هل تمهّد جولات السفير المصري لاجتماع "الخماسية"؟
مع استمرار الشغور الرئاسي في لبنان والتوترات السياسية المحيطة بهذا الملف، بدأت جولات السفير المصري في بيروت علاء موسى تأخذ طابعا أكثر كثافة وتركيزا.
ويقوم موسى بزيارة القيادات اللبنانية الرئيسية بهدف استكشاف آفاق الحلول الممكنة للأزمة الراهنة.
وتسبق الزيارات اجتماعا مقررا لسفراء اللجنة الخماسية في مقر إقامة السفير الفرنسي بقصر الصنوبر السبت 14 سبتمبر الجاري، ما يطرح التساؤل حول ما إذا كانت هذه الجولات تمهيدا لتحضير الأرضية للقاء الخماسي.
وتحدث مصدر نيابي بارز لـ «الأنباء» عن الخلفيات والدلالات، فرأى «انه من الواضح أن جولات السفير موسى تأتي في سياق تعزيز المبادرة المصرية في حل الأزمة اللبنانية، لاسيما أن مصر تعتبر من الدول الأساسية في اللجنة الخماسية، التي تضم أيضا الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية وقطر. وتسعى هذه اللجنة إلى تنسيق الجهود الدولية والإقليمية لإيجاد حل مستدام للشغور الرئاسي في لبنان، حيث يعرقل الانقسام السياسي الداخلي الوصول إلى توافق حول شخصية الرئيس المقبل».
وأضاف المصدر: «تأتي زيارات السفير المصري إلى القيادات اللبنانية في وقت حساس، اذ يشهد لبنان تصاعدا في الضغوط الدولية والإقليمية لإنهاء حالة الجمود. ومن الواضح أن الهدف الأساسي من هذه الجولات هو استطلاع مواقف الأطراف المختلفة ومعرفة مدى استعدادها للقبول بتسوية، تقوم على مبدأ التشاور المسبق بين الأفرقاء أو خلال جلسات انتخاب رئيس الجمهورية، عندما تتم الدعوة إليها من قبل رئيس مجلس النواب نبيه بري».
وعن إمكانية ان يثمر اجتماع السفراء الخماسي في 14 الحالي مقترحا توافقيا، أكد المصدر ان «اجتماع سفراء اللجنة الخماسية يعتبر فرصة محورية لمناقشة الأفكار والمقترحات التي تم جمعها من خلال جولات السفير موسى، وفي خلال اجتماع الرياض بين المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا والموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان بحضور السفير السعودي وليد البخاري. وهناك توقعات بأن الاجتماع قد يسفر عن طرح مقترح توافقي يمكن أن يشكل قاعدة لدعوة الأطراف اللبنانية إلى جلسة انتخاب رئيس للجمهورية. ويبدو أن الأساس الذي قد يقوم عليه هذا المقترح هو التشاور المسبق أو التشاور خلال الجلسات، لضمان مشاركة واسعة من الأطراف جميعهم وتقليل احتمال التعطيل أو الانقسام».
ولفت المصدر إلى انه «في ظل تعقيدات المشهد اللبناني، لا يمكن تجاهل الصعوبات التي تواجه أي مقترح توافقي. فالانقسامات العميقة بين الأطراف السياسية تعيق التوصل إلى اتفاق حول هوية الرئيس المقبل. ومع ذلك، فإن وجود توافق دولي وإقليمي على أهمية انتخاب رئيس جديد يمكن أن يشكل عامل ضغط إيجابي على الأفرقاء اللبنانيين، ما قد يدفعهم إلى تقديم تنازلات من أجل الوصول إلى حل».
وسأل عن «مدى استعداد الأطراف اللبنانية للتخلي عن مواقفها المتصلبة والانخراط في عملية انتخابية تقوم على التشاور والتوافق، إذا ما تمكن السفير المصري من تحقيق تقدم في هذا الاتجاه من خلال جولاته وتحضيرات الاجتماع الخماسي، فإن احتمال الخروج بمقترح توافقي يصبح أكثر واقعية؟».
ورأى المصدر ان «جولات السفير موسى تندرج في إطار مساع ديبلوماسية حثيثة تهدف إلى تحريك الجمود في الملف الرئاسي اللبناني. ومع اقتراب اجتماع سفراء اللجنة الخماسية في 14 سبتمبر، يبرز الأمل في أن يتمكن هذا الاجتماع من بلورة مقترح توافقي يجمع عليه الأفرقاء اللبنانيون، ما قد يمهد الطريق أمام انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وإنهاء الشغور الرئاسي الذي طال أمده».
داود رمال - الانباء الكويتية