زهرا: لا حراك رئاسياً بل حديث عن الاستحقاق فقط
يعود الحديث الخجول عن الملف الرئاسي، وتتّجه الأنظار إلى الزيارة التي سيقوم بها الموفد الرئاسي جان إيف لودريان إلى السعودية غداً، ولقائه بالمستشار في الديوان الملكي نزار العلولا والسفير السعودي في لبنان وليد بخاري، لمناقشة تطورات الملف الرئاسي في لبنان. وفي هذا السياق، سألت “الديار” النائب السابق أنطوان زهرا عن إمكان انطلاق العجلة الرئاسية من جديد، فيجيب: “لا أرى أي حراك رئاسي، إنما هناك حديث عن حراك، وهناك من يحب الحديث عن هذا الموضوع للإيحاء بأن هناك جديداً، ولكنني لم أرَ أن هناك أي جديد أو أي تطوّر ينبئ بأن هذا الحراك سوف ينطلق وينتج شيئاً ما”.
وعن غياب المعارضة عن الساحة السياسية، يذكِّر بأن “أهم ما قامت به المعارضة أنها كرّست معادلة منع إيصال رئيس مفروض فرضاً ويمثِّل مصالح محور الممانعة، وتنتظر ليُبنى على الشيء مقتضاه، وهي تنادي يومياً لإجراء الانتخابات، ولكن ليس بيدها هي أن تحدِّد اللحظة والوقت، ما دام هناك إصرار على الفرض الذي تمارسه الممانعة”.
وإذا تجاوزنا الحرب الموسّعة، يرى أن “إسرائيل بحاجة الى استقرار مستدام كي تبرّر استمرار وجودها، وهذا ليس مؤمناً بوقف الحرب الحالية والنتائج التي وصلت إليها حتى الآن، وهذا ما يخيف من توسعة الحرب من جديد، لتصل “إسرائيل” إلى ترتيبات نهائية، لا أن تُخرَق بعد سنتين أو ثلاث لا من لبنان ولا من غزة أو من قبل الحوثيين، إنما ستكون ترتيبات نهائية، وهذه ظروفها غير متوافرة حتى الآن”.
وحول حديث البعض أن ما يحصل في الضفة أخطر على لبنان مما حصل في غزة، يعتبر أن “إسرائيل تمارِس ولا تُعلن أن فكرة حلّ الدولتين غير ممكنة، وهي لذلك لن تبقي أي مقوّمات للوصول إلى هذا الحلّ، وهذا بالطبع أمر خطر ليس فقط على لبنان إنما على المنطقة برمّتها، لأنه سيترك الصراع العربي ـ “الإسرائيلي” كامناً، ولا يصل إلى حلول نهائية رغم مسار التطبيع الذي اتبعته مع العالم العربي”.
وعما يُطرَح بأن خطاب جعجع الأحد الفائت همّش السنّة في موقفه من اتفاق الطائف، يسأل “هل اتفاق الطائف وضع كيفما طُبِّق، أم أن جماعة الطائف تخلّوا عنه لمصلحة سوريا وحالياً لإيران؟ فاتفاق الطائف قد تخلّى عنه رعاته الإقليميون والدوليون لحساب سوريا، وحالياً يُطبَّق لحساب إيران هذا أولاً، وثانياً نحن من أسقط الاتفاق الثلاثي وغطّى اتفاق الطائف، ونحن أكثر من دفع أثماناً لتطبيقه الأعوج، ثالثاً أن لا اتفاق الطائف ولا الوفاق الوطني ولا “الدوحة” ولا أي تسوية سياسية، ترتقي إلى مستوى الكتب المقدّسة التي لا تُراجَع ولا تُمَسّ، فما هو مقدّس هو الإنسان والحرية، وفي لبنان الديموقراطية والتنوّع”.
ويقول ان سمير جعجع “لم يتطرّق إلى الطائف، وقال لمن يريد تعديل الدستور نتكلم ولكن بعد انتخاب رئيس الجمهورية بموجب الدستور، لذا من يريد أن يصطاد في الماء العكر يجد الماء العكر في نبع مياه صافية، ومن يريد أن يتعاطى بمصير شعب ووطن ومستقبل بلدٍ، كان زينة الأوطان وأصبح ساحة صراعات وتخلّف وانحلال أمرٌ آخر. لذا نحن ندعو للتطلّع إلى المستقبل والتفتيش عن أفضل طريقة، وقلنا في أكثر من مناسبة، ولو لم يذكرها الدكتور جعجع بالاسم، انه إذا اتفقنا على أن بلدنا هو بلد تنوّع وديموقراطية توافقية، علينا أن نتفق أيضاً أن الدستور لم يُحتَرَم ولم تغفل آليات هذا التنوع، وهذه الديموقراطية التوافقية بدل استعمال هذه التعابير للتعطيل وشلّ الدولة واضمحلال مؤسساتها”.
وعما أعلنه “التيار الوطني الحر” عن موافقته على الكثير مما جاء في خطاب جعجع، يقول “هؤلاء لا يعرفون بالسياسة، وطرحهم ساذج لأنهم لا يعرفون الفرق بين الحوار رغماً عن الدستور قبل حصول الاستحقاق الرئاسي، والحوار حول الدستور بعد انتخاب الرئيس، فهذه خزعبلات ما قبل التموضع الجديد لا تفيد مع أي طرف يتعاطى السياسة”.
وحول ما أعلنه جعجع أن طريق قصر بعبدا لا تمرّ في عين التينة وحارة حريك، واعتبار البعض أنه يأتي في إطار الشعبوية، يؤكد أن “جعجع لم يطرح ذلك من منطلق التصويب على حارة حريك أو عين التينة، إنما تحدّث عن مراكز تقيم فيها مرجعيات تريد إخضاع اللبنانيين لمنطقها. وبالتالي، إن الرئيس المقبل لن يكون كما يريد حزب الله أو بحوار يسبق الانتخابات كما يريد الرئيس نبيه بري الذي يسكن جغرافياً في عين التينة”.
وعن توجّه جعجع نحو الشباب الذين يتّهمون حزب الله بـ “الإرهابي”، يقول زهرا “تذكّرت الحكيم في القطّارة عندما يبالغ بعض الشباب في طرح ما، كان يستعمل الأسلوب نفسه للجمهم، ومهما كان رأينا بحزب الله، في النهاية هو فريق سياسي لبناني، ووصفه بالإرهاب غير مستحبّ، لا من قبل جماعتنا ولا من غيرهم، وهكذا تهجمات لا تخدم أي حوار مستقبلي لترتيب وضع البلد، أي عملية استعداء لفريق سياسي لبناني إلى هذا الحدّ”.
المصدر - الديار