عودة المخاوف الميدانية ومناخ شديد التشاؤم والكهرباء أمام التحقيقات
ما بين الغارات الإسرائيلية على عمق البقاع ليلي الاثنين والثلاثاء وردّ “حزب الله” أمس بعشرات الصواريخ على الجولان، أعاد الاحتدام المتجدد في المواجهات بين إسرائيل و”حزب الله” المخاوف من اتّساع الحرب خصوصاً أن جهات مراقبة لفتت إلى أن هذا التدهور الميداني كان في حسابات الدول المعنية بالمفاوضات الجارية لإحلال تسوية في غزة وربطته تالياً بالتراجعات الخطيرة التي أصابت المفاوضات.
وكشفت هذه الجهات أن المعطيات الديبلوماسية التي تلقتها مراجع رسمية في بيروت تشير إلى مناخ شديد التشاؤم ساد في الساعات الأخيرة عقب بروز تصلّب كبير في مواقف كل من إسرائيل وحركة “حماس” حيال المسعى الأميركي الذي يبذله وزير الخارجية أنتوني بلينكن والذي اصطدم في جولته بإخفاق غير معلن، لكنه واضح تماماً. كما تعبر هذه المعطيات عن تشاؤم حيال الجولة الجديدة من المفاوضات بين رؤساء الوفود للدول المعنية اليوم في القاهرة، الأمر الذي يعني أن باب التصعيد العسكري والأمني عاد وفتح على الغارب سواء في غزة أو في ساحة المواجهة بين إسرائيل و”حزب الله” في لبنان.
وتخوّفت الجهات نفسها مما وصفته باندفاعة إسرائيل اللافتة نحو تعمّد إظهار نفسها في مظهر الاستعداد لحرب واسعة فيما يُخشى أن يكون الضغط الأميركي عليها قد بدأ ينحسر بقوة مع تقدم موعد الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأميركية الأمر الذي يجعل الفترة المقبلة محفوفة بالكثير من المخاوف. ولذا عادت التطورات الميدانية في الجنوب وعبره إلى البقاع والجولان لتطغى على المشهد اللبناني برمته وتعيده إلى دائرة الترقّب والحذر الشديدين.
وقد عكست تصريحات لوزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أمس بعضاً من هذا المناخ إذ اعتبر أن “الهجمات التي نفذناها في عمق لبنان هي استعداد لاي تطورات قد تحدث”. وقال إن “مركز الثقل ينتقل بشكل تدريجي من الجنوب الى الحدود الشمالية مع لبنان”.
بعيداً من التطورات الميدانية باتت أزمة العتمة والانقطاع الشامل في التيار الكهربائي المثارة التي غطت على ما عداها في ظل التقصير والاهمال في تأمين الفيول محل تحقيق قضائي بعدما قرر النائب العام التمييزي القاضي جمال الحجار فتحه عقب تلقيه كتاب طلب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من التفتيش المركزي إجراء تحقيق مسلكي فوري في موضوع إنقطاع الكهرباء.
وعُلم أنه فور تسلمه طلب رئيس الحكومة، باشر رئيس التفتيش المركزي القاضي جورج عطية التحقيقات اللازمة لجلاء الحقيقة في هذا الموضوع. ووفق المعلومات فإن هذه التحقيقات استمرت طوال يوم أمس وجرى خلالها الاستماع إلى إفادة رئيس مجلس إدارة مؤسسة كهرباء لبنان كمال حايك واعضاء في مجلس إدارة المؤسسة وهي ستتابع غداً. وطبقاً للمعطيات أن التحقيق سيكون شمولياً وينطلق من الحالة الآنية ليقف على مسببات هذه الأزمة المزمنة في الكهرباء على أن يشمل التحقيق جميع المعنيين إدارياً، فضلاً عن جمع المستندات اللازمة.
وعُلم أن القاضي عطية طلب مستندات إضافية لضمها إلى الملف علماً أن التحقيق هو مسلكي الطابع.
وسيباشر الحجار تحقيقاته القضائية اعتباراً من اليوم، ولم تستبعد مصادر قضائية دعوة وزير الطاقة لسماع إفادته لا سيما أن مجلس الوزراء كان وافق على الإستعارة من مخزون الفيول وعلى حمولة الباخرة SPOT CARGO.
واعتبرت مصادر قانونية أن المسؤولين المعنيين من سياسيين وإداريين كانوا على علم مسبق بأن العتمة آتية قبل حصولها ولم تُتخذ الإجراءات اللازمة للحؤول دون وصولها وعدم تدارك مخاطر انقطاعها عن مرافق عامة من مطار ومرفأ والإنترنت الرسمي وجرّ المياه اللذين يعتمدان على كهرباء الدولة.
المصدر - النهار