محور الممانعة يقتنص الفرصة لمهاجمة الجيش..هل حمى الحزب نفسه ولبنان؟
شربل مخلوف
المركزية- غداة الإنزال البحري الذي نفذته قوة كوماندوس إسرائيلية في البترون، جنّد محور الممانعة وسائله الإعلامية لمهاجمة الأحزاب السيادية والمعارضة التي تطالب دوما بنشر الجيش اللبناني على الأراضي اللبنانية كافة وتسليم سلاح حزب الله الى القوى الشرعية اللبنانية، كما هاجمت الجيش اللبناني بالانتقاص من هيبته واعتباره غير اهل لحماية الوطن سائلة" إذا لم يستطع حماية الحدود البحرية من أي خرق إسرائيلي فكيف سيستطيع حماية لبنان؟"
ليس جديدا هذا النوع من الاتهامات ، فمحور الممانعة لطالما اعتبر أن الجيش اللبناني اعجز من حماية لبنان في حال حصول أي إعتداء إسرائيلي ، وان حزب الله وحده قادر على حماية لبنان واللبنانيين من شر العدوان، فيما تبين في الحرب الراهنة انه لم يستطع حماية قيادييه وبيئته الحاضنة فكيف يحمي لبنان؟
يقول العميد المتقاعد جورج نادر لـ "المركزية" ان حلفاء حزب الله يعتبرون أن الجيش لا يستطيع حماية لبنان برا وبحرا، متسائلا:هل إستطاع حزب الله أن يحمي لبنان؟ عن أي حماية يتكلمون؟ فقد سقط حوالي 3000 شهيد و13000 جريح ودمار هائل لحق المناطق اللبنانية وحوالي مليون ونصف نازح. ويضيف: " قد يخطىء عناصر في الجيش اللبناني في بعض الأمور وجلّ من لا يُخطئ ،ولكن لديهم قيادة تحاسب بينما ليس في الدولة من يحاسب عناصر الحزب على الاقترافات ".
وعن قدرات الجيش اللبناني، يشير إلى أن الجيش لا يتمتع بالقدرات العسكرية التي يتمتع بها الجيش الإسرائيلي مثلا، لافتا إلى أن القوات الاسرائيلية قامت بعملية عسكرية في طهران عبر ضرب معامل للأسلحة والصواريخ مما أدى إلى أضرار كبيرة. ولم يتم إسقاط أي طائرة إسرائيلية من قبل الدفاعات الايرانية، مشيرا إلى أن قبل هذه الضربة كانت إيران تتفاخر دائما أن باستطاعتها تدمير اسرائيل ب7 دقائق ونصف. لكنّ الجيش اللبناني يمتلك قدرات بشرية كبيرة جدا وعناصره بواسل فقط ينقصه التجهيزات التكنولوجية والعتاد.
ويتابع: " الدولة التى ترعى محور الممانعة ليس لديها سلاح للدفاع الجوي يستهدف الطائرات الإسرائيلية كذلك الأمر حصل في سوريا والعراق لذلك لا يصعب على إسرائيل تنفيذ أي عملية في لبنان".
ويؤكد نادر وجوب انتشار الجيش اللبناني في الجنوب واستلام زمام الأمور هناك، للتصدي لأي عدوان، فهو جيش نظامي وتابع لدولة عضو في الأمم المتحدة ، بالتالي عند تطبيق القرار 1701 يحصل على غطاء أممي وعربي كامل.
عن عدم تسليح الجيش، يقول ان الطبقة السياسية التي حكمت لبنان طوال 35 عاما هي السبب في عدم تسليحه، متسائلا: ماذا فعلوا للجيش طوال هذه السنين، لافتا إلى أن كل ما قامت به هو التدخل بالتعيينات العسكرية ومنع الجيش من تنفيذ القرار 1701 حيث أن هذا القرار ينص على عدم وجود ميليشات مسلحة في جنوب الليطاني بل أن يكون السلاح حصرا بيد الحكومة اللبنانية.
ويضيف: " طوال 30 عاما حكموا المؤسسات الأمنية والعسكرية والإدارية والاقتصادية والقضائية، وحينما اضحوا في أضعف أيامهم بدأوا بمهاجمتها عوض المساعدة في اعادة بناء المؤسسات."
ويختم: "لحسن الحظ، بدأت بعض الأصوات في البيئة الحاضنة تطالب بالعودة الى الدولة واستلام الجيش اللبناني زمام الامن وحماية البلاد وايقاف الحرب لأنها لم تستجلب سوى الخراب والدمار ".