Jun 16, 2024 10:20 AM
خاص

قلق إسرائيلي من الاقتراح الفرنسي لا يبدده سوى هوكشتاين...ما هي حصة لبنان منه؟

طوني جبران

المركزية - عشية وصول الموفد الرئاسي الأميركي اموس هوكشتاين إلى تل أبيب في مهمة وصفت بأنها من اجل حصر التوتر وتجنب الحرب الكبرى في المنطقة إن اشتعلت الجبهة على الحدود الشمالية لاسرائيل في وقت لم تنتهي فيه العمليات الجارية في رفح ومناطق مختلفة من قطاع غزة والضفة الغربية توسعت السيناريوهات السلبية التي تحاكي مستقبل المنطقة وما يمكن أن تعيشه في ظل المخاطر المتعددة الى تحيط بها، ولا سيما تلك التي دفعت بالرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى الاعلان عن تفاهم قد تم التوصل اليه في "قمة باريس" مع نظيره الاميركي جو بايدن من اجل تشكيل إطار "ثلاثي" يجمعهما مع اسرائيل سعيا الى ما سماه خارطة طريق فرنسية هدفها احتواء التوترات شبه اليومية بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله على الحدود بين إسرائيل ولبنان. 

عند هذه المعطيات، كشفت مصادر ديبلوماسية لـ "المركزية" ان الاتصالات تلاحقت في الساعات الاخيرة لفهم الإقتراح الفرنسي وما يمكن ان يؤدي اليه في ظل ردات الفعل الاسرائيلية الرافضة لما اقترحه في شكله وتوقيته ومضمونه، وفقدان اي رد فعل لبناني قبل ان يكون فلسطينيا او من قبل  "محور الممانعة" الذي يقف خلف "حماس" و"حزب الله" منذ ان اعلنا عن "طوفان الأقصى" في 7 تشرين الاول  الماضي ثم اعلان حرب "الالهاء والاسناد" في اليوم التالي لها من جنوب لبنان.

على هذه الخلفيات قالت المصادر الديبلوماسية ان ما شهدته الساحة الاسرائيلية، كان مثيرا للاستغراب والدهشة، فالهجوم العنيف الذي شنه وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت تجاه الاقتراح الفرنسي باعتباره خطوة "عدائية"، و"أنه جاء "في توقيت تخوض فيه بلاده حربا عادلة دفاعا عن شعبها" وصولا الى القول بان "إسرائيل لن تكون جزءا من الإطار الثلاثي الذي اقترحته فرنسا"،كان موقف الناطق باسم وزارة الخارجية مختلفا بتأكيده أن غالانت تحدث "بصفته وزيرا للدفاع" وأن مواقفه "غير صائبة وفي غير محلها بعيدا عن الخلافات في الرأي بين إسرائيل وفرنسا" منتهيا الى التذكير بـ "الدور الفرنسي الفعال في الدفاع عن أجواء دولة إسرائيل ليلة 13-14 نيسان الماضي للمساعدة في التصدي للهجوم الايراني ضدها" بعد ان كان لها موقف أدانت  من خلاله هجوم حماس في تشرين الأول الماضي".

وإزاء هذه الفوارق في النظرة الاسرائيلية الى المشروع الفرنسي، قالت هذه المصادر انه ولو كانت "فاقعة" الى هذه الدرجة، فانها قد تكون "مبدئية" بانتظار التوضيحات التي طلبتها تل أبيب من واشنطن للتثبت من حجم ومدى الموافقة الاميركية ان وجدت. وهو أمر بات رهن النتائج المترتبة على الزيارة التي يعتزم هوكشتاين القيام بها الى اسرائيل غدا. وما يمكن أن يحمله من اقتراحات تتصل بفكرة "اللجنة الثلاثية"، ذلك ان تل ابيب ما زالت – وعلى الرغم من المواقف التصعيدية للمسؤولين الاسرائيليين والقيادات العسكرية خاصة – تصر على تقديم الحلول الديبلوماسية مع لبنان قبل العسكرية. وان هذا السباق بين الخيارين رهن ما سيحمله هوكشتاين  بعد تأكيداته الأخيرة في أكثر من مناسبة بأن لديه "مشروع اتفاق مبدئيا منجزا" بين لبنان واسرائيل يمكن الكشف عنه لمجرد التفاهم على وقف للنار في غزة الذي سينسحب بكامل مندرجاته على الجبهة الشمالية مع لبنان.

وبانتظار تلك اللحظة، والمعلومات التي يمكن أن تصل من تل أبيب بالوسائل الديبلوماسية المختلفة وتلك التي يعتمدها هوكشتاين شخصيا عبر قنواته مع بعض اللبنانيين، كشفت مصادر ديبلوماسية لبنانية لـ "المركزية" ان الأسبوع المقبل سيشهد حركة ناشطة للسفيرة الأميركية ليز جونسون التي عادت الى بيروت قبيل عطلة نهاية الأسبوع وستكون لها جولة على القيادات اللبنانية في مرحلة تلي عطلة عيد الاضحى. وسيكون عليها ان ترد على مجموعة من الاسئلة المتصلة بنتائج القمة الاميركية – الفرنسية وما يمكن أن يكون قد أنجزه هوكشتاين في زيارته إلى تل أبيب.

واضافت هذه المصادر، ان لدى بعض المسؤولين اللبنانيين معلومات موثوقة تتحدث عن ضمانات اميركية بأنه لن يكون لإسرائيل اي عملية عسكرية مفاجئة تخل بالستاتيكو القائم منذ فترة  من دون علمهم، وان بقدرتهم ضبط الاداء ان لم يخرج "حزب الله" عن قواعد الاشتباك القائمة حتى اليوم. ولذلك فإن ما يؤثر على مدى صدقية هذه السيناريوهات يكمن في عجز المسؤولين اللبنانيين عن تقديم اي ضمانة كتلك التي لدى الاميركيين ان بقي الحزب مرتبطا بالاستراتيجية الايرانية كاملة من دون اعطاء اي اهتمام لما يمكن أن تعكسه اي دعسة ناقصة قد تقود اليها اي "نصيحة ايرانية" طالما انها اقامت هذا الربط المحكم بين ملفاتها الاقتصادية والنووية المطروحة في مفاوضاتها مع هذه الدول والوضع في جنوب لبنان بطريقة توازي الربط المعلن عنه بالعداون الإسرائيلي على  غزة .

وفي ظل هذه المعلومات المتداولة في الصالونات الضيقة تختم المراجع الديبلوماسية لتؤكد أن الأمور رهن اوقاتها، وان بيروت مطمئنة لحجم الضمانات الاميركية والدولية تجاه أي مخاوف امنية من عملية اسرائيلية كبيرة من دون الإستهانة  بما يجري حاليا في الجنوب والمناطق المختلفة التي تطارد فيها اسرائيل مسؤولي الحزب وقياداته في لبنان وسوريا وهو ما زرع القلق من حجم الداتا المتوفرة لديها ما أثبتته من قدرة على ملاحقة أي مسؤول ان قصدت تطوير الحرب الامنية الى درجة تقلل من اهمية ما يجري على جانبي الحدود لتصل الأمور الى ما يزيد المخاوف من احتمال ان تطال هذه الحرب القيادات السياسية في الحزب وهو أمر لا حدود له في المدى المنظور. وان بعض التحريض الذي عبر عنه  الإعلام الاسرائيلي الداعي الى تصعيد مثل هذه العمليات النوعية يكفي لخلق الاجواء لتوقع أي منها وتقبلها في اي ظرف او توقيت غير معلوم حتى اللحظة.

 

 

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o