Jan 30, 2024 4:23 PM
خاص

طهران وواشنطن تلعبان على حافة الهاوية واسرائيل تضغط...من يصرخ اولا؟

نجوى ابي حيدر

المركزية- لم تعد زيارات وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن لاسرائيل ودول المنطقة تدخل ضمن عدّاد المحطات الاستثنائية . فهو منذ عملية طوفان الاقصى بات ضيفا دائما يتجول بين اسرائيل ورام الله وقطر والدول المهتمة بوقف الحرب المدمّرة على غزة ومنع توسع الصراع في المنطقة.اليوم، اعلنت القناة 12 الإسرائيلية ان  وزير الخارجية الأميركي سيزور إسرائيل ودول المنطقة مجددا نهاية الأسبوع ، في ما يعكس تصميما اميركيا على فرملة الاندفاع الاسرائيلي نحو الحرب الشاملة ، وإلا فالتنسيق لعمليات محدودة، لا سيما بعد استهداف القوات الاميركية في التنف وسقوط ثلاثة قتلى اميركيين.

مما لا شك فيه ان اسرائيل تسعى لتوريط واشنطن في حرب واسعة، منطلقة من قناعة مفادها ان لا أمن في المنطقة بوجود ايران ، العدو الاستراتيجي، ولفرضه لا بد من التخلص منها  بضربة تنهيها او تقضي على نفوذها في دول جوار اسرائيل في الحد الادنى. بيد ان الرؤية الاميركية لمستقبل المنطقة لا تتقاطع وتمنيات ايران، خصوصا مع ادارة الرئيس جو بايدن ، خلافا لحكم الرئيس الاسبق دونالد ترامب الذي لو وقعت الواقعة خلال ولايته لكان البركان انفجر في المنطقة منذ زمن واشتعلت حرب عالمية على الارجح. واستنادا للقرار الاميركي الحالي، تتخذ الاوضاع المنحى الذي هي عليه اليوم لا استمرار للحرب او توسعها ولا لجم نهائيا لها، لكن حتى متى ستبقى واشنطن قادرة على الامساك باللعبة ولجم التدهور وضبطه؟

لا ضمانات ولا حتى وعود بعدم تفجير بنيامين نتنياهو جام غضبه وجنونه دفعة واحدة، ان لم ينل حدا ادنى مما يريد. هو ليس في وارد ابرام تسويات مع حماس، ولا استمرار وجودها في غزة، ولو انه انتقل عمليا الى الحرب الأمنية اكثر منها عسكرية ، وآخر اقترافاته اليوم اقدام قوة إسرائيلية خاصة على اغتيال ثلاثة شبان بينهم شقيقان، بعد أن تسلّلت إلى مستشفى ابن سينا في مدينة جنين، شمالي الضفة الغربية.   كما انه ليس في وارد القبول ببقاء حزب الله على حدوده، فالنقاش محصور بالمسافة التي يجب ان يتراجع اليها وليس المبدأ. من هنا يمكن فهم اعلانها المتكرر عن الجهوزية لشن حرب على لبنان في ما لو بقي الحزب على تعنته.

ايران من جهتها لا تريد خسارة حزب الله، احد اهم اوراقها، لا بل الاهم، حتى من حماس، الحركة السنيّة غير المضمونة ورقتها دائما، ولو انها تحت جناح المحور، لذا تبحث عما يحفظ ماء وجهه امام خسارة قد يُمنى بها بإخراجه من جنوب الليطاني بالقوة، وتريد مكسبا لم تحصل عليه حتى اليوم في ظل رفض اسرائيل اشتراط التفاوض بعد وقف الحرب في غزة او التزام القرار 1701 من جانبها ، فيما لسان حال الحزب انه ليس من فتح جبهة المواجهة المساندة لغزة ولا يمكن فرض قواعد اشتباك جديدة عليه بل العودة الى ما كان معمولا به قبل 7 تشرين الاول.

استنادا للسيناريو هذا، يبقى تطور الاوضاع مفتوحا على شتى الاحتمالات ، على رغم الضبط الاميركي والايراني الآني، تقول مصادر سياسية مطلعة لـ"المركزية" ، والجميع يلعب على حافة الهاوية، في حين ان لبنان ينحدر اليها تدريجياً مع كل يوم يمر على عدم حسم الدولة قرارها السيادي والاستسلام لمشيئة الحزب.  هنا تحديدا، يلعب الخماسي الدولي دوره ويرمي حبل النجاة للبنان لالتقاطه عبر المسارعة الى انتخاب رئيس جمهورية من خلال خيار المرشح الثالث الذي يطرحه، لكنه ما زال يصطدم بتشدد الثنائي وتحديدا حزب الله بمرشحه سليمان فرنجية ، فإما هو او لا مجال للبحث بأي اسم آخر راهنا لانشغاله بالوضع العسكري والامني وحرب الميدان وتعداد الشهداء ، والرئاسة حتى اشعار آخر.

اما الحديث عن فصل ملف الاستحقاق الرئاسي عن حرب غزة فلا يجد ترجمة عملية ما دامت ارادة حزب الله وانشغالاته في مكان آخر، في وقت تعد اسرائيل العدة كاملة للحرب، وقد سحبت الفرقة 36 من غزة الى الى حدودها مع لبنان ،وقبلها جيش غولاني وعدد من القوات الخاصة،في حين صادق رئيس اركان الجيش الاسرائيلي ووزير الدفاع على خطة ضرب لبنان وتحديد اهداف في بنك المعلومات في حوزتها .فهل يستدرك الحزب الامر ام يجر لبنان الى فوهة البركان وينتحر؟

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o