لبنان يبذل جهوداً جبارة لإبعاد الكأس المرّة عنه!
في موازاة العدوانية الاسرائيلية، والتهديدات المتتالية التي يطلقها المستويان السياسي والعسكري في اسرائيل بالاستمرار في رفع وتيرة التصعيد اكثر والتلويح بعملية برية ضدّ لبنان، وجّه لبنان ما بدت انّها رسالة إلى المجتمع الدولي، بتأكيد تجاوبه مجدّدا مع المبادرة الدوليّة لوقف إطلاق النار، وإبداء الإلتزام الكامل بالقرار 1701 وتنفيذه، وإرسال الجيش إلى المنطقة الحدودية ليقوم بمهامه بالتعاون والتنسيق مع قوات «اليونيفيل». وقرن هذه الرسالة الخارجية برسالة الى الداخل اللبناني تؤكّد على الشروع فوراً في انتخاب رئيس توافقي للجمهورية لا يشكّل تحدّياً لأي طرف، فور الاعلان عن وقف إطلاق النار.
الكأس المرّة
وقالت مصادر حكومية لـ«الجمهورية» إنّ الوضع بصورة عامة على شفير حريق كبير لا حدود له على مستوى المنطقة، وإسرائيل بعد حرب الإبادة لقطاع غزة، تهرب إلى الأمام من فشلها في تحقيق أهداف حربها على غزّة، إلى الإشعال المتعمّد لشرارة هذا الحريق إنطلاقاً من لبنان، بارتكابها المجازر الفظيعة بحق المدنيين.
واشارت المصادر الى انّ لبنان، على كل مستوياته السياسية، يبذل جهوداً جبارة لإبعاد الكأس المرّة عنه، التي يدفعه العدو الاسرائيلي الى تجرّعها، وتوخّى من رسالته الى الدول، أن يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته في ممارسة الضغوط الجديّة والحازمة على اسرائيل لوقف عدوانها الهمجي على لبنان، والسبيل الى ذلك كما نراه، محدّد في خطة وقف إطلاق النار التي تتصدّرها الولايات المتحّدة وفرنسا، ووقّعت عليها مجموعة من الدول الاجنبية والعربية، ونحن ملتزمون بمندرجات هذه الخطة بحذافيرها.
باريس: تحرّك
الى ذلك، أبلغت مصادر واسعة الاطلاع الى «الجمهورية» قولها إنّ زيارة وزير الخارجية الفرنسية جان نويل بارو الى بيروت منسقة مع الأميركيين، حيث انّه قبل وصوله ناقش مع وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن أهمية الدفع بقوة لتجنّب تصعيد الصراع في لبنان».
واشارت المصادر الى انّ لهذه الزيارة اربعة عناوين رئيسية؛
العنوان الأول، التعبير عن تضامن فرنسا العميق مع لبنان وشعبه، والوقوف الى جانبه على كل الصعد في هذه المحنة.
العنوان الثاني، التعبير عن القلق البالغ لدى فرنسا من توسّع نطاق الحرب، وتوجيه رسالة الى كلّ الاطراف لوقف المواجهات وتجنّب التصعيد وإشعال حرب مفتوحة على أن تتعدّد جبهاتها وتتمدّد إلى مديات واسعة، بما يجعلها بعيدة عن نطاق السيطرة، وتترتب عليها تداعيات تتجاوز الإضرار الكارثي الأكيد بمصالح جميع الاطراف، الى تهديد الاستقرار والسلام الدوليين.
العنوان الثالث، التأكيد على انّ المبادرة التي طرحتها فرنسا وشاركتها بها الولايات المتحدة الاميركية والعديد من الدول لوقف اطلاق النار لمدة ثلاثة اسابيع تواكبه فوراً مفاوضات عاجلة تفضي إلى تسوية وصفقة تبادل في غزة، وإلى حلّ سياسي على حدود لبنان على أساس القرار 1701، هي السبيل المتاح لاعادة الهدوء ومنع الانزلاق الى حرب واسعة، وباريس متمسكة بهذه المبادرة. واكّد في هذا السياق اهتمام فرنسا العميق بدعم الجيش اللبناني ومساعدته في هذه الظروف الدقيقة. كذلك نقل تأكيدات عن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بأنّ فرنسا عازمة مع شركائها على الاستمرار بالدفع بهذه المبادرة، التي تشكّل مصلحة لكل الاطراف.
العنوان الرابع، رئاسي، تؤكّد من خلاله باريس على انّ المستجدات التي طرأت، وما يحوط بلبنان من مخاطر، باتت توجب وضع الملف الرئاسي في لبنان على سكة الحسم السريع وانتخاب رئيس للجمهورية.
المصدر: الجمهورية