إسرائيل تريد تعميم مشهدية غزة على لبنان وسوريا..لا وقف للحرب
يوسف فارس
المركزية – الأجواء التي رشحت من محادثات الموفدين الاميركيين الى إسرائيل بريت ماكغورك واموس هوكشتاين اكدت ان لا تسوية قريبة لوقف الحرب على لبنان على ما جاء في البيان الصادر عن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الذي حرص في لقائه الموفدين على ان تضمن أي تسوية امن إسرائيل . ما يعني التمسك بالوقف المعلن لجهة منحها الحق في الاشراف على تنفيذ القرار 1701 وتثبيت قوات دولية او متعددة الجنسيات على نقاط العبور الى لبنان برا وبحرا وجوا لمنع حزب الله من استقدام أسلحة وذخائر جديدة . مع اشتراط ان يكون لإسرائيل الحق في توجيه ضربات تستهدف أي امدادات ستصل الى الحزب اذا لم تتكفل هذه القوات او الجيش اللبناني بمنعها .هذا الموقف الإسرائيلي يعكس رغبة واضحة في مواصلة الحرب على لبنان حتى تحقيق الأهداف التي تعمل عليها حكومة نتنياهو. وقد يكون جزء منها غير معلن وغير واضح ويتجاوز ضرب قدرات حزب الله وابعاده الى الليطاني .ما يعني استمرار الحرب الى اماد غير معروفة.
النائب التغييري ياسين ياسين يرى عبر "المركزية" ان من الخطأ الاعتقاد ان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو قد يقبل راهنا بوقف الحرب وتنفيذ القرار 1701 على ما تسعى اليه الولايات المتحدة الأميركية التي غادر موفداها ماكغورك وهوكشتياين تل ابيب من دون الحضور الى لبنان لأنهما فشلا في مهمتها ولم يحققا شيئا من الطروحات التي كان لبنان قد قبل بها . إسرائيل لن تخرج من لبنان من دون مقابل . هي غير مهتمة بالقرارات الدولية . تريد امنا مستداما مع لبنان خصوصا لمستوطنات الشمال وسكانها من خلال إيجاد قوات متعددة الجنسية او خلق منطقة محروقة عازلة على طول الحدود الجنوبية . لذلك تدمر قرى الحافة بعمق ثلاثة وخمسة كيلومترات بحيث لا تعود قابلة للحياة . وذلك في ظل غطاء أميركي وسكوت عالمي .اسرائيل مستمرة في اجرامها حتى يتعب حزب الله وينضب سلاحه بعدما قطعت طرق امداداته وفرضت عليه حصارا بحريا وبريا .
ويتابع : مسكين لبنان وكأنه لا تكفيه مشكلاته السياسية والمالية حتى اضيفت اليها مشكلة النازحين اللبنانيين مع ما تستجره من تناقضات وخلافات مع البيئات الحاضنة التي بدأت تظهر في بيروت والجبل وسواهما .الامر يتطلب الكثير من الحكمة والوعي لمعالجتها والحؤول دون توسعها لئلا تؤدي الى فتن ونزاعات داخلية تتخذ اشكالا مذهبية وطائفية وهنا الخطورة .
ويختم لافتا الى ان إسرائيل توجهت بعد تدمير غزة الى لبنان ومنه تتجه اليوم الى سوريا حيث بدأت الحرب عليها بالطريقة ذاتها . ما يسمى بقواعد الاشتباك أولا قبل الانتقال الى ارتكاب المجازر والتدمير لاحقا .