5:13 PM
خاص

التصدير الزراعي "تحت النار"..والمواسم مخيِّبة

 

ميريام بلعة

المركزية- "القطاع الزراعي ينزف ويَئنّ..." هكذا يصف رئيس تجمّع مزارعي البقاع ابراهيم ترشيشي واقع الزراعة اليوم عند تقاطع نيران الغارات الإسرائيلية من جهة وقطع أوصال المعابر البريّة عند الحدود مع سوريا من جهةٍ أخرى، مروراً بارتفاع أكلاف التأمين على المخاطر عند التصدير جواً وبحراً....وما تبقى من البرّ.

"القطاع الزراعي يتفكك يوماً بعد يوم"، يقول ترشيشي لـ"المركزية"، "ويعيش حالة من التقهقر على المستويات كافة، إن في ما خصّ نوعية البضائع أم لجهة عدم القدرة على وصول المزارع إلى موقع المحصول لقطافه... وإذا استطاع إلى ذلك سبيلاً فيجده إما مسروقاً ومنهوباً أم ضربه الصقيع ودرجات الحرارة المتدنية التي قضت على قسم كبير من الزراعة في البقاع حيث تضرّر أكثر من 50 في المئة من المزروعات كالبندورة والخيار واللوبية والكوسى والبطاطا تحديداً التي خيّبت آمال المزارعين الذين كانوا يعوّلون على قطاف ما يفوق الـ25 ألف طن هذا الموسم، لكنهم يأملون اليوم في تحصيل 10 آلاف طن كحدّ أقصى".

..."إلى أن حلّ ما كنا نتوجّس منه... حين أدارت الغارات الإسرائيلية بوصلتها صوب المعابِر الحدودية بين لبنان وسوريا لتزيد الطين بلّة في  ضرب طريق المصنع ومِعبَر جوسيه الحدودي، حتى أصبحت الأمور أكثر تعقيداً. إذ طال مسار التصدير 48 ساعة إضافية من شتورا إلى الشام لتنطلق من هناك في اتجاه السوق الأردنية أو السوق السورية، فزادت المسافة وبالتالي زادت أكلاف التصدير... كل ذلك معطوف على المخاطر الأمنية التي يتعرّض لها السائقون تحت نيران القصف ومواجهة الشكوك في حمولتهم والتدقيق فيها...إلخ" وفق ترشيشي.

ويُضيف: في ظل هذه الوقائع أصبح التصدير بدون أي جدوى نهائياً! حتى أن الشحن عبر مرفأ بيروت أصبح صعباً في ظل تخوّف أصحاب البواخر التي ترسو على رصيفه وباتوا يحسبون ألف حساب في ظل الوضع الأمني الخطير والمستدام.
ويشير إلى أنه "حتى مواعيد تسليم واستلام البضائع لم تعد منتظِمة على وقع إطالة مدة وصول البضائع وارتفاع كلفة إيجار الشاحنة ومضاعفة أجور العمال ثلاثة أضعاف، حتى أن مراكز التوضيب لم تعد كلها آمنة ودونها مخاطر أمنية كبيرة على العمال...".

كل ذلك إن دلّ على شيء فعلى ارتفاع منسوب العقبات أما عمليات التصدير الزراعي التي عبثاً تنتظر حلولاً غير متوفرة "تحت النار"... إنه واقع مرير لم تمرّ به الزراعة اللبنانية يوماً في تاريخها الحديث! وعلى رغم مآسيها لا يزال المزارعون يردّدون "حمانا الله من الأعظم".  

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o