Jan 10, 2024 1:27 PM
خاص

ايران تصعّد في العلن ..وتفاوض واشنطن تحت الطاولة !

لورا يمين

المركزية- قال سفير إيران لدى سوريا حسين أكبري الاثنين إن بلاده تلقت قبل 10 أيام رسالة أميركية عبر دولة خليجية، تعرض "تسوية بشأن المنطقة برمتها وليس فقط لتسوية جزئية في الصراع". وأوضح أكبري أن دولة خليجية سلمت طهران رسالة من واشنطن، وأرسلت وفدا رفيعا لطهران لمناقشة تفاصيل الرسالة، التي تضمنت عرضا أميركيا يبدأ بعدم توسيع دائرة الحرب كأرضية لحل أزمات المنطقة. وقال السفير الإيراني لدى سوريا "ردنا على العرض الأميركي كان أن لحلفاء طهران حق تقرير مصيرهم ومصير شعوبهم، وقد أكدنا أن قرار حلفائنا السياسي مستقل ولا نقرر بدلا عنهم".

ايران تصر على عدم ابداء ليونة في موقفها، وتشدد على ان لا تتدخل لدى حلفائها، وتحرص دائما على التهديد بالأسوأ في حال استمر العدوان على غزة. في هذا الاطار مثلا، حذر الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني من أن الحرب في المنطقة ستتسع إذا لم تتوقف الجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة. وقال كنعاني إن إسرائيل لم تحقق أيا من أهداف حربها على غزة، وإن المقاومة الفلسطينية ستكون قادرة على إدارة القطاع. كما أشار إلى أن إسرائيل تكبدت خسائر إستراتيجية لا يمكن ترميمها في غزة، وهي غير قادرة على إدارة الحرب. وقال إن "جرائم الأشهر الثلاثة الماضية أثبتت أن هذا الكیان لا يلتزم بأي من المبادئ والقوانين الأخلاقية والإنسانية والدولية. وقد خلق لنفسه فضيحة دولية ولم يترك أي ذریعة وعذر للمدافعین عن حقوق الإنسان". كما شدّد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية على أن العديد من حالات انعدام الأمن في منطقة الشرق الأوسط "یعود إلی الوجود غير القانوني للقوات الأميركية وتدخلها في شؤون دول المنطقة، ودعمها للكیان الصهيوني".

لكن بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، اذا نظرنا الى "العملي"، فإن ايران واذرعها لم يذهبا منذ 7 تشرين، نحو اي خطوة توحي بأنهم لا يريدون "تسوية"، بل على العكس. طهران حرّكت فصائلها من لبنان الى البحر الاحمر مرورا بالعراق وسوريا، ودوزنت تحرّكها وضبطته في شكلٍ محدود يضمن لها الجلوس مرتاحة ومن موقع القوي الى طاولة التفاوض مع الاميركي للتوصل الى تسوية معه، تزعم اليوم انها ترفضها.

على اي حال، المفاوضات لم تتوقف بين الاميركيين والايرانيين في مسقط، رغم العمليات في غزة، ورغم اقدام اسرائيل على توجيه ضربات موجعة الى قيادات فصائل الممانعة في المنطقة، من رضي موسوي في سوريا، الى صالح العاروري فوسام الطويل في لبنان، مرورا بحسن عكاشة في سوريا ايضا. وفي ذلك، دليل ليس فقط على التقية والازدواجية الايرانية التي تقول عكس ما تضمر، بل مؤشر على ان الامور ذاهبة نحو تسوية كبيرة بين الاميركيين والايرانيين ستشمل الاقليم وربما "النووي"، تختم المصادر.

***

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o