Jan 23, 2024 5:01 PM
خاص

إسرائيل تعلم بمطار المسيرات جنوبا وتقصف محيطه...هل يلتزم الحزب بقواعد الإشتباك المستحدثة؟

جوانا فرحات

المركزية – لم يكن القصف المتكرر على خراج بلدة كفرحونة مستغربا من قبل أهالي عروس الشلالات جزين ولا مفاجئا بالمعنى العسكري لحزب الله، لأنه يعلم حتما أن القصف يستهدف المطار الذي أنشأته إيران بالقرب من قرية بركة جبور ومدينة جزين ، وهما على بعد نحو 20 كيلومترا شمالي بلدة "المطلة" على الحدود.

في أيلول الماضي خرج وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إلى الإعلام بوثائق وخرائط تُبرز قيام إيران بإنشاء مطار في جنوب لبنان  لإتاحة شنّ هجمات على إسرائيل. يومها كان الحزب يهيئ للحرب ضد إسرئيل. لكن هذه المرة بضربها في الداخل عبر المسيرات فكان "المطار"  الذي شيدته إيران ليطلق منه حزب الله المسيرات ولا مجال للقيام بمهمات مماثلة إلا من خلال "مطار" مجهز.  ووفق الصور التي عرضها غالانت يتسع المطار لحوالى 9 طائرات متوسطة الحجم، وهو يقع في منطقة بركة جبّور الحدودية بين جزين ومدينة كفرحونة التابعة لها. وعن ملكية الأراضي في تلك المناطق المحظرة على السكان المحليين وحتى أصحابها، فهي تتوزع بين سكان جزين ودير المزيرعة التابع لمطرانية الروم الكاثوليك في قضاء جزين وبلدة كفرحونة.

أما بركة جبور والكلام لسكان في منطقة جزين فتعتبر منطقة عسكرية تابعة ل"حزب الله" وفيها مستوعبات ضخمة ومستشفى ميداني تحت الأرض ولا يوجد سكن فيها إلا لمالكي الأراضي الذين يصلون إلى بيوتهم عبر طريق خاص يضم حواجز عسكرية للحزب.

النائب عن قضاء جزين في كتلة الجمهورية القوية سعيد الأسمر لا يستبعد وجود مراكز عسكرية في كفرحونة وتلال جزين لكن ممنوع على أي فرد الإقتراب منها سواء من أبناء القضاء أو مالكيها. أما منطقة بركة جبور فتعتبر منطقة "مغلقة" ويُمنع على سكان المناطق المُحيطة بها زيارتها، وهي مثل مناطق أخرى ضمن تلال كفرحونة وجزين التي تضمّ مخيمات تدريب عسكرية تابعة لـ"حزب الله".

يضيف الأسمر" هذه المناطق خاضعة لسلطة الأمر الواقع ويُمنع على الدولة اللبنانية وأصحاب الأراضي الدخول إليها، مطالباً الحكومة بالتحرّك وفك الإرتباط مع حزب الله وأن يكون قرار السلم والحرب في يدها لا في يد ميليشيا مسلحة . ويختم الأسمر بالتأكيد على أن الهجرة من قضاء جزين لم تحصل لأن القصف لا يطال المنشآت السكنية مباشرة إنما محيط كفرحونة وبركة جبور، وهما بعيدتان أساسا عن البيوت السكنية ".

كما صمت حزب الله عند نشر غالانت الصور والخرائط التي تكشف عن مطار الحزب لإطلاق المسيرات، يسود الصمت الرسمي من قبل الحكومة التي لم تعلق لا الأمس ولا اليوم على قصف محيط المطار بحسب الإعلام الإسرائيلي، كما بدا لافتاً غياب حزب الله عن الردّ ببيان نفي. والسكوت كما هو متداول يعني "مع الموافقة".

لكن ليس مطار بركة جبور الوحيد المجهز لاطلاق المسيرات " هناك مطار "بعدران" الذي كان يعمل مع مدرجاته خلال حرب الجبل ولا يزال موجودا " ويشرح رئيس لجنة تنفيذ القرارات الدولية في لبنان طوني نيسي أن هذه الاستراتيجية المعتمدة من قبل الحزب تم استحداثها بعد حرب 2006 وبدأنا نلاحظ تحول الحزب إلى المسيّرات وطائرات التجسس .ولن ننسى عملية إطلاق طائرة مرصد واحد من هذا المطار ".

التحول من الاستراتيجية الدفاعية لدى الحزب إلى الهجومية بعد حرب تموز 2006 كان يهدف إلى التحضير لاجتياح المستوطنات تماما كما حصل في 7 آيار، ويتابع نيسي "لولا وجود المطارالمستحدث مع المدرجات لما كان للحزب القدرة على إطلاق المسيرات التي باتت من أهم الأسلحة المستعملة حديثا خصوصا أنها لا تلتقطها الرادارات كونها تطير على علو منخفض ولا تصيبها صواريخ الـ"باتريوت".

من يغادر منزله سيسمع بعد أيام أنه تحول إلى مركز لإطلاق الصواريخ وهذا ما يدفع أهالي جزين وبلدات الشريط الحدودي إلى المناشدة بتجنيبهم الحرب"لكن دولتنا عاجزة والدليل ما قاله رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بأن قرار الحرب والسلم ليسا في يده، وقبل أيام كرر القول لكن بصيغة أخرى مفادها أن لبنان مرتبط بحرب غزة".

تكتيك الحزب يعتمد في المرحلة الراهنة على المسيرات والمنصات العسكرية المتحركة في الجنوب وربما أبعد نحو البقاع وصولا إلى سوريا" وهذا طبيعي لأن لبنان الرسمي يمنح الحزب مطلق الحرية للمقاومة ضد إسرائيل.

والسؤال :طالما أن إسرائيل كشفت عن موقع المطار فلماذا تكتفي بقصف محيطه؟ " أعتقد أن إسرائيل لم تتخذ القرار بعد بتوسيع الحرب مع لبنان ولا تزال المعارك تدور ضمن قواعد اشتباك محددة وهي تكتفي بتوجيه رسائل للحوار وخروج الحزب من الليطاني.بالتوازي يشير نيسي بأن الإعلام الحربي لحزب الله يكشف حتى اللحظة أن السلاح المستعمل في وجه إسرائيل تقليدي بمعنى صاروخ أرض-جو، أو مضاد للدبابات وصواريخ متحركة لا تحتاج لقواعد ثابتة.أما المسيرات فلم تصل إلى حد يوجع الإسرائيلي بحيث لم نسمع حتى اللحظة عن توقف عجلة الحياة في حيفا أو أورشليم، ولم تصب الصواريخ مفاعل ديمونا النووي أو اي مصنع آخر. وبالتالي هل يجوز أن تضحي إسرائيل بمطار مدني أو عسكري في مقابل مطار مستحدث لمسيرات حزب الله ؟ ولماذا تتخذ المبادرة بقصف مطار يتسع لـ9 مسيرات أو أكثر وتدفع الثمن غاليا"؟.

الأكيد أن حزب الله لن يتخذ القرار بتوسيع رقعة الحرب لأن اوامر إيران تقضي بذلك .وبالتالي يبقى القرار لدى إسرائيل وهو مرتبط بمدى التقدم على جبهة حماس".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o