القلق الاميركي بلغ ذروته...جهود احتواء الحرب الشاملة تتعثر

نجوى ابي حيدر

المركزية- تشعر إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بقلق بالغ من أن العنف المتصاعد بين إسرائيل وحزب الله في الأيام الأخيرة سيتدهور إلى حرب شاملة. وهي تسعى جاهدة لمنع ذلك، وفقًا لمسؤولين أميركيين، في خضم الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.

الموقف هذا جاء في تقرير نشره موقع أكسيوس الأميركي حول تطورات الوضع بين حزب الله واسرائيل
اعتبر إن حرباً شاملة مع حزب الله من شأنها أن تؤدي إلى تفاقم الأزمة الإقليمية بشكل كبير وتجر الولايات المتحدة إلى عمق الصراع، تبعه كلام لمسؤول كبير في الإدارة الأميركية نقلته "رويترز"  وفيه "اننا قلقون جدًّا من التصعيد على الحدود الإسرائيلية – اللبنانية،  واعقب زيارة لوزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن هي الثامنة الى المنطقة منذ 7 تشرين الاولالماضي محاولا دفع مفاوضات وقف النار في غزة قدماً. اذ يعتقد البيت الأبيض وفق التقرير أن وقف إطلاق النار في غزة هو الشيء الوحيد الذي من شأنه أن يخفف بشكل كبير من تصعيد التوترات على الحدود الإسرائيلية -اللبنانية.
القلق الاميركي له ما يبرره، بحسب ما يؤكد مصدر امني لبناني لـ"المركزية"، فتطورات الميدان في اليومين الاخيرين بلغت مبلغا يُخشى معه ان تتفلت الاوضاع من ضوابطها وتنزلق الى الحرب الشاملة . ذلك ان اسرائيل لا تقيم اعتبارا للنصائح الاميركية ولا للضغوط بل تمضي في استفزاز الحزب ، وقد اغتالت امس الاول ابرز قادة حزب الله الميدانيين طالب سامي عبدالله في استدراج واضح للحزب الى رد عنيف بدأ امس بالفعل، واستكمل اليوم بإمطار العمق الاسرائيلي بالصواريخ والمسيرات، فأطلق ظهرا نحو 150 صاروخاً ومسيّرة تجاه إسرائيل خلال أقل من 40 دقيقة. التطور هذا لا يُبّشر بالخير، يضيف المصدر، اذ تنحو التطورات في اتجاه خطير لن تنحصر مفاعيله بالساحة اللبنانية فحسب، بل ستشعل المنطقة برمتها ولن تتمكن حينها ادارة الرئيس جو بايدن من احتواء الصراع العسكري ، لا سيما ان الجمهورية الاسلامية لن تقف على الحياد متفرجة انما سترسل ارتال اذرعها المنتشرة في دول  المنطقة الى بيروت ويتحول الصراع الى حرب اقليمية شاملة.

المواقف الاميركية  انهمرت في الساعات الاخيرة، محذرة من الاسوأ ، ونقل عن مسؤول أميركي كبير قوله  اننا مهتمّون بمنع تحوّل الوضع على الحدود اللبنانية إلى حرب شاملة، واذ افيد ان وزير الدفاع لويد أوستن اتصل بنظيره الإسرائيلي يوآف غالانت وناقشا الوضع مع لبنان، تجري واشنطن مشاورات وثيقة مع تل ابيب في هذا الشأن، علما ان قائد الجيش العماد جوزف عون موجود في الولايات المتحدة الاميركية، حيث يعقد اجتماعات مع كبار المسؤولين في البيت الأبيض والبنتاغون وأعضاء في الكونغرس تتناول وضع المؤسسة العسكرية اللبنانية والاوضاع الميدانية على الحدود الجنوبية وكيفية الحفاظ على الاستقرار.

مقولة " لا أحد يريد الحرب" التي يتمسك بها المسؤولون الاميركيون لم تعد تكفي للاطمئنان الى المستقبل القريب، يوضح المصدر الامني اللبناني، مشيرا الى ان التصعيد المتبادل على جانبي الحدود قد يؤدي في اي لحظة الى الانفجار الكبير، مطيحاً كل الجهود والمساعي الدبلوماسية التي تعجز بعد ثمانية اشهر عن وضع حد لحمام الدم الهادر في الاراضي الفلسطينية والخشية كل الخشية ان يصيب لبنان ما بُلِيَت به غزة  فيواجه مصيرا أسود لا قدرة ولا مقومات للدولة اللبنانية المُنقادة عنوة الى مواجهات الاشغال والاسناد على تحمّل تداعياته الكارثية .

المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر سيجتمع الأحد المقبل، لبحث التصعيد على الجبهة الشمالية ومفاوضات صفقة التبادل. فهل يرضخ للضغوط الدولية وينحو نحو الحل الدبلوماسي،ام ينفس نتنياهو جام حقده وغضبه على لبنان؟