Jan 04, 2024 3:58 PM
خاص

ايران "الوفية" لوصية الخميني تحارب الغرب بشعوب دول المحور

نجوى ابي حيدر

المركزية- حينما انتهت حرب الخليج الاولى بين العراق وايران عام 1988، وهي اطول حروب القرن العشرين واكثرها دموية وكلفة من الناحية الاقتصادية والبشرية، وقد قضى فيها نحو مليون انسان، قال مرشد الجمهورية الاسلامية آنذاك روح الله  الخميني "انها اخر حرب تخوضها ايران"، وبعد توقيع اتفاق وقف اطلاق النار ردد عبارة مفادها أن قبوله بوقف إطلاق النار كمَن يتجرع السم - ولتعويض الهزيمة، والرهان الذي أفشله له الرئيس العراقي صدَّام حسين.

من التجربة، اعتبر المرشد الخلف علي خامنئي فبدأ من خلال حرسه الثوري يؤسس لحروب صغيرة، وفي حسابه أن مردودها هو إبقاء المشروع الذي بدأه الخميني قيد الحياة، فتحيّن اللحظة واصطاد النظام السوري وتمكن من استيلاد النظام الحوثي اليمني  وانشاء كيان دويلة في لبنان من خلال حزب الله، وفي العراق مع الحشد الشعبي . بمخططه هذا طبق الخامنئي مقولة سلفه، فكانت حرب الخليج الاولى اخر حرب تخوضها ايران على ارضها بالفعل، وانتقلت الى القتال والصراع خارج مساحتها الجغرافية عبر اذرعها العسكرية في ساحات  دول الممانعة حيث هيأت الارضية سلفاً مع انصار الله في اليمن  والحشد الشعبي في العراق الى الفاطميين والفصائل الشيعيىة في سوريا وحزب الله في لبنان اضافة الى حركة حماس والجهاد الاسلامي.

عبر القوى هذه تواجه طهران واشنطن وكل من يقف في وجه تحقيق مشروعها  او يعارضه. تقاتلهم  خارج ارضها وبغير الايرانيين، فتدفع من"كيس"غيرها  لقاء خدمات لاجندتها الخاصة وتقدم مصلحتها العليا على كل مصالح حلفائها، وهو ما ظهر جليا في حرب غزة، اذ جهزت حماس والجهاد الاسلامي وانشأت غرفة عمليات مشتركة واعلنت عن توحيد الجبهات والساحات ، ولما انطلقت عملية  "طوفان الاقصى" اختفت مقولة وحدة الساحات وتُرِكت حماس وحدها في ميدان المعركة فلم يُسمع صوت لأي من اذرع ايران في دول الجوار باستثناء لبنان، الذي استنفر على الحدود واعلن الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ان حدود لبنان هي جبهة مساندة، وقد بقيت مضبوطة حتى الساعة على رغم تخطي اسرائيل كل الخطوط الحمر بالاستهدافات والغارات والقصف المدفعي.

 وقبل غزة حاربت ايران محور الغرب في سوريا بجنود سوريين من اتباع نظام الرئيس بشار الاسد ثم بعناصر مسلحة من حزب الله استقدمت من لبنان تحت ستار حماية مقام السيدة زينب. كما حاربت السعودية بمسلحين حوثيين، بعدما ألّبتهم على النظام وراحوا يستهدفون المنشآت الحيوية في السعودية ثم في الامارات حتى لحظة ابرام اتفاق بكين.

ايران هي هي منذ 36 عاماً، حين انتهاء حربها مع العراق ، تستخدم ساحات وشعوب سائر الاوطان بذرائع واهية تارة لمحاربة اسرائيل واخرى للدفاع عن انظمة دول المحور، فيما هي لا تتطلع الا لتحقيق اهدافها المصلحية وتعزيز نفوذها واوراق الضغط التي تمتلكها عسكريا ام سياسيا على غرار خطف رئاسة الجمهورية اللبنانية بالايعاز لحزب الله وعبره لحلفائه  بعدم تسهيل المهمة  الى حين تقاضي الثمن من دول الغرب الحريصة على بقاء لبنان وعدم زواله . اما الثمن الاغلى فلا بد ستتقاضاه في المفاوضات النووية حينما تعود الى الطاولة لبت مصير ملفها النووي وقد لامست الخط الاحمر المرسوم لها دوليا، وباتت اوراقها اقوى من اي يوم مضى.

تبعا لذلك، تقول مصادر دبلوماسية غربية لـ"المركزية" تتجنب طهران توسيع رقعة الحرب في المنطقة وتصمت ازاء مجمل الاستهدافات التي تطالها إن بالانفجارات التي تستهدفها في العمق او بسبحة الاغتيالات المتتالية منذ اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني قبل اربعة اعوام وليس انتهاء بحليفها الحمساوي الشيخ صالع العاروري في الضاحية الجنوبية لبيروت امس الاول. ذلك ان الانفجار الشامل على مستوى المنطقة سيفقدها اوراقها هذه ، وهي هنا تتقاطع مصلحيا مع واشنطن الساعية الى منع اشتعال الاقليم خدمة لاجندتها الخاصة .

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o