نتنياهو يرفض الهدنة ليستكمل خططه للبنان والمنطقة
يوسف فارس
المركزية – توقفت أوساط دبلوماسية متابعة للتطورات في المنطقة بكثير من الاهتمام عند المساعي الأميركية للتوصل الى هدنة ، ولو موقتة على جبهتي الجنوب وغزة قبل موعد الانتخابات الأميركية، على الرغم من عدم وجود مؤشرات حاسمة لنجاح جولة التفاوض التي تواجه تعقيدات متعددة خصوصا ان الإدارة الأميركية الحالية لم تعد تملك الأدوات الضاغطة على إسرائيل لدفعها الى وقف الحرب . كما ان نتنياهو يستغل هذا الضعف في البيت الأبيض لإطالة امد الحرب وتحقيق أهدافه، وينتظر الرئيس الأميركي الجديد ويراهن على استمرار دعمه في القتال او عقد اتفاق يقدم له ضمانات شخصية وامنية تتعلق بجبهتي غزة وجنوب لبنان .
يذكر ان إسرائيل والولايات المتحدة كانتا تجريان محادثات لايجاد صفقة شاملة من شأنها ان تؤدي الى تسوية على الجبهة الشمالية حيث تقترح إسرائيل الغاء توسع العملية البرية في لبنان مقابل دعم واشنطن فرض حظر على لبنان من شأنه ان يؤدي الى منع إعادة تأهيل قدرات حزب الله . الصفقة كانت تلحظ أيضا وقفا للنار لستين يوما يتم خلالها التوصل لتفاصيل اتفاق كامل ، علما ان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لا يزال يماطل بانتظار معرفة الرئيس الأميركي الجديد قبل الالتزام بمسار دبلوماسي بشأن وقف الحرب.
الوزير السابق فارس بويز يقول لـ"المركزية" : ان ما تسرب عن مشروع الهدنة تبدو معظم نقاطه مقبولة لكنني منذ البداية كنت اشك في استجابة نتنياهو، كونه صرح اكثر من مرة انه لن يوقف اطلاق النار ويقبل بإنهاء القتال قبل القضاء على "اعدائنا" . وهو أضاف ان لديه خطة سواء في ما خص لبنان او المنطقة وطالما لم يستكملها لن يوقف الحرب في رأيي. ما اخشاه هنا ان تكون لديه استرتيجية تقضي بتوسيع دائرة الحرب لتوريط اميركا في مواجهة مع ايران، خصوصا وان الاستعدادات لذلك ما تزال قائمة .وهو لا يخفي أيضا امكانية توجهه لاجتياح لبنان وقسم من سوريا لفرض شروطه على البلدين . إضافة لاستغلاله قضية النازحين اللبنانيين والسوريين لخلق اضطرابات وفتن داخلية من قبيل تدعيم شروطه . صحيح ان المقاومة ما تزال موجودة، لكن السؤال هل هي قادرة على احباط كل مخططاته ؟ وهل ان الإدارة الأميركية بما تبقى لديها من وقت قادرة أيضا على الضغط على إسرائيل لوقف حربها على غزة ولبنان وإرساء هدنة.
ويتابع : إسرائيل الدولة الوحيدة في العالم لم تقر بنهائية حدودها وتتكلم عن توسع من النيل الى الفرات . لذا هي تحاول احتلال قسم من لبنان لتعزيز شروطها بما يتخطى تطبيق القرار 1701 والذهاب الى مشهد جديد يحاكي العام 1982 ويلامس نوعا من التطبيع والسلام مع لبنان .