Feb 08, 2024 12:02 PM
خاص

الخماسيّة في التّقاطع الأميركي – السّعودي: تجنيب اللّبنانييّن الحرب وثبات في شرعيّة الدّولة!

خاص – المركزيّة

المركزيّة – بين احتمالات توسّع الحرب بشكل أشمل إلى كلّ لبنان بفعل التعبئة الإسرائيليّة العقائديّة والعسكريّة في مواجهة أذرع إيران، وفي مقدّمها "حزب الله"، ومساعي التّهدئة واللّجم الديبلوماسيّ لمحاولات جعل الشّعب اللّبنانيّ كبش محرقة على مذبح مصالح التطرّف والنّفوذ، ثمّة تسريبات ديبلوماسيّة ملتبسة من إمكانيّة قيام صفقة مقايضة بين القرار 1701 من ناحية، والقبول بتكريس هيمنة إيرانيّة على لبنان بقبضة شموليّة لذراعها من ناحية أخرى.

مفاد هذه التّسريبات أنّ الوسيط الأميركي آموس هوكشتين – يحمل همّ تفكيك الألغام في أمن شمال إسرائيل إنقاذاً للإدارة الأميركيّة الحاليّة برئاسة جو بايدن، والتي ستدخل مرحلة الانتخابات الرّئاسيّة مع إرباك إستثنائيّ أميركيّ، وثمّة من وسّع صلاحيّاته إلى حدّ تمرير انتخاب رئيس للجمهوريّة ولو كان الثّمن تسوية مشوّهة يقودها بفعل إيرانيّ حزب الله، فهل من صحّة لهذا المسار؟ أم هو غير واضح المعالم بعد؟ وماذا عن الأجواء الدّيبلوماسيّة في اللّجنة الخماسيّة؟

في هذا السّياق، تقول مصادر مطّلعة على سياق المقاربة الأميركيّة أنها تستند إلى أولويّة تجنيب لبنان دماراً هائلاً لكن مع ترتيبات حدوديّة قيد المناقشة مع إسرائيل أولاً وأخيراً، إلى جانب الضّغط على حزب الله ومن خلفه إيران بأنّ أيّ مغامرة لن تقف عند لبنان بل هي ستطال العمق الإيراني من بوّابة القناعة أنّ الاستمرار في عسكرة قوى التطرّف، أيّاً تكن تشكّلاتها، إنطلاقاً من معطى أيديولوجيّ دينيّ بات يستأهل استئصالاً راديكاليّاً، أضف إلى ذلك اقتناع راسخ بأنّ فعل المقايضة بين رئاسة الجمهوريّة اللّبنانيّة، وترسيخ أمن إسرائيل، مع قوى الأمر الواقع أمر مستحيل، إذ مَن انقلب على القرار 1701 منذ العام 2006 غير ذي ثقة، ومَن يهاجِم الجيش اللّبنانيّ من خلال وسمه بالعاجز بات بحكم تقويض الاستقرار الإقليمي والدّوليّ من خارج الدّولة، فكيف إذا أراد تسليماً بأنّه هو شرعيّة هذه الدّولة ومصدرها؟

وتتابع المصادر الدّيبلوماسيّة في حديثها إلى "المركزيّة" أن "يكفي استثماراً في بروباغندا كاذبة تعلم أنّ الخماسيّة الدّوليّة – العربيّة تقوم بضغط تتقاطع فيه خصوصاً الولايات المتّحدة الأميركيّة والمملكة العربيّة السّعوديّة لتاكيد أنّ انتخابات رئاسة الجمهوريّة اللّبنانيّة لا علاقة لها بتاتاً بحرب غزّة، وبالتّالي فإنّ ضخّ معلومات بأنّ مبعوثاً رئاسيّاً أميركيّاً مع رديفه اللّبنانيّ وتمظهراته قادر على فرض وحدة مسار الترتيبات الأمنيّة الحدوديّة مع رئاسة تخضع للأقوى هو المرجّح، ليس سوى رهانات تستند إلى تجارب لم تعد في حسبان القوى الدّوليّة والإقليميّة الفاعلة وتحديداً أعضاء الخماسيّة، والأمر الأساس الضّغط لتحريك ديناميّة وطنيّة إصلاحيّة وسياديّة أساسها تسريع وصول رئيس يحمل بدقّة رؤية استرداد الدّولة، وتحرير السّيادة من خلال العودة إلى الدّستور، وتطبيق  القرار 1701، ما يعني أنّ موازين القوى المختلّة المهوَّل بها في الدّاخل اللّبنانيّ، لا يمكن صرفها سياسيّاً في معركة حاسمة استجلبها الطّرف المراهن على صفقة، وهذا ليس سوى تحويل الأنظار عن حقيقة أنّ انكشاف المحور الممانع وحلفائه على إرباك لا يمكن أن يتحوّل لا انتصاراً شكليّاً ولا استيلاءً مشرعناً على الدّولة!

وتختم المصادر الدّيبلوماسيّة عينها  مشدّدة على أنّ "زمن المقايضات والمساومات ولّى، وليرتَح أصحابه من متخيّلات مريضة!"

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o