المملكة غير راضية عن أداء ايران: وتُبلغها احتجاجها في "القمة"!
لورا يمين
المركزية- دعت السعودية، الأربعاء، لعقد "قمة متابعة عربية إسلامية مشتركة" بتاريخ 11 تشرين الثاني المقبل، لبحث استمرار العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية ولبنان، والتطورات الراهنة في المنطقة. جاءت الدعوة امتداداً للقمة التي استضافتها الرياض، في 11 تشرين الاول 2023، وبناءً على توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، واستكمالاً للجهود المبذولة من الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، بالتنسيق مع قادة الدول العربية والإسلامية. وشددت السعودية على "متابعتها لتطورات المنطقة، ومواصلة العدوان الإسرائيلي الآثم على الأراضي الفلسطينية، واتساعه ليشمل لبنان، في محاولة للمساس بسيادته وسلامة أراضيه، وتداعياته الخطيرة على أمن الشرق الأوسط واستقراره"، مجددّة إدانتها واستنكارها لاستمرار الجرائم والانتهاكات تجاه الشعب الفلسطيني واللبنانيين. وتأتي القمة ايضا استكمالاً للجهود الكبيرة التي بذلت منذ عقد القمة الأولى، وما تمخض عنها من لجنة وزارية مشتركة بذلت جهوداً دبلوماسية لوقف الحرب، والدفع نحو حل شامل للقضية الفلسطينية.
للتذكير، فإن القمة السابقة التي عقدت في الرياض في حضور رؤساء وقادة الدول العربية والإسلامية، قررت "تكليف وزراء خارجية السعودية، بصفتها رئيسة القمة العربية والإسلامية، وكل من الأردن، ومصر، وقطر، وتركيا، وإندونيسيا، ونيجيريا، وفلسطين، والأمينين العامين للجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، بدء تحرك دولي فوري باسم جميع الدول الأعضاء لبلورة تحرك دولي لوقف الحرب على غزة، والضغط من أجل إطلاق عملية سياسية جادة وحقيقية لتحقيق السلام الدائم والشامل وفق المرجعيات الدولية المعتمدة".
عشية هذه القمة، أكد وزير الخارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان امس أن "حل العملية السياسية في لبنان يعود إلى اللبنانيين وليس للسعودية أو القوى الخارجية". وأشار إلى أن "الحوار مع إيران هدفه أن تسير العلاقات بالمسار الصحيح ويجب تطبيق حلّ الدولتين وترجمته إلى خطوات ملموسة". وأضاف: أبلغتنا إيران أنّ استمرار دورة التصعيد الإقليمية ليس في مصلحتها.
هذه التطورات كلها، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، تدل على ان المملكة التي أقدمت منذ اشهر على خطوة كبيرة تتمثل في مد اليد لايران وابرام نوع من مصالحة معها في اتفاق بكين، باتت اليوم تراجع فعلا هذه السياسة الانفتاحية، بعد ان رأت ان طهران لا تزال على تصعيدها في المنطقة من خلال اذرعها، من الحوثيين الى حزب الله، مرورا بحماس. هذه الفصائل، ومنذ 7 تشرين الاول 2023، تقاتل، كما انها لا تسهّل التسويات والحلول لحربي غزة ولبنان، وذلك بطلبٍ من ايران، التي تدير وتتحكم بقرارات هذه الأذرع، وفق المصادر.
هذه لم تكن اهداف اتفاق بكين، الذي أُريد منه ادخال المنطقة في مرحلة سلام وهدوء. عليه، الرسالة التي ستنقلها القمة لطهران، ستكون واضحة وحازمة: عليك بتهدئة الامور وفتح الباب امام التسويات، وإلا اتفاق بكين سيكون على المحك، تختم المصادر.