Jun 27, 2024 1:03 PM
خاص

الشقاق الفلسطيني الداخلي يكبر: تداعيات وخيمة على "القضية"

لورا يمين

المركزية- بعد أن تم الإعلان عن تأجيل محادثات المصالحة في بكين بين حركتي فتح وامس امس، إلى أجل غير مسمى، انطلقت بين الطرفين، عملية تبادل اتهامات بنسف المفاوضات. حركة حماس ألقت باللوم على فتح وقالت إن الاجتماع تم تأجيله بناء على طلب من فتح، الامر الذي نفته الأخيرة تماما مؤكدة أنها لا تزال ملتزمة بالجلوس إلى طاولة الحوار الوطني في الصين، ومحملة حماس مسؤولية فشل كافة الحوارات بما في ذلك، تلك التي جرت سابقا.

واذ قال القيادي في حماس باسم نعيم لرويترز إن الاجتماع تأجل بناء على طلب من حركة فتح دون تحديد موعد آخر، ذهب عضو المكتب السياسي للحركة موسى أبو مرزوق الى حد اتهام فتح بأنها حارس لأمن إسرائيل، معربا عن اعتقاده بأن تعطيل اجتماع بكين تم بأوامر من إسرائيل وواشنطن اللتين لا ترغبان في مصالحة فلسطينية داخلية على حد قوله. أضاف أن حماس لا ترى خلافات لا يمكن التغلب عليها مع الفصائل الأخرى من أجل تشكيل حكومة فلسطينية موحدة.

من جهتها أكدت منظمة التحرير الفلسطينية في بيان أنها لا تزال ملتزمة بالجلوس إلى طاولة الحوار الوطني في الصين. وأوضح المتحدث باسم حركة فتح عبد الفتاح دولة ان فتح لم ترفض الدعوة للقاء وإنما تباحثت مع الصين عبر سفيرها في فلسطين، وأنها اقترحت موعدا بديلا آخر قريبا على ضوء تصاعد العدوان وتعقيدات الأحداث ومستجدات توسع الحرب للشمال، بينما ردت حركة حماس برفض المشاركة في اللقاء. وأفاد القيادي في فتح منير الجاغوب، خلال مقابلة تلفزيونية، أن حركة حماس هي المسؤولة عن إدارة شؤون قطاع غزة والمسيطرة عليه. وأكد أن حركة فتح لم تشارك في تبادل الاتهامات أو الشتائم أو التشهير لأن هذه الألفاظ الخارجة عن السياق الوطني الفلسطيني تُعدّ جزءاً من المشكلة الداخلية الفلسطينية أكثر مما تعكس خلافات سياسية حقيقية، وهي تبتعد تماماً عن أي اتفاق وطني.

اذا دلت هذه المعطيات على شيء، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، فهي تدل على ان الهوة بين الفصائل الفلسطينية لا تزال كبيرة وان كل التطورات الميدانية والسياسية في غزة والمنطقة والعالم، لم تتمكن من ردمها او تضييقها بعد.

جهود مصر وروسيا في السابق، واليوم جهود الصين، لم تفلح في التقريب بين الطرفين، والاخطر انه في ظل هذا الانقسام، رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو يسعى الى احكام سيطرة الكيان العبري من جديد على اراض فلسطينية، وتحديدا على قطاع غزة، أو في افضل الاحوال، يطلب وضعها تحت رعاية عربية او دولية او اممية، لكنه يرفض ان تؤول ادارتها الى فتح او حماس. ولولا الاعتراض الاميركي وايضا العربي على هذه الافكار الاسرائيلية، لكان شقاق الصف الفلسطيني سيؤمّن ارضا خصبة لتنفيذ هذه الخطة التي ستُفقد الفلسطينيين المزيد من حقوقهم وتعيد نضالَهم سنوات الى الوراء.. فهل مِن وساطة خارجية ما، قادرة على توحيد الكلمة الفلسطينية، من جديد، ام ان الصورة الخطيرة هذه، في هذا التوقيت الحساس والمصيري، باقية على حالها؟

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o