Jan 18, 2024 4:16 PM
خاص

رباعية دولية تجهد لفك ارتباط لبنان بأزمات المنطقة...هل تحقق الهدف ؟

نجوى ابي حيدر

المركزية- في مقر إقامته في اليرزة، إستقبل السفير السعودي وليد بخاري اليوم نظيره الفرنسي هيرفيه ماغرو، وناقشا الجهود المبذولة لإنجاز الإستحقاق الرئاسي في أسرع وقت، ليستطيع لبنان الخروج من أزماته المختلفة، في ظل التطورات الحاصلة في المنطقة. ومن اليرزة توجه بخاري الى الجناح حيث اجتمع مع السفير علاء موسى  وبحثا  في ضرورة إنجاز الإستحقاق الرئاسي في لبنان في أسرع وقت ممكن.

ويوم امس كانت للبنان حصة في مؤتمر صحافي عقده الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، فأكد الاهمية التي يوليها للبنان مذكراً بالجهود التي بذلتها فرنسا بهدف تجنّب اتساع رقعة الحرب، وقال "بالنسبة الى قرارت مجلس الامن المتعلقة بحدود لبنان، فقد عبّرنا عن حذرنا الشديد منذ البداية بهدف تجنب توسيع رقعة الحرب في المنطقة وتجنب ان يلتحق حزب الله بالحرب ويقوم بتهديد امن اسرائيل وان ينتشر النزاع في لبنان". واضاف ماكرون "ان فرنسا متمسكة بسلام واستقرار لبنان وقمنا منذ البداية بتمرير ونقل رسائل مباشرة وغير مباشرة لجميع القوى السياسية اللبنانية، وجميع القوى العسكرية، وعملنا كل ما يمكن لتجنب التصعيد، وقدمنا مقترحات عدّة في الاسابيع الماضية، الى جانب الولايات المتحدة، للاسرائيليين من اجل التقدّم حول هذه المسألة، ونعتقد ان لا بدّ من احترام القرارات، وخصوصاً ان تتوقف الضربات التي شنّت خلال الأسابيع الماضية وكذلك ان يتم وضع حدّ للتوغل، وان يتمّ احترام القرار  ١٧٠١ من قبل الجانبين، وهذا امر لا غنى عنه". 

ليست فرنسا والسعودية وحدهما مهتمتين بلبنان، بحسب ما تؤكد مصادر قريبة من الاليزيه والكي دورسيه لـ"المركزية" فثمة رباعية تعمل وتجهد على الخط اللبناني بمعزل عن اجتماعات الدول الخماسية المفترض ان تلتئم مجددا نهاية الجاري، لبحث مستجدات الوضع اللبناني واصدار بيان يتردد انه سيتصف بالحسم، وتضم الى فرنسا والولايات المتحدة الاميركية قطر والمملكة العربية السعودية. الدول الاربع تجتمع على رأي واحد مفاده ان الوضع في لبنان بلغ اخطر مراحله ولا يجوز معه انتظار ما يحصل في المنطقة من تطورات دراماتيكية لا سيما حرب غزة. وتبعا لذلك، من غير المفيد ولا الجائز ربط مصير اي ملف لبناني، إن بالنسبة الى الوضع الجنوبي واستمرار الاشتباكات المنذرة بتوسع رقعتها في اي لحظة في ضوء التهديدات الاسرائيلية وحاجة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الى متنفس من ازمته الداخلية يُخشى ان يكون من البوابة اللبنانية، او ما يتصل بالملف الرئاسي الواجب والضروري التقاء افرقاء الداخل على كلمة سواء تنقذ البلاد من خطر يلتف حول عنقها مع كل يوم يمر وينذر باختناقها ،بحسب ما حذرت فرنسا على لسان وزير خارجيتها سابقا وموفدها الحالي الى لبنان جان ايف لودريان منذ اكثر من ثلاثة اعوام. ذلك ان كل مساعي الخارج مهما تقدمت، والارجح انها بلغت ذروتها راهنا،ليس باستطاعتها حل عقدة الرئاسة، إن لم يتقدم كل منها خطوة في اتجاه الاخر للاتفاق على مرشح يتم انتخابه في البرلمان وعدم التفكير بإرجاء الاستحقاق الرئاسي الى ما بعد الانتخابات الرئاسية الاميركية.

تتواصل فرنسا مع جميع الدول والقوى المعنية بأزمة لبنان، بحسب ما اعلن الرئيس ماكرون ، ومن ضمنها او في مقدمها ايران الى جانب قطر، علّها تتمكن من فك ارتباط لبنان بأزمات الاقليم، وتمنع في الدرجة الاولى توسع رقعة الاشتباكات جنوبا، في ضوء اعلان اسرائيل بأنها  ستعيد لبنان الى العصر الحجري، على رغم ان المصادر لا ترى في التهديد الاسرائيلي الا مجرد استهلاك داخلي من قبل نتنياهو.

تقف الخماسية خلف المبادرة المشتركة التي تولي لبنان الاهتمام وتمنعه من الانهيار، صحيح ان  عناوينها الاساسية  لم تتبلور بعد في شكلها النهائي الا انها ستتوضح في المستقبل القريب وعلى الارجح خلال الاسابيع المقبلة. الدول الرباعية، وفي شكل خاص فرنسا والولايات المتحدة، ستستخدمان  نفوذهما  الى الحد الاقصى لانقاذ لبنان، تختم المصادر.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o