Jun 27, 2024 6:19 AM
صحف

السباق على أشدّه بين الجهود الدولية والتصعيد

فيما بدا واضحاً أن وتيرة المواجهات الميدانية على جبهة #الحدود الجنوبية للبنان مع إسرائيل لم تخرج في اليومين السابقين عن وتيرة مضبوطة إلى حدود بعيدة، شكلت كثافة التحركات الديبلوماسية في بيروت والخارج المتصلة بالجهود التصاعدية لمنع تفجر حرب واسعة في لبنان مؤشراً متجدداً الى اشتداد السباق مجدداً بين الديبلوماسية والتصعيد الميداني، ولكن بدا أن الضغط الديبلوماسي لا يزال يلاقي مستوى مرتفعاً من الاستجابة ولو ظلت التهديدات الإسرائيلية بالحرب تثير مخاوف واسعة وتظلل مجمل هذه التحركات وترمي بثقلها على الواقع العام.

وعلى رغم الحذر الشديد الذي يطبع أجواء المراجع والقيادات الرسمية والسياسية حيال التعامل مع احتمالات الحرب من استبعادها، أفادت مصادر معنية واسعة الاطلاع “النهار” أن الرهانات على الضغوط والجهود الديبلوماسية المؤثرة، وفي مقدمها الجهود الأميركية والفرنسية والفاتيكانية، تضاعفت في ظل ما شهدته الساحة الديبلوماسية من تطورات وتحركات ومواقف في الأيام الأخيرة.

ولفتت إلى أنه على رغم طغيان ملف الفراغ الرئاسي على زيارة أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين لبيروت منذ الأحد الماضي، فإن البعد والدلالات المتصلة برسائل الفاتيكان حيال حماية لبنان من تمدّد الحرب إليه كانت ماثلة للغاية لكل الافرقاء الإقليميين (ومن ضمنهم “حزب الله”) بدليل أن البيان الرسمي المعدّ الذي ألقاه أمس المسؤول الفاتيكاني في السرايا تناول في شقه الأساسي الآخر حرب غزة بما يعني أن أولوية الفاتيكان تمثلت بمنع تمدّد الحرب إلى لبنان أسوة بالحضّ على انهاء أزمته الرئاسية.

وأضافت المصادر نفسها أن ثمة تقاطعاً قوياً عكس عمق التنسيق الذي يحصل بين الفاتيكان وفرنسا والولايات المتحدة الأميركية حول منع تمدد الحرب إلى لبنان، وهو الأمر الذي دفع مراجع وشخصيات لبنانية عديدة إلى مصارحة الزوار والموفدين بمخاوفهم من تراجع مجمل هذه الضغوط والجهود مع بدء الاستحقاقات الانتخابية في عدد من الدول المؤثرة وأبرزها فرنسا والولايات المتحدة.

ولذا يبقى الحذر الشديد متحكماً بالتوقعات والتقديرات المتعلقة بالواقع القائم على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية خصوصا في ظل الدعوات التي توجهها بعض الدول إلى رعاياها لمغادرة لبنان أو تجنب التوجه اليه. وكانت آخر هذه الدعوات صدرت أمس عن ألمانيا التي طلبت غداة زيارة وزيرة خارجيتها إلى بيروت من رعاياها مغادرة لبنان فوراً. كذلك حضّت الخارجية الهولندية مواطنيها على مغادرة لبنان “بسبب خطر التصعيد على الحدود مع إسرائيل”.

ولكن موقفاً بارزاً جديداً صدر أمس عن البيت الأبيض في واشنطن، إذ أعلن المتحدث باسمه “إننا لا نُريد أن نرى جبهة حرب جديدة بين لبنان وإسرائيل، ولا نعتقد أن ذلك يصب في مصلحة أيّ طرف”.

وأضاف: “نعمل جاهدين من أجل تهدئة الوضع على الحدود الشمالية لإسرائيل عبر السبل الديبلوماسيّة ونعمل على منع التصعيد في لبنان خصوصاً حول الخط الأزرق “. وأكد أن حماية الأميركيين في لبنان أولوية للرئيس بايدن، مطالباً الأميركيين في لبنان بتوخي الحذر.

المصدر: النهار

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o