لبنان ينزلق نحو المجهول
بعد انقضاء سنة كاملة من الحرب الوحشية التي يشنّها العدو الاسرائيلي على الشعبين الفلسطيني واللبناني، تتواصل الإبادة الجماعية على مرأى من العالم أجمع، إذ إنَّ ما من أحد قادر على ردع رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو في ظلّ فشل كلّ الجهود لوقف إطلاق النار، بينما تستمر الغارات المتتالية على الضاحية الجنوبية والبقاع والقرى الحدودية، في وقتٍ استهدفت صواريخ "الحزب" قلب تل أبيب ليل أمس.
"الحرب قد تتوسّع وعلينا التحضّر للأسوأ"، وفق ما أشار الرئيس السابق للحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، معتبراً أنَّ الأولوية اليوم لانتخاب رئيس وفاقي والعمل على وقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701، لافتاً إلى أنَّ مبادرة عين التينة تمثل محاولة لرسم خارطة طريق وطنية لوقف العدوان الاسرائيلي، وانتشار الجيش كما عدم ربط مصير لبنان بغزة.
جنبلاط أشار الى أن "بعض الزائرين أراد أن يعلّمنا كيف نصمد، فليسمح لي نحن نعلّمه كيف الصمود وهذا تاريخنا".
في الشأن السياسي، كان لافتاً زيارة رئيس تيار المردة سليمان فرنجية إلى عين التينة ولقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري، للتأكيد على أهمية انتخاب رئيس فعلي شرعي وأن يكون عربياً وطنياً مؤمناً بعروبة البلد.
وفي السياق، دعا النائب بلال الحشيمي لانتخاب رئيس للجمهورية في أقصى سرعة والعمل على إعادة تفعيل مؤسسات الدولة، لافتاً في حديث لـ"الأنباء" الإلكترونية إلى أنه في حال استمرينا في هذه الدوامة من المراوحة فمن المؤكد أننا قد نخسر وطننا ونكون شهود زور على ضياعه، لذا فإن تحرّك المعارضة يندرج في إطار الخروج من الأزمة، وهذا الأمر لن يتم إلا بانتخاب رئيس لأن وجوده يساعد على الحلحلة.
الحشيمي اعتبر أن مبادرة عين التينة كان ينبغي البناء عليها لانهاء الشغور الرئاسي لكن التصريحات التي أطلقها وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي من بيروت نسفت كلّ الجهود.
بدوره، اعتبر النائب السابق شامل روكز أن التوتر ما زال على حاله، إذ إن ما من ضغوط خارجية على نتنياهو لوقف الحرب على لبنان بانتظار الرد الاسرائيلي على إيران والرد على الرد، مؤكداً أن رد إسرائيل حتمي إذ إن رئيس وزراء العدو يعمل على جر المنطقة للحرب، وهو يقوم بابتزاز الحزبين الجمهوري والديمقراطي لجرّ الولايات المتحدة الى الحرب أيضاً.
روكز أكد في حديث لـ"الأنباء" الإلكترونية أن إيران سترد على إسرائيل في حال هاجمتها لانها لا تستطيع أن تتراجع بعد الانتقادات التي وجهت لها من حلفائها على تأخرها في الرد، فقد أوصلتهم الى حالة الضعف هذه، ولذلك فإن الرد الايراني على الهجوم الاسرائيلي لن يتأخر.
وإذ استبعد روكز امكانية الاتفاق على انتخاب رئيس جمهورية طالما ليس هناك وقف لإطلاق النار، داعياً الى إنجاز الاستحقاق الرئاسي من خارج الاصطفاف السياسي القائم لأن كل الفرقاء بحاجة لمزيد من الوعي والانفتاح على الشرق والغرب، فلبنان يمر بأزمة خطيرة خصوصاً وأن حجم النزوح خطير جداً ولا بد من معالجة هذه المشكلة الانسانية.
وعن زيارة فرنجية إلى عين التينة، رأى روكز أن فرنجية ما زال يعتبر نفسه مرشح الثنائي أمل وحزب الله، وكذلك المعارضة تريد أن تأتي برئيس يلبي طموحاتها وهو ما أوصل البلد الى ما هو عليه.
بالمحصلة، فإنَّ الأمور لا تزال تراوح مكانها في ظلّ استمرار الحرب الممنهجة ما يستدعي تضامناً وطنياً وموقفاً موحداً لانتخاب رئيس والتوصل إلى وقف إطلاق النار لتفادي لبنان الإنزلاق نحو المجهول.
المصدر: الانباء الالكترونية