Jan 09, 2024 8:44 PM
عدل وأمن

أمطارٌ طوفانية والساحل قد يغرق.. بلدية بيروت و"الأشغال" ترفعان الجهوزية وإرشادات وقائية

"الشتي خير"... هكذا يُقال وهو توصيفٌ واقعي... إلا في لبنان! ففي بلدٍ مجاريه مُقفلة وطرقاته ومنازله بُنيت فوق الانهر، الأمطار تصبح مأساة.. فماذا لو كانت طوفانية كتلك التي في طريقها إلينا؟

إنه المنخفض العملاق يسيرُ في خطى ثابتة باتجاه البحر المتوسط آتيا من سردينيا وإيطاليا واليونان وتركيا، والذي يبدأ تأثيره اعتبارا من هذه الليلة، ويستمر حتى بعد ظهر الاثنين المقبل.

"واصلين على وضع صعب"، بحسب ما يؤكد الأب ايلي خنيصر المتخصص بالأحوال الجوية وعلم المناخ في حديث لموقع mtv الالكتروني، وهو يتوقّع أن يتكرّر سيناريو أسوأ من الذي شهدناه قبل عيد الميلاد والذي أدى إلى غرق الطرقات وانهيار الصخور والطرقات في عدد من الأماكن، فيومها لم تتخطّ نسبة المتساقطات في بيروت الـ260 ملم، اما المتوقع ساحلا خلال الأيام المقبلة فهو أن نشهد نسبة متساقطات تتراوح بين 270 و400 ملم.

ما تقدّم يؤشر إلى ما ينتظرنا في الايام الستة المقبلة، إذ سنشهد انخفاضا بدرجات الحرارة وغزارة في الامطار، تكون طوفانية أيام الاربعاء والجمعة والسبت والاحد، مع سرعة رياح تلامس الـ85 كلم/الساعة، ما يُنذر بحسب خنيصر بإمكان غرق الطرقات على غرار ما حصل سابقا، مع سيول جارفة وانزلاقات وانهيارات بالتربة وارتفاع منسوب البحيرات والانهر التي قد تطوف وتغمر المناطق المجاورة لها. 

ويحذر خنيصر من أن السيول قد تحوّل عددا من المناطق الساحلية إلى مستنقعات وبحيرات، خصوصا بيروت وجونية وشكا وجبيل وصيدا، إذ انها ستحظى بنسبة هطولات تتخطى 330 ملم، فيما سيؤدي مرور التيار النفاث فوق الحوض الشرقي للبحر الابيض المتوسط إلى رفع الرطوبة الى 100 في المئة وسيكون لبنان مغطّىً بالكامل من Jet Stream.

أما الأبيض الذي طال انتظاره على المرتفعات المتوسطة نسبيّا، فهو سيحلّ ضيفا محبّبا اعتبارا من الـ1650 مترا، على أن يكون كثيفا فوق الـ1800 متر، لتشهد المرتفعات التي تزيد عن الـ2000 متر تراكمات وفيرة وكافية لبدء موسم التزلج.

رفعت بلدية بيروت حالة الجهوزية للفرق الفنية المعنية في بلدية بيروت وفوجيّ الإطفاء والحرس، لمواجهة الآثار التي قد تنجم عن الأحوال الجوية غير الاعتيادية جراء المنخفض الجوي المتوقع وصوله إلى لبنان

وذكرت المديرية العامة للدفاع المدني المواطنين بضرورة التقيد بإرشاداتها الوقائية لتفادي مخاطر المنخفض الجوي المرتقب حرصاً على سلامتهم، وفقاً لما يلي:

- استمع وتقيد بإرشادات عناصر قوى الأمن الداخلي والدفاع المدني.

- توخّي الحذر عند المرور بجوار أو أسفل اللوحات الإعلانية أو أعمدة الإنارة وخصوصا خطوط الضغط العالي.

* للمتنقلين بالسيارات على الطرقات الساحلية والجبلية:

- لا تتجاوز السيارات لئلا تنزلق وتقفل الطريق.

- افسح في المجال لمرور السيارات الآتية من الاتجاه المقابل.

- لا تتهور وتخاطر في قيادة السيارة.

- ركن سيارتك الى يمين الطريق اذا لم تتمكن من المتابعة.

- لا تشغل جهاز التدفئة اذا بدأ الثلج يغمر السيارة.

- حدد في أي مكان أنت موجود لطلب النجدة عبر الخليوي وأرشد المنقذين الى موقعك وزودهم برقم هاتفك والتفاصيل للوصول السريع إليك.

* إرشادات خاصة بالمقيمين في المناطق الجبلية:

- الإستماع إلى نشرات الطقس عبر وسائل الإعلام.

- التموّن بالأطعمة والمياه والأدوية الدورية والمضادات الحيوية وأدوية السعال وتخفيض الحرارة.

- التموّن بمواد التدفئة كالمازوت أو الحطب.

- تأمين الكميات المناسبة من أعلاف الحيوانات التي تقتنونها.

- عدم التجوّل إلا عند الضرورة القصوى خلال العاصفة.

- عدم ترك أي وسيلة تدفئة تعمل على نظام اللهب المكشوف مشتعلة عند الذهاب إلى النوم أو ترك المنزل.

* أسس التعامل مع وسائل التدفئة:

- شودييرات: تنظيف الحرّاقات وخصوصا البخاخات وعند تركيبها الفصل بين الحرّاقات وخزانات المازوت ووضعها في غرف منعزلة عن بعضها قبل استعمالها.

- المدفأة الكهربائية: التأكد من أن الإمدادات الكهربائية الخاصة بها صحيحة وآمنة.

- الغاز: التأكد عند تبديل القارورة دورياً من أن خرطوم الغاز سليم ويخلو من أي تشقق ويفضَّل استبداله سنوياً.

- الفحم: التأكد من أن اشتعال الفحم أصبح كاملاً قبل إدخاله إلى الغرفة وتهوئة المكان من فترة إلى أخرى للسماح بدخول الأوكسيجين النقي.

- إبعاد أي مواد قابلة للإحتراق من أمام وسائل التدفئة ذات الحرارة المكشوفة (ستائر، أغطية السرير.. إلى آخره).

- تهوئة المنازل باستمرار تلافياً للإختناق عند التدفئة بواسطة الفحم - الحطب أو الغاز.

- عدم وضع الثياب بالقرب من أجهزة التدفئة بهدف تجفيفها".

وذكرت المديرية المواطنين بـ"ضرورة الإتصال بغرفة عملياتها على رقم الطوارئ ١٢٥ عند حصول أي طارئ والمتابعة على الموقع الإلكتروني: www.civildefense.gov.lb‏". 

إلى ذلك، أكدت وزارة الاشغال العامة والنقل، أن "آليات جرف الثلوج المخصصة لكافة المراكز المنتشرة على السلسلتين الشرقية والغربية هي على أهبة الاستعداد والجهوزية لحلول موسم الثلوج الحالي، ولاسيما خلال المنخفض الجوي المرتقب وصوله الى لبنان في الساعات المقبلة".

واشارت في بيان، الى ان "الوزارة كانت قد عملت طيلة الفترة الماضية على تأمين المستلزمات الضرورية لكافة المراكز بما تيسر من اعتمادات توفرت لها، والتي سنسعى إلى زيادتها في موازنة العام ٢٠٢٤، وذلك لأجل تأمين السلامة المرورية ودعماً للسياحة الشتوية".

واشادت الوزارة مجدداً "بالجهود التي يبذلها الجنود المجهولون من رؤساء مراكز ومياومين وعاملين، والذين يقومون بجهود متواصلة ليلاً ونهاراً لإبقاء الطرقات الجبلية مفتوحة بين المناطق والبلدات"، مجددة "مناشدتها للمواطنين السالكين بآلياتهم على تلك الطرقات بضرورة التقيّد بإرشادات وتوجيهات القوى الامنية، وذلك حفاظاً على سلامتهم، ومنعاً لإعاقة عمل آليات المراكز والتي يفترض بها ان تواصل عملها بفتح الطرقات وجرف الثلوج عنها".

في السياق، جال المدير العام للطرق والمباني في وزارة الاشغال العامة والنقل المهندس علي حب الله بعد ظهر اليوم، برفقة المعنيين في الوزارة، وبتوجيهات من وزير الاشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الاعمال الدكتور علي حمية، وقبيل وصول المنخفض الجوي الى لبنان، على مختلف ورش متعهدي الوزارة المستمرة في القيام بأعمال تعزيل وتنظيف مجاري تصريف مياه الامطار على الاوتوسترادات والطرقات الرئيسية المحددة ضمن نطاق صلاحيات الوزارة، ولا سيما منها على النقاط الحمراء المشخصة من قبل الوزارة.

وعاين حب الله الاعمال الجارية، مؤكدا على الفرق "ضرورة البقاء على أهبة الاستعداد والجهوزية ومواصلة اعمالها وتواجد آلياتها ومعداتها ليلا نهارا قبل وخلال وبعد المنخفض المرتقب، كذلك الحال بالنسبة لكافة المنخفضات والعواصف الآتية، وذلك إلى حين انتهاء الموسم الحالي".

وجددت وزارة الاشغال العامة والنقل مناشدة "جميع المعنيين من إدارات رسمية وبلديات ومتعهدي رفع النفايات عن الاوتوسترادات والطرقات وكذلك المواطنين والمقيمين، ضرورة التكامل مع عمل ورش متعهدي الوزارة منعا لتشكل السيول وفيضانات الأنهر وسواقي المياه ولحدوث انسدادات في مجاري التصريف على الاوتوسترادات والطرقات الرئيسية".

وتمنت الوزارة مجددا، أن "يبقى حرص الجميع على السلامة العامة والمرورية، حرصا تكامليا وتكافليا في ما بينهم، وذلك درءا لأي حوادث أو مخاطر قد تحدث".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o