Jan 02, 2024 7:45 AM
اقليميات

إسرائيل تعود إلى "سياسة الجدار" على طول الحدود مع الأردن ولبنان وحتى غزة

على الرغم من الأهداف الإسرائيلية المعلنة للحرب على غزة والتهديدات المتكررة لـ«حزب الله» والفشل الساحق للجدار القائم حول قطاع غزة بعد تمكن «حماس» من تحطيمه في لحظات يوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، تتجه القيادات العسكرية والسياسية في إسرائيل للعودة مرة أخرى إلى «حل الجدار» لحماية الحدود. ويسعى الجيش الإسرائيلي إلى تغيير جذري على الحدود مع الأردن، بدعوى التحسب من عمليات وهجمات تنطلق من هناك برعاية من إيران. كما باشر الجيش إقامة جدران حول البلدات الإسرائيلية في غلاف غزة وعلى الحدود الشمالية مع لبنان.

وكشفت صحيفة «يسرائيل هيوم» اليمينية عن أن السيناريو الذي تستعد له إسرائيل هو محاولات ينفّذها «حزب الله»، أو ميليشيات أخرى موالية لإيران، لاختراق الحدود الأردنية إلى إحدى المستوطنات القريبة من الحدود. وقالت إنه في العامين الماضيين كانت هناك زيادة كبيرة في تهريب الأسلحة من الأردن. وتقدّر أجهزة الأمن الإسرائيلية أن إيران تقف وراء هذه الشحنات. ويتعلق الأمر بنحو أكثر من ألف قطعة سلاح من مختلف الأنواع ضُبطت على طول الحدود.

وبيَّنت الصحيفة أن الجيش والشرطة والمخابرات ضاعفت حجم القوات على طول الحدود مع الأردن، وأوردت أن «خطة العمل الشاملة لعام 2024» تضمنت مشروعاً لبناء جدار على طول الحدود، كما هو الحال بين إسرائيل ومصر. وبالإضافة إلى ذلك، سيجري تعيين نقاط مراقبة وحراس أمن وغيرها من التدابير للتعامل مع عمليات التهريب وإحباط الهجمات المحتملة.

وأشارت الصحيفة إلى أنه في الأسابيع الأخيرة، أبلغ المستوطنون على طول غور الأردن عن إطلاق نار متكرر من المنطقة الحدودية. وفي أعقاب الشكاوى وكدرس مستفاد من هجوم «حماس» على بلدات غلاف غزة، جرى تعزيز الوحدات الاحتياطية في المستوطنات بهدف وقف العمليات المحتملة.

من جهة أخرى، ثارت موجة احتجاج شديدة في البلدات الإسرائيلية التي جرى إخلاؤها منذ بداية الحرب قبل نحو ثلاثة أشهر، وذلك لأن الجيش الإسرائيلي بدأ في بناء جدران من الإسمنت حول بلداتهم لمواجهة خطر إطلاق صواريخ عليها من لبنان ومن غزة. ويتساءل مواطنون من تلك البلدات عمّا إذا كانت الحكومة قد تخلَّت عن خطتها للقضاء على قدرات «حماس» القتالية في غزة وخطتها لإبعاد قوات «حزب الله» إلى ما بعد نهر الليطاني في جنوب لبنان.

وقال ضابط الأمن في غلاف غزة، أوري أوطين، إن «إقامة جدار يقي بلدات الغلاف هو خطوة دفاعية، في وقت تخوض فيه قواتنا بعشرات ألوف المقاتلين وبمئات الطائرات والدبابات حرباً هجومية على غزة وعلى (حزب الله). فما الذي يبثه القادة السياسيون والعسكريون عندنا للعدو بواسطة بناء جدار؟ إنهم يُبقون ضعفاً ويبثون رسالة مفادها أن الحرب انتهت ولم تكن مجدية، والرسالة التي تُبَث للجمهور الإسرائيلي أنه لا مفر من العيش تحت التهديد، وجيشنا بكل قوّته لم يستطع هزم تنظيمين مسلحين صغيرين، مثل (حماس) و(حزب الله)، وينوي العودة إلى الماضي مع مزيد من الجدران».

وأضاف أوطين أن رئيس بلدية سديروت، إيلي مويال، كان قد رفض قبل وفاته هذا الحل، وقال إنه يشير إلى ضعف تجاه العدو وتجاه السكان، ولذلك جرى التنازل عن الفكرة. وتساءل: «بحق السماء، ما الذي يجعل قادتنا يعودون إلى حلول كهذه خصوصاً بعدما تمكن عناصر (حماس) من تحطيم الجدار الذي كلَّفنا مليار دولار، وقيل لنا في حينه إنه الحل السحري لحماية سكان غلاف غزة؟».

المصدر: الشرق الاوسط

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o