربين من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لدونالد ترامب وجاريد كوشنر هذا الأسبوع إن إسرائيل تسارع إلى دفع اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، وفقاً لثلاثة مسؤولين إسرائيليين حاليين وسابقين تم إطلاعهم على الاجتماع، بهدف تحقيق فوز مبكر في السياسة الخارجية للرئيس المنتخب.
وقد جعل رون ديرمر، وزير الشؤون الاستراتيجية في حكومة نتنياهو، من "مار إيه لاغو" المحطة الأولى في جولته في الولايات المتحدة يوم الأحد قبل أن يسافر إلى البيت الأبيض لإطلاع مسؤولي إدارة بايدن على حالة المحادثات في لبنان، في إشارة إلى مدى سرعة تحول مركز الثقل السياسي الأميركي بعد فوز ترامب في الانتخابات.
وبحسب صحيفة "واشنطن بوست"، قال مسؤول إسرائيلي: "هناك تفاهم بأن إسرائيل ستهدي شيئا ما لترامب... وأنه في كانون الثاني (يناير) سيكون هناك تفاهم حول لبنان".
وعلى غرار آخرين في هذا المقال، تحدث المسؤول إلى الصحيفة شريطة عدم الكشف عن هويته.
وقال المتحدث باسم ديرمر للصحيفة إنه ناقش مجموعة واسعة من القضايا خلال رحلته لكنه لم يكشف المزيد من التفاصيل. ورفض مكتب نتنياهو ومتحدث باسم ترامب التعليق. ولم يرد المتحدث باسم كوشنر على طلب التعليق.
وقال ترامب إنه يريد إنهاء الحروب في الشرق الأوسط، لكنه قال لنتنياهو في مكالمة هاتفية الشهر الماضي "افعل ما عليك فعله" ضد "حزب الله" و"حماس". ومن غير الواضح ما هو تأثير اقتراح لبنان الذي تمت مناقشته في "مار إيه لاغو" على محادثات وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في غزة، إن كان هناك أي تأثير.
وقال فرانك لوينشتاين، وهو مبعوث خاص سابق للمفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية في عهد الرئيس باراك أوباما، والذي خدم خلال الفترة الانتقالية لإدارة ترامب الأولى، إن "نتنياهو ليس لديه ولاء لبايدن وسيركز بالكامل على التودد إلى ترامب".
وقال المسؤول الإسرائيلي إن المحادثات التي جرت يوم الأحد في مقر إقامة ترامب في فلوريدا ركزت على اقتراح إسرائيلي لوقف إطلاق النار في لبنان يتضمن تعاونا غربيا وروسيا. وقال مسؤول عسكري إسرائيلي إنه يجري أيضا وضع خطط لتكثيف العمليات البرية في لبنان إذا انهارت المحادثات في نهاية المطاف.
ووفقاً للمسؤولين الإسرائيليين، فإن شروط الاتفاق الآخذ في التطور، تتطلب انسحاب مقاتلي "حزب الله" إلى ما وراء نهر الليطاني - الحافة الشمالية لمنطقة عازلة تحت مراقبة الأمم المتحدة أنشئت بعد النزاع بين إسرائيل و"حزب الله" عام 2006.
وقال شخص مقرب من "حزب الله" إن الحزب مستعد لسحب مقاتليه شمال الليطاني كجزء من وقف موقت لإطلاق النار. وقال المسؤول الإسرائيلي إن الجيش اللبناني سيتولى السيطرة على المنطقة الحدودية لفترة أولية مدتها 60 يوماً، تحت إشراف الولايات المتحدة وبريطانيا.
"نتنياهو قد يكون يهدف إلى التوصل إلى اتفاق موقت مع بقاء بايدن في منصبه، تاركا التسوية النهائية لترامب"، بحسب لوينشتاين. "الشيء الوحيد الذي يهتم به نتنياهو أكثر من ترامب هو سياسته الداخلية، وعودة المدنيين الإسرائيليين إلى الشمال هو هدف رئيسي قد لا يرغب في تأجيله".
وتتشابه الخطوط العريضة للاتفاق الذي يتبلور الآن مع الخطوط العريضة للاتفاق الذي تم التوصل إليه في جولات المفاوضات السابقة وتتماشى مع رغبة ترامب المعلنة في وضع حد للحرب الإسرائيلية متعددة الجبهات، لكن الخطة لم تُعرض بعد بشكل رسمي على "حزب الله"، وفقا لمسؤولين في كلا البلدين. ويدعو الاقتراح إلى تمكين الجيش الإسرائيلي من العمل عبر الحدود في حال حدوث انتهاكات، وهو ما لا يروق للمسؤولين اللبنانيين.
وقال الشخص المقرب من "حزب الله" إن "شرط الحزب للتقدم لا يزال واضحا: يجب منع إسرائيل من القيام بعمليات داخل الأراضي اللبنانية".
لكن يبدو أن نتنياهو - الذي اتهمه منتقدوه بتمديد الحرب وتوسيعها من أجل بقائه السياسي بعد أن تم إلقاء اللوم عليه على نطاق واسع في الإخفاقات الأمنية في 7 تشرين الأول- يراهن على أن اللحظة السياسية مواتية لتحقيق انفراجة.