Jan 31, 2024 1:28 PM
خاص

ايران تضع فصائلها في الواجهة وتحمي نفسها من اي مواجهة مع اميركا

لورا يمين

المركزية- مرة جديدة، تتنصل ايران من الاذرع التي تدعمها في الشرق الاوسط، على حساب شعبها واوضاعه المعيشية.. مرة جديدة، وعندما تشعر ان "أمنها" في خطر، وان "الموس قد يكون وصل الى ذقنها"، كما يقال في العامية، تتخلى عن فصائلها وتضعها هي، في "بوز المدفع"، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية".

فبعد مقتل جنود اميركيين في التنف نهاية الاسبوع الماضي، واستعداد الولايات المتحدة للرد على هذه الضربة الموجعة التي تلقتها،  نقلت وكالة "إرنا" عن الممثل الدائم لإيران لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني القول في رسالة إلى رئيس مجلس الأمن، إن بلاده "ليست مسؤولة عن إجراءات أي فرد أو مجموعة في المنطقة". ونسبت له الوكالة القول في رسالة بعث بها إلى نظيره الفرنسي الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لمجلس الأمن، إن الادعاءات بتورط إيران في هجمات ضد أفراد ومنشآت أميركية في العراق وسوريا "تتضمن إشارات غير مبررة ولا أساس لها من الصحة". وأضاف "إيران ترفض بشكل قاطع مثل هذه الادعاءات التي لا أساس لها من الصحة. كما أكدنا سابقا في مراسلاتنا، بما في ذلك الرسائل المؤرخة في 4 كانون الاول 2023 و2 كانون الثاني 2024". وتابع "لا توجد أي مجموعة تابعة للقوات المسلحة لجمهورية إيران الإسلامية، سواء في العراق أو سوريا أو أي مكان آخر، تخضع للسيطرة المباشرة أو غير المباشرة لجمهورية إيران الإسلامية أو تعمل بالنيابة عنها. لذلك فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ليست مسؤولة عن إجراءات أي فرد أو مجموعة في المنطقة".

أتى هذا الموقف ساعات بعيد اعلان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي خلال مؤتمر صحافي، الاثنين، أن "الرئيس جو بايدن قال إننا سنرد على هجوم أمس وسنفعل ذلك"، لافتاً إلى أننا "ما زلنا ندرس الخيارات المتاحة للرد". وفي حين أوضح أننا "نعلم أن إيران والمجموعات التي تدعمها وراء الهجوم"، قال "نعتقد أن مجموعة كتائب حزب الله المدعومة من إيران هي التي تقف وراء الهجوم". وأكد "أننا لا نريد استمرار هذه الهجمات غير المقبولة وسنفعل ما يتعين علينا لحماية مصالح أمننا القومي".

ومع ان الرجل شدد على "أننا لا نسعى إلى حرب مع إيران ولا نريد توسيع نطاق الصراع في الشرق الأوسط"، يبدو ان ايران قررت تحصين نفسها اكثر، وحماية نفسها الى اقصى الحدود من اي ضربة اميركية، عبر التنصل من العملية في شكل تام، من خلال ما قاله مندوبها في الامم المتحدة..

لم يعد يفاجئ احذا هذا التموضع الايراني، سيما بعد ان نفضت يديها من 7 تشرين ومن حركة حماس.. الا انه يشكّل دليلا اضافيا، على ان طهران مستعدة للتضحية حتى بأقرب المقربين اليها، لتحمي نفسها ونظامها، وعلى ان كل ما تقوله عن مواجهتها "الشيطان الاكبر"، ليس الا شعارات، حيث انها، في الواقع، تخشى هذه المواجهة وتريد تفاديها ايا تكن الاثمان.

***

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o