Jan 04, 2024 5:09 PM
خاص

إيران والحزب وراء خطوط الدفاع ... الاغتيالات تتخطى قواعد الاشتباك وعامل الوقت

جوانا فرحات

المركزية – بوتيرة سريعة تتوالى العمليات الأمنية التي تنفذها إسرائيل خارج حدود قطاع غزة ضد قادة حركة حماس وكان آخرها نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، صالح العاروري عصر أول من أمس ورفيقيه من كبار المسؤولين في الحركة و4 من مرافقيهم.

عملية اغتيال العاروري كشفت عن خارطة جديدة للحرب في غزة أبرزها أنها تخطت كل قواعد الإشتباك مع تنفيذها في قلب الضاحية الجنوبية واستخدام طائرة حربية للإغارة على المبنى الذي كان يوجد فيه العاروري، وليس بصاروخ أطلقته طائرة مسيرة كما تردد، فاستهدفته بسسلسلة صواريخ أصاب بعضها الطبقتين اللتين يستخدمهما، في حين لم ينفجرآخر فقام الفريق الفني في الجيش بتعطيله. بالتوازي استهدفت طائرة مسيرة سيارة داخل مقر للحشد شرق بغداد بعدة صواريخ ما أسفر عن مقتل معاون قائد عمليات حزام بغداد مشتاق طالب السعيدي  (الملقب بـ أبو تقوى) ومرافقه "علي أبو سجاد"، بالإضافة إلى عضوين آخرين من الحركة.

وفي إيران حيث سقط حوالى 100 قتيل ومئات الجرحى أمس نتيجة وقوع انفجارين بالقرب من مسجد صاحب الزمان في مدينة كرمان الجنوبية حيث كانت تحيي المواكب الذكرى الرابعة لاغتيال قاسم سليماني، توعد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي بـأن "هذه الكارثة ستلقى ردا قاسيا بإذن الله".

ويبقى السؤال هل سترد إيران عبر ميليشياتها التي شرعها المجلس النيابي في كل من العراق ولبنان واليمن؟ أم ستلجمها الخطوط الحمراء المرسومة أميركيا وإيرانيا في المنطقة؟ هل ثمة شيء يتم تحضيره للبنان والمنطقة مع تحول طبيعة الحرب ومساراتها؟

رئيس لجنة تنفيذ القرارات الدولية في لبنان طوني نيسي يلفت عبر "المركزية" إلى أن محور الممانعة فوجئ بدخول الولايات المتحدة الحرب من خلال تنفيذ عمليات عسكرية وتوقع أن تتفادى إسرائيل دخول الحرب في قطاع غزة والذهاب إلى ما هو أبعد من ذلك بغض النظر عن الجهة التي حققت انتصارا حتى الآن".

ويتابع "ما يحصل اليوم يشكل مسارا طبيعيا فعمليات الإغتيال تحتاج إلى عمل إستخباراتي ووقت للتخطيط والرصد والتنفيذ. أضف إلى أن قرار تنفيذ عمليات الإغتيال على مستوى الدولة الإسرائيلية اتُخذ منذ اليوم الاول من الحرب وهذا يندرج في إطار استراتيجية العمل العسكري لدى الدولة الإسرائيلية التي تعتمد على الإغتيالات باعتبار أنها توفر الكثير من الضحايا والأضرار والخسائر القومية أضف إلى أن قتل القادة يؤثر على الجيوش في الميدان".

سحب الولايات المتحدة حاملة الطائرات جيرالد فورد من البحر المتوسط دفع بجيوش الممانعة إلى إشاعة أخبار مفادها أن حماس لوت ذراع إسرائيل والولايات المتحدة معا. حتى أن بعض الفصائل والميليشيات التابعة لمحور الممانعة افترضت أن "الأميركي" انكفأ وقرر الرحيل. وإذ ا بالأخير يوجه ضربات موجعة لكل محور الممانعة ويستعمل القوة للمرة الأولى ضد مجموعة من الحشد الشعبي التي تعتبر من صلب الدولة بعد تشريع مجلس النواب وجودها إلى جانب الجيش العراقي وهذا تطور جديد في مسار الحرب العسكرية".

باختصار يمكن القول بأن الضربات الأميركية والإسرائيلية الموجهة ضد إيران موجعة،  فهل سترد أم يكتفي خامنئي بالتهديد ونصرالله برفع الإصبع في وجه إسرائيل؟

إيران لا تملك إلا واحدا من الخيارين التاليين: إما الإنكفاء وهذا ما ظهر في خطاب نصرالله أمس ومحاولة لملمة أمور وتبادل الأسرى. والحل الثاني هو خوض الحرب بالمباشر. أما إسرائيل فهي تخوض حتى اللحظة معارك برية عسكرية في غزة وخان يونس، ومعركة عسكرية أمنية من اغتيالات وتصفية قادة تابعين لحماس، وذلك في لبنان والعراق واليمن وغدا لا نعرف أين ستكون العملية، بعدما بات مؤكدا أن لا شيء سيردع إسرائيل من القضاء على حماس وحث حزب الله على القبول بالقرار 1701. خلص زمن قواعد الإشتباك".

يضيف نيسي:" عمليا لا يوجد تفاهم أميركي إيراني والأخيرة تتلقى ضربات موجعة. إلا أن التكتيك الذي تتبعه الجيوش يختلف تماما عما تتبعه الميليشيات ولا تجوز المقاربة بين الإثنين. وإذا لاحظنا أن مسار الحرب يتطور بشكل بطيء فهذا يكفي للتأكيد على أن القرار الإسرائيلي بالمواجهة قد اتخذ. والمبادرة لم تعد في يد إيران وحزب الله إنما في يد إسرائيل والولايات المتحدة". فهل ستؤثر الإنتخابات الرئاسية المقررة على مسار دعم أميركا لإسرائيل في حربها التي يبدو أنها طويلة؟

"معركة الإنتخابات الرئاسية تنطلق في شهر أيار المقبل وهذا يعني أن هناك فترة سماح تقدر ب6 أشهر فإذا انكفأ حزب الله واكتفى نصرالله بالتهديدات ، هذا يؤكد على فقدانه وإيران المبادرة بالحرب وبأنهم أصبحوا وراء خطوط الدفاع".  

يبقى السؤال الأهم هل سيبادر حزب الله بقرار إيراني في إعلانها حربا شاملة علي وعلى أعدائي؟ " نصرالله لن يبادر لأنه متأكد أن مصير لبنان سيكون كما غزة أي قتلى ودمار والعالم يتفرج. بالتوازي ستستمر إسرائيل في عملياتها الأمنية لأن القيادات في محور الممانعة هي الأساس ولا يضحون بأي منها. والقرار بتوسيع شبكة العمليات الأمنية والإغتيالات اتخذته إسرائيل منذ اليوم الأول على دخولها الحرب في القطاع التي تدخل في عقيدة الدولة الإسرائيلية وتقفز إلى الطاولة منذ اللحظة التي تقرر فيها إسرائيل إعلان الحرب. ومع إطالة عمر الحرب ستزداد عمليات الإغتيال خارج القطاع وستكون موجعة لإيران وأذرعها "يختم نيسي.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o