Jun 14, 2024 7:23 AM
صحف

اختُتمت المبادرات وتجدّدت الانتظارات!

اختُتمت المبادرات الرئاسية والحراكات وتجدّدت الانتظارات ترقباً لما بعدها، على وقع الحراك الديبلوماسي الاقليمي والدولي الناشط لوقف اطلاق النار في قطاع غزة، والذي يفترض ان يؤدي الى تنفيذ القرار الذي اتخذه مجلس الامن بهذا المعنى، في ظلّ التحذيرات الاميركية لاسرائيل من مغبة توسيع نطاق الحرب على ضوء ما تشهده الجبهة الجنوبية اللبنانية من تصعيد ارتفعت وتيرته منذ الاربعاء على إثر اغتيال اسرائيل أحد قادة «المقاومة الاسلامية» الكبار طالب سامي عبدالله (ابو طالب) مع ثلاثة من رفاقه، في القصف الجوي الذي استهدف بلدة جويا مساء الثلثاء الفائت.

في تطور مفاجئ، اعلن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، امس: «اتفقنا على عقد قمّة ثلاثية فرنسية- أميركية- إسرائيلية للبحث في خريطة طريق لنزع فتيل التوترات بين «حزب الله» وإسرائيل».

وورد في مسودة بيان ختامي من المقرّر أن يصدر عن قمة «مجموعة السبع» هذا الأسبوع، أنّ «قادة المجموعة يعبّرون عن قلقهم البالغ إزاء الوضع على الحدود اللبنانية ـ الفلسطينية، وتأييدهم للجهود الأميركية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة».

وكانت مصادر ديبلوماسية مطلعة كشفت لـ«الجمهورية» عن تقرير ورد من واشنطن قبيل عودة السفيرة الاميركية الوشيكة في لبنان ليزا جونسون، ويتحدث عن قمة ثلاثية اميركية ـ فرنسية ـ اسرائيلية ستنعقد وشيكاً، في مسعى لوقف الحرب في المنطقة وتحديداً وقف الحرب على غزة لينسحب على الجبهة الجنوبية اللبنانية وفق صيغة تمّ التوصل إليها في القمة الاخيرة بين الرئيسين الاميركي جو بايدن والفرنسي ايمانويل ماكرون.

جونسون عادت إلى بيروت

وكشفت المصادر الديبلوماسية لـ«الجمهورية»، انّ السفيرة جونسون ستعود إلى بيروت خلال الساعات القليلة المقبلة بعدما كانت سافرت الى واشنطن عقب لقائها الاخير مع نظرائها سفراء المجموعة الخماسية العربية ـ الدولية في مقر السفارة الاميركية في عوكر منتصف الشهر الماضي. وقالت هذه المصادر انّ جونسون شاركت في سلسلة من الاجتماعات في وزارة الخارجية، سبقت وتلت القمة الاميركية – الفرنسية التي عُقدت الأسبوع الماضي في باريس عقب الاحتفالات الخاصة بإعلان فوز الحلفاء على اعدائهم في الحرب العالمية الثانية. كذلك شاركت في الاجتماع الموسّع لسفراء بلادها حول العالم، وهو لقاء سنوي تقليدي يسبق العطلة الصيفية في الإدارة الأميركية.

موفد فاتيكاني

وفي غضون ذلك، يزور أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين لبنان الأسبوع المقبل، في زيارة مقرّرة سلفاً للمشاركة في نشاط اجتماعي تنظّمه منظمة «فرسان مالطا» في بيروت.

وفي المعلومات، انّ لبنان ينتظر بارولين للاطلاع منه على حصيلة المساعي الديبلوماسية التي يقودها الفاتيكان وينسقها مع الادارتين الفرنسية والاميركية بعد القمّة الثنائية بينهما، وخصوصاً أنّ بارولين كان قد التقى قبل 48 ساعة على موعد القمة في باريس، الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان موفداً خاصاً من الرئيس الفرنسي للبحث في تطورات بعض الملفات وفي مقدّمها الوضع في لبنان وما انتهت إليه مساعيه بالتنسيق مع الخماسية الدولية.

ولفتت المصادر، إلى أنّه سيكون لبارولين برنامج يجول خلاله على المسؤولين اللبنانيين، وأنّ السفارة الفاتيكانية باشرت اتصالاتها لترتيب مواعيد لقاءاته معهم وفي مقدّمهم رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، بالإضافة إلى لقاءاته مع القيادات الروحية المسيحية ونشاطاته الراعوية المختلفة.

الحراك الرئاسي

وعلى صعيد الحراك الرئاسي، اختتم رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل امس حراكه بلقاء مع رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، وعرض بعد الظهر في مؤتمر صحافي عقده في المقر العام لـ«التيار»، في سنتر ميرنا الشالوحي، نتائج هذا الحراك في اتجاه القيادات السياسية في الموضوع الرئاسي، وقال: «وجدنا فرصة فرضها التوافق على العنوان الرئيسي أي مبدأ التشاور للتوافق، وإلّا الانتخاب. وعلى هذا الأساس، وبالتنسيق مع القائمين بتحركات أخرى كـ»اللقاء الديموقراطي» وكتلة «الاعتدال الوطني»، قمنا بهذه الخطوة من دون ان نحمل مبادرة، كما قلنا». وأضاف: «انطلقنا من بكركي، ثم التقينا رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي نبني معه علاقة إيجابية لمصلحة البلد، وليس على حسابه، وانطلقنا معه من أن لا أحد يمكنه كسر أحد، واتفقنا على أن الأولوية للتوافق، قبل الانتخاب لتأمين فرصة نجاح للعهد».

واعتبر انّ «الضمان يكون بأنّ من يحضر الحوار يلتزم عدم مقاطعة جلسات الانتخاب، وأن تكون فترة التشاور محدودة والجلسات متتالية بدورات متتالية للوصول الى نتيجة. وبالنسبة إلى تحويل الحوار عرفاً قبل انتخاب أي رئيس، فهناك استعداد لدى الرئيس بري والجميع للإعلان عن أنّه ليس كذلك، وأنّ هناك ظرفاً استثنائياً يقتضي انتخاب رئيس. من الطبيعي أن يترأس بري جلسات التشاور، والتشاور المطروح لن يكون عرفاً بل تفرضه الظروف». واشار الى انّ «لقاء الصيفي مع المعارضة، كان فيه الكثير من الصراحة والود، فنحن نتفهم الهواجس. لقد قلنا إننا لا نتنازل عن أي شيء ولا عن مرشحنا الذي تقاطعنا حوله. وإذا لم يحصل التوافق، نكمل بمرشحنا أو نتفق على مرشح آخر».

واوضح باسيل: «اجتمعنا مع النائب محمد رعد الذي اكّد كلام السيد حسن نصرالله لجهة فصل الرئاسة عن أحداث غزة والجنوب، والتشديد على الاستعداد للتشاور. لكن واضحاً اننا في حاجة إلى مزيد من البحث في ما بيننا للوصول الى حل». وقال: «لا أحد سيحرق أسماء إذا لم يشعر بأنّنا دخلنا فعليّاً في جو التوافق، وسنتواصل بعد العيد مع اللجنة الخماسية. كل كلام عن إقصاء أحد لا معنى له، كما انّ الجلسات ستكون متتالية لثلاثة أيام والدورات 4 في كل جلسة. كما طرحنا حصر الترشيح بشخصين إذا لم نصل بعد 12 دورة الى نتيجة». ورأى «أنّ البديل عن المسار المطروح مواجهة شاملة لإنهاء الفراغ»، وقال: «نحن أمام خيارين: إما التوافق وإما عدم التكيّف مع الفراغ وعدم التسليم به».

وكان باسيل اختتم جولته التشاورية الرئاسية باجتماعٍ مع رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد في حضور النائب سيزار ابي خليل. وتمّ «عرض مواقف الأطراف من الدعوة للتشاور على قاعدة الاتفاق على مرشح لرئاسة الجمهورية أو الذهاب إلى الانتخاب الرئاسي»، وفق بيان لـ«التيار الحر».

ورفضت اوساط نيابية في التيار التعليق لـ«الجمهورية» على نقاط التلاقي والتعارض بين المبادرات المطروحة، واكتفت بالقول: «انّ باسيل قال كل شيء في المؤتمر الصحافي». فيما لوحظ انّه قبل ساعات على ختام حراك «التيار الوطني الحر» الرئاسي، زار عضو «تكتل لبنان القوي» النائب ابراهيم كنعان رئيس مجلس النواب نبيه بري، ثم تلاه وفد من كتلة نواب حزب «الكتائب».

وفي غضون ذلك، اعلنت كتلة «الوفاء للمقاومة» بعد اجتماعها الاسبوعي الذي أعقب لقاء رئيسها مع باسيل، انّها «نظرت بإيجابية إلى الحراك النيابي الناشط من أجل إيجاد مخرج لأزمة الإستحقاق الرئاسي»، واكّدت «موقفها الذي بات معلوماً للجميع واستعدادها للمشاركة في أي حوار نيابي حول الإستحقاق، يدعو إليه ويرأسه رئيس مجلس النواب نبيه بري».

المصدر: الجمهورية

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o