4:47 PM
خاص

بعد عملية "تحت الحزام"... الحرب على الجنوب حتمية ورد الحزب ليس متكافئا!

خاص- المركزية

المركزية – هي الحرب التي دخلها لبنان قسراً منذ 8 تشرين الأول 2023 وفكراللبنانيون أنها لم تبدأ بعد. فكانوا بعد كل عملية اغتيال لأحد قياديي حزب الله ينتظرون الرد إلى أن جاء الرد من إسرائيل عبر تفجير أجهزة الـ pagers.

إسرائيل أطلقت على العملية إسم "تحت الحزام" لكنها في الواقع وضعت حزب الله وبيئته في حزام القلق والترقب. صحيح أن التكابر والتعالي على المصيبة ضروري لترميم المعنويات لكن في المسار العسكري لا بد من الإعتراف بأن تقنيات الحرب خرجت عن مسارها التقليدي بشكل مباشر يوم أمس ودخلت الحروب السيبرانية التي كان يتردد صداها على صفحات وسائل التواصل على خط الحرب في جنوب لبنان.

وللتذكير، فإن الحرب غير التقليدية اعتمدتها إسرائيل في حربها على الجنوب منذ البداية من خلال المسيرات وتعطيل ال gps واختراق أجهزة إلكترونية كما حصل منذ مدة في مطار بيروت. واستطاعت أن تحقق أهدافا استراتيجية من خلال قصف مستودعات تابعة لحزب الله واغتيال قادة عسكريين من الصف الأول في الحزب كان آخرهم فؤاد شكر.

ما بعد عملية" تحت الحزام" لن يكون كما قبلها خصوصا أنها خرقت قواعد الإشتباك وكل المواثيق الدولية بحسب العميد المتقاعد هشام جابر "دخلنا نوعا جديدا من الحروب هي الحرب السيبرانية التي اختارها العدو كبديل عن الحرب البرية التي لها شروطها والولايات المتحدة لا تزال حتى اللحظة لا تريد حربا شاملة وموسعة".ويضيف لـ"المركزية" النقطة الإيجابية الوحيدة التي يجب التوقف عندها هي الإلتفاق الشعبي والسياسي حول حزب الله "حتى خصومه تضامنوا معه وهذه سابقة تحصل للمرة الأولى ".

"إنها الحرب"، يقول العميد المتقاعد جورج نادر لـ"المركزية" "لكن بشروط ومسار جديدين. فالأسلحة ما عادت تقليدية وهذا ما لاحظناه منذ بداية الحرب، إذ دخلت حرب المسيرات على جبهة الجنوب واستعمل الجيش الإسرائيلي تقنيات جديدة ومتقدمة، تمكن من خلالها من إصابة أهداف بشرية واغتيال قياديين وتدمير مستودعات أسلحة وذخائر من دون أن يتكبد خسائر بشرية في ما لو استعمل التقنيات الحربية التقليدية".

كخبير في الشؤون العسكرية يؤكد نادر بأن التقنية العسكرية التي استعملتها إسرائيل في الأمس من خلال تفجير أجهزة pagers  التي كان وزعها حزب الله على العناصر، يشكل سابقة في تاريخ الحروب الإلكترونية والسيبرانية، ويقول"تعودنا أن نشهد عمليات "هاكر" لتعطيل أجهزة المطارات ووسائل النقل في العالم. لكن تقنية تفجير جهاز تواصل عبر وضع متفجرات في داخله وتفجير البطارية تشكل سابقة في تاريخ الحروب المعاصرة، وشخصيا لم أشهد  مثيلا لها، هي حصدت عددا كبيرا من الشهداء وتخطت الإصابات الـ3000 جريح عدا عن الأشخاص الذين أصيبوا بإعاقات وتشوهات وفقدان البصر وقد وصل العدد حتى كتابة المقال إلى 600. ويرجح أن يكون أكبر وأن يتضاعف في عداد الشهداء والمصابين لأن هناك أعدادا كبيرة من المقاتلين الذين كانوا متواجدين في الأنفاق وعلى الجبهات وفي المراكز العسكرية في الجنوب وقد أصيبوا حتما لأنهم كانوا يعتمدون على نفس الجهاز، ولم يتمكن أحد من إنقاذهم حتى ساعات الفجر الأولى خشية أن تكشفه المسيرات الإسرائيلية التي كانت تحلق في سماء الخط الأزرق ".

حتى الآن لا إحصاء نهائي عن عدد الجرحى والمعوقين والشهداء"لكة حرجة، وهؤلاء جميعا باتواهيدا وحوالى 2800 جريح و400 حالة حرجة، وهؤلاء جميعا باتوا في المفهوم العسكري خارج المعركة. ولا ننسى العامل النفسي والمعنوي"وأعتقد أن البيئة بحاجة إلى عملية ترميم نفسية المقاتلين حتى لا ترتد سلبا على معنوياتهم العسكرية.

والسؤال يطرح هنا، هل سيرد حزب الله وبأية إمكانات وظروف؟ يجيب نادر" حتما سيكون هناك رد من قبل حزب الله لكنه لن يأتي موازيا لحجم الضربة لأن هناك حوالى 5000 عنصر وقيادي خارج ساحة المعركة ولا توجد قدرة للملمة المعنويات والقدرات العسكرية والتقنية".

الكل يترقب ما سيقوله أمين عام حزب الله الذي سيطل غدا ويخاطب بيئته واللبنانيين لكن "لا يمكن الإنكار بأن نتائج عملية "تحت الحزام" تستلزم الكثير من الوقت لاستعادة جزء من القدرات البشرية التي تلقت الضربة دفعة واحدة وبنفس التوقيت. ويشير نادر إلى أن المسألة تتطلب أولا "إعادة لملمة الصفوف وترميم النفسيات وجهاز القيادة والتفكير بعدها بالرد المباشر. لكن كما ذكرت لن يكون على مستوى الضربة بعدما تبدل مسار المعركة".

بالنسبة إلى الرد على الرد يقول نادر" صحيح أن إسرائيل لم تربح الحرب ولم تحقق أهدافها، إلا أنها سجلت نقاطا عديدة من عملية"تحت الحزام" والمرجح أنها ستستغلها في ظل انشغال الولايات المتحدة بمعركة الإنتخابات الرئاسية وستستفيد من هذا الوضع لفرض شروطها بالقوة، لأن هذا ما تسعى إليه إسرائيل وليس المفاوضات".

بدورها لن تأخذ أوروبا موقفا حاسما من خطة إسرائيل العسكرية في جنوب لبنان وحربها المعلنة على حزب الله نظرا للإهتزازات الإقتصادية التي تعانيها بسبب الحرب على أوكرانيا، وهذا ما يعزز شروط إسرائيل التفاوضية.

إنطلاقا من ذلك يختم نادر " بعد ضربة"تحت الحزام" علينا أن نتوقع كل شيء. فالسلام الذي تبحث عنه إسرائيل هو ضمان أمن المستوطنات في الشمال وهذا لن يتحقق إلا بتراجع حزب الله إلى ما وراء الليطاني .من هنا علينا أن نتوقع كل شيء على مدى الأشهر الثلاثة المقبلة أي حتى انتهاء الإنتخابات الرئاسية الأميركية ودخول رئيس جديد البيت الأبيض. وقد يكون هناك اجتياح بري وفرض حزام أمني".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o