20 قتيلاً وجريحاً في غارة إسرائيلية على حي المزة بدمشق
قُتل 9 مدنيين بينهم نساء وأطفال، الثلاثاء، وأصيب 11 آخرون، في غارة إسرائيلية استهدفت مبنى سكنيا في دمشق، على ما أفادت وزارة الدفاع السورية في ما اعتبرته مجرد "حصيلة أولية" للهجوم.
ونفى التلفزيون الإيراني وجود نائب قائد فيلق القدس، رضا فلاح زاده، وأمين حركة الجهاد زياد النخالة، بموقع الاستهداف بدمشق.
ومن جانبها، نفت السفارة الإيرانية في دمشق مقتل إيرانيين في الغارة على حي المزة.
وقالت وزارة الدفاع السورية: "شن العدو الإسرائيلي عدوانا جويا بثلاثة صواريخ من اتجاه الجولان السوري المحتل مستهدفا أحد الأبنية السكنية والتجارية في حي المزة المكتظ بالسكان في دمشق، ما أدى إلى ارتقاء 9 شهداء مدنيين بينهم أطفال ونساء، وإصابة 11 آخرين بجروح كحصيلة أولية" مع استمرار العمل "لإنقاذ آخرين من تحت الأنقاض".
وأشارت وكالة الأنباء السورية (سانا) إلى "عدوان إسرائيلي استهدف مبنى سكنياً في حي المزة بدمشق".
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الغارة إسرائيلية استهدفت مبنى على صلة بالحرس الثوري الإيراني وحزب الله في دمشق، في هجوم جديد على المنطقة التي تضم مقار أمنية وبعثات دبلوماسية.
وذكر المرصد أن الغارة "استهدفت مبنى يتردد عليه قيادات الحرس الثوري الإيراني وحزب الله"، وأدت إلى "مقتل 7 أشخاص بينهم 2 من جنسيات غير سورية".
وأكد المرصد أن إسرائيل راقبت العناصر المستهدفة في حي المزة بدمشق.
وصفت وزارة الخارجية السورية الغارة الإسرائيلية بـ"الجريمة الوحشية"، ودعت مرة أخرى إلى اتخاذ إجراءات لردع إسرائيل.
وجاء في بيان منشور عبر صفحتها على "فيسبوك": "تدين سوريا بأشد العبارات هذه الجريمة الوحشية بحق المدنيين العزل والتي تشكل امتداداً لجرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها هذا الكيان الغاصب بحق الفلسطينيين واللبنانيين، وتؤكد على ضرورة اتخاذ إجراءات فورية لردعه".
وأظهرت لقطات من موقع الغارة مبنى كبيرا مضاء جزئيا يخيم عليه الدخان، فيما تناثر الحطام أمامه.
وأفاد مراسل في المكان أن الغارة دمرت الطوابق الثلاثة الأولى من المبنى الواقع في منطقة سكنية مزدحمة، وأكثر من 20 سيارة مركونة بالمكان.
وشبّه أحد سكان المبنى، الكهربائي عادل حبيب (61 سنة)، ما شعر به "بيوم القيامة".
وقال الرجل الذي كساه الغبار فيما جلس يبكي أرضا: "كنت عائدا إلى منزلي عندما حدث الانفجار، وانقطعت الاتصالات والكهرباء ولم أعد أستطيع التواصل مع عائلتي".
وتابع: "كانت هذه أطول 5 دقائق في حياتي حتى سمعت صوت زوجتي وأولادي وأحفادي".
منذ بدء النزاع في سوريا العام 2011، شنّت إسرائيل مئات الضربات الجوية في هذا البلد، مستهدفة مواقع لقوات النظام وأهدافا إيرانية وأخرى لحزب الله.
وكثّفت إسرائيل في الأيام الأخيرة وتيرة استهدافها لنقاط قرب المعابر الحدودية التي تربط سوريا ولبنان، والتي عبرها خلال الأسبوع الأخير عشرات الآلاف هربا من الغارات الإسرائيلية الكثيفة على لبنان.
ونادرا ما تؤكّد إسرائيل تنفيذ الضربات، لكنّها تكرّر تصدّيها لما تصفها بمحاولات إيران ترسيخ وجودها العسكري في سوريا.
والأربعاء الماضي، قُتل أربعة أشخاص على الأقل، بينهم حسن قصير، صهر الأمين العام الراحل لحزب الله، حسن نصرالله، في غارة إسرائيلية في حي المزة أيضا.
وكثّفت إسرائيل في الأيام الأخيرة وتيرة استهدافها لنقاط قرب المعابر الحدودية التي تربط سوريا ولبنان والتي عبرها خلال الأسبوع الأخير عشرات الآلاف هربا من الغارات الإسرائيلية الكثيفة على لبنان.
وكان انفجار ضخم قد هز حي المزة وسط العاصمة السورية دمشق، مطلع الشهر الجاري.
حي المزة
وشهدت منطقة المزة في غرب دمشق، حوادث كثيرة خلال الفترة الماضية، وتضم مقرات أمنية وعسكرية عدة، إضافة لمقرات وأماكن سكن قيادات فلسطينية وإيرانية بارزة، وفيها تجمع لعدد من السفارات والمنظمات الأممية.
وازداد العمران بالحي بعد الاستقلال من الانتداب الفرنسي ليتصل بمدينة دمشق ويصبح إحدى ضواحي دمشق الحديثة، ويعد من أحدث مناطق دمشق وأكثرها رقياً وتطوراً.
كما تم بناء القصر الجمهوري على جبل مطل على الحي، وفيه الكثير من المباني الإدارية ومجمع للمحاكم وعدد من المقرات الرسمية الدولية.
المصدر: العربية
كذلك يضم الحي أيضاً مطار المزة الذي ازدادت أهميته في العصر الحديث عندما أقام به الفرنسيون مطار المزة العسكري الذي كان سابقاً مطار دمشق الرئيسي قبل إنشاء مطار دمشق الدولي في الجهة الجنوبية الشرقية من دمشق، وأقاموا فيه أيضا سجن المزة.
ويحتوي الحي أيضا على العديد من المباني الحديثة والأبراج السكنية العالية والجسور والأنفاق، والعديد من المراكز التجارية الحديثة والأسواق الشعبية والمدن الرياضية كمدينة الجلاء ومدينة الشباب وعدد من كليات جامعة دمشق.
ويمتد الحي على مساحة 7750 هكتاراً، يبدأ من ساحة الأمويين شرقاً وحتى منطقة السومرية غرباً ومن جبل المزَّة شمالاً إلى منطقة كفرسوسة جنوباً، ويعتقد أن تعداد سكانه يصل إلى 90 ألف نسمة، بحسب معلومات نشرتها موسوعة "ويكيبيديا".
وعاشت تلك المنطقة بسبب مقراتها، حوادث كثيرة كان بينها مقتل مسؤول استخبارات الحرس الثوري الإيراني في سوريا ونائبه في ضربة إسرائيلية في يناير/كانون الثاني الماضي، أودت أيضا بعنصرين من الحرس الثوري، بحسب الإعلام الرسمي الإيراني