الجيش يدفع ضريبة الدم عن حرب حماس...استشهاد عسكري وجرح ثلاثة
ميقاتي يرفض اطلاق "طلائع "حماس من لبنان: امر لا نقبل به نهائيا
بشائر خير لموظفي القطاع العام اذا...بوحبيب: ملتزمون القرار 1701
المركزية- اتخذت المواجهة الشرسة والمفتوحة بين الجيش الاسرائيلي وحركة حماس في غزة أشد وجوهها التصعيدية اليوم مع محاولة اسرائيل محاصرة القطاع من كل جوانبه، على وقع تحذيرات منظمة الصحة العالمية من ان الوضع في القطاع يزداد سوءا كل ساعة، في حين دفع الجيش اللبناني ضريبة الشهادة في حرب المساندة التي ارادها حزب الله في جنوب لبنان مع استشهاد عسكري واصابة ثلاثة اخرين باستهداف اسرائيلي لموقعهم في منطقة الني عويضة في بلدة العديسة.
وعلى هامش الجبهات الساخنة، تفاعلت في شكل لافت قضية تأسيس حركة حماس – لبنان، لـ"طلائع طوفان الأقصى" مثيرة موجة من المواقف الرافضة لا سيما من فريق المعارضة،الا ان الابرز جاء على لسان رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي. اذ قال ردا على سؤال عن اعلان الحركة اطلاق "الطلائع": هذا الامر مرفوض نهائيا ولن نقبل به، علما ان المعنيين عادوا واوضحوا اليوم ان المقصود ليس عملا عسكريا.
توضيح لم يقنع كثيرين، كما قالت مصادر معارضة لـ"المركزية"، اذ ماذا يعني توجيه حركة حماس في لبنان، دعوة لأبناء شعبها، للانضمام إلى طلائع المقاومين، والمشاركة في صناعة مستقبل شعبهم، وفي تحرير القدس والمسجد الأقصى غير المشاركة في اعمال عسكرية؟ هل بالحوار مع الاسرائيليين مثلا سيحررون القدس ام بالدعاء والصلاة؟ ام ان الاعلان "الحماسي" لما جوبه بموجة رفض لبنانية عارمة اضطر مطلقوه الى التراجع؟ في مطلق الاحوال لا فرق، ما دامت ارض الجنوب مستباحة والمقاومة الاسلامية تشرّع لكل راغب بالمقاومة والجهاد اطلاق الصواريخ بعدما نزعت عن نفسها غطاء الشرعية وضربت عرض الحائط الجيش والشعب وعلى دربها القرار 1701.
تنفيذ الـ1701: واكد ميقاتي خلال استقباله اعضاء السلك القنصلي في لبنان برئاسة جوزف حبيس "نحن في عين العاصفة وفي وضع لا نحسد عليه، وهناك اضطراب قوي في المنطقة ككل، خصوصا على صعيد ما يحدث في غزة، وعلى الحدود الجنوبية مع العدو الاسرائيلي. كل همّي في هذه المرحلة أن أجنّب لبنان ، قدر المستطاع،الدخول في آتون الحرب. ما يحصل في غزة مدان وغير مقبول بتاتا، ونحن لا نزال نناصر الفلسطينيين وندعم قضيتهم. وفي خلال الاشهر المقبلة، ستجري مفاوضات عبر الامم المتحدة من اجل المزيد من الاستقرار على الحدود اللبنانية الجنوبية، بدءا باستكمال تنفيذ القرار 1701 وصولا الى الاتفاق، عبر الامم المتحدة، على النقاط الخلافية الحدودية مع العدو الاسرائيلي. هذا الموضوع يأخذ حيزا اساسيا بهدف تجنيب لبنان اي حرب لا نعلم الى اين ستوصل، خصوصا وأن العدوان على جنوب لبنان تسبب بخسائر بشرية ومادية كبيرة. نأمل ان نصل في الاشهر الثلاثة المقبلة الى مرحلة استقرار كامل على حدودنا. ومن خلال اتصالاتي مع المعنيين في هذا الموضوع، من الجانب الاميركي او الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي، هناك هدف اساسي هو تجنيب لبنان اي حرب كبيرة قد تحصل. كفانا حروبا، فنحن طلاب سلام ونريد للاجيال المقبلة ان تعيش بسلام". اضاف: "تبقى المسألة الاساسية وهي انتخاب رئيس جديد للجمهورية لاعادة الانتظام العام. وفور عقد طاولة للسلام في المنطقة، اذا لم يكن هناك رئيس جمهورية، سنصبح خارج التاريخ والجغرافيا". وردا على سؤال عن ملف قيادة الجيش قال "الجيش هو عصب البلد ونحن متمسكون بهذه المؤسسة وكل المواضيع تعالج بهدوء ومن دون اي جدال".
بخاري في السراي: كما استقبل الرئيس ميقاتي سفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد البخاري وجرى خلال اللقاء بحث الأوضاع العامة والعلاقات الثنائية بين البلدين.
عند بري: في الغضون، استقبل رئيس المجلس النيابي نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، الرئيس ميقاتي وتابع معه الأوضاع العامة والمستجدات السياسية والميدانية. ووضع ميقاتي رئيس المجلس بنتائج إتصالاته ولقاءاته في الخارج حول لبنان وما يجري في المنطقة .وبعد اللقاء قال ميقاتي "أولاً أحببت أن أضع دولة الرئيس بري بنتائج الإتصالات التي قمت بها في الخارج وخاصة بما يتعلق بلبنان والحرب الدائرة في المنطقة" . وأضاف "أما في المواضيع الداخلية فأحب أن ألفت النظر، أن بعد ظهر اليوم هناك إجتماع في السراي الحكومي للجنة إنتظام العمل في القطاع العام والنظر في الزيادات المطلوبة بدل إنتاجية لموظفي القطاع العام، هذا الموضوع مهم كثيراً، وأنا وعدت بأن أمرره بأسرع وقت ممكن، وإذا ما تم إقراره اليوم في اللجنة، سأدعو الى جلسة لمجلس الوزراء بأسرع وقت ممكن وأرجو ألا يربط هذا الموضوع بزيارتي للرئيس بري، لأنه كان قبل الزيارة، وأنا وعدت القطاع العام بهذه الزيادة إبتداء من اول الجاري".
امام الحكومة وقت: ودعا رئيس المجلس اللجان الى جلسة مشتركة في العاشرة والنصف من قبل ظهر الاثنين المقبل 11 كانون الاول الجاري ليس على جدول اعمالها اي قوانين تتعلق بالاجهزة الامنية والعسكرية. وبينما لم يدع بعد الى جلسة تشريعية للبحث في استحقاق التمديد لقائد الجيش، شدد عضو كتلة "التنمية والتحرير" النّائب ميشال موسى على وجوب الحفاظ على مؤسسة الجيش بأي ثمن من الأثمان. وأشار الى ان الوقت لا يزال أمام الحكومة في ما يتعلق بملف التمديد لقائد الجيش، موضحاً ان الرئيس نبيه بري سيلجأ الى الدعوة لعقد جلسة تشريعية في الأيام المقبلة في حال تعثرت الحكومة في إيجاد مخرج للملف، وان المجلس مستعد لإعداد جلسة تشريعية في هذا الإطار. ورداً على سؤال ما إذا كان قانون التمديد سيحظى بالأصوات المطلوبة في المجلس النيابي، قال موسى إن بعض الكتل لم يحسم موقفه بعد والامر سيتضح بعد ان تتم الدعوة الى الجلسة.
موقف التيار: في المقابل، أكد عضو تكتل "لبنان القوي" النائب شربل مارون أن "لا تبدّل في موقف التيار" الوطني الحر" الرافض للتمديد لقائد الجيش، والتزام ما ينصه القانون". ورأى في حديث اذاعي أن "الملف يأخذ حيّزا أكثر مما يستحق، لأن مؤسسة الجيش لا تقف على شخص معين"، رافضا "تدخل واستنهاض السفارات"، وقال: "لهم حق إبداء الرأي وليس الفرض". وردّا على سؤال حول مشاركة كتلة "لبنان القوي" في الجلسة التشريعية المرتقبة التي ستضم بند التمديد لقائد الجيش،قال انه سيكون للتيار "الوطني الحر" موقف واضح في هذا السياق بعد اجتماع التكتل اليوم".
مخزومي: من جانبه، اعلن النائب فؤاد المخزمي من بكركي انه "ولتجنب الحرب، هناك ثلاث نقاط أساسية: أولها حماية المؤسسة العسكرية من خلال التمديد لقائد الجيش وتأخير تسريحه لأنه لا يمكن ترك الجيش من دون قيادة حكيمة. وثانيها يجب أن يبقى لبنان تحت الشرعية الدولية، وثالثها ضرورة تطبيق القرار 1701. وهنا سؤالي لرئيس مجلس الوزراء بعد سماعي بأن حركة "حماس" والفصائل الفلسطينية تطالبان بأن يكون لبنان مركزا لتجنيد طلائع القدس، فأين السيادة يا رئيس مجلس الوزراء؟ الضعف الأساسي اليوم هو في انتخاب رئيس للجمهورية الذي بوجوده يستقيم البلد، من هنا يجب أن تتم الدعوة الى جلسة مفتوحة وبدورات متتالية لانتخاب رئيس للجمهورية لأن هذا الشعب يستحق أفضل من هذا الوضع بكثير".
التمديد لكل الاجهزة: بدوره، اكد النائب وليد البعريني من دار الفتوى "اننا مع التمديد لكل الأجهزة الأمنية في هذا الظرف العصيب الذي يعيشه الوطن، وفي طليعتهم قائد الجيش العماد جوزاف عون والمدير العام للأمن الداخلي اللواء عماد عثمان"، وندعو الى "التضامن مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وتقديم كل أشكال الدعم لأهلنا الصابرين والصامدين والمحتسبين في وجه الصهاينة الذين لا يعرفون معنى الإنسانية والرحمة ، ولا يقيمون وزنا لأي ميثاق دولي ويضربون به عرض الحائط".
الدور المصري: في الاثناء، اشار سفير جمهورية مصر العربية في لبنان علاء موسى من دار الفتوى ايضا، ردا على سؤال، الى ان "الدور المصري في ما خص استقرار لبنان نحن دائماً نحرص عليه، وأنا لا أخفيكم سراً أنه سواء كان المسار الثنائي علاقتنا مع لبنان أو في إطار اللجنة الخماسية، نحرص على تسهيل الأمور والبحث عن حلول يرضى بها القادة والساسة في لبنان، ونحن نؤكد في كل مناسبة أن القرار في النهاية لبناني، وبالتالي دور مصر واللجنة الخماسية هو فقط المساعدة والرعاية وتسهيل الأمور، إنما القرار يأتي من داخل لبنان وليس من خارجه".
استهداف للجيش: ميدانيا، استهدف الجيش الاسرائيلي مركزا للجيش في تلة العويضة، بعد الظهر، ما ادى الى استشهاد عسكري وجرح 3 اخرين.كما استهدف بالقذائف المنطقة ما بين هورة وديرميماس - منطقة الخرايب. الى ذلك، اعلن حزب الله إستهدافه "تجمعاً لجنود الإحتلال الاسرائيلي في موقع رويسة العاصي و مثلث الطيحات وموقع زبدين في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة وموقع بياض بليدا، بالأسلحة المناسبة وتمت إصابة الاهداف إصابات مباشرة. في المقابل، شنت مسيرة اسرائيلية غارة على بلدة عيتا الشعب. كما تعرضت اطراف بلدة طيرحرفا والجوار لقصف مدفعي. وتعرضت الاطراف الغربية لبلدة ميس الجبل لقصف مدفعي.
استباحة حماس: وفي المواقف الرافضة لتأسيس "طلائع طوفان الاقصى"، كتب عضو تكتل الجمهورية القوية النائب غياث يزبك على حسابه عبر منصة "إكس": نحذّر من وصول "طلائع طوفان الاقصى" الى الجنوب وننبّه من مغبة اطلاق يد حماس عبر الحدود. لبنان الذي لا يتحمل تجاوزات حزب الله وما عادت به علينا من ويلات، لن يتحمل استباحة حماس سيادتَه وما ستجلبه علينا من دمار شامل. الجيش وحده في الجنوب.
الخسارة كبيرة: وإعتبر اللواء أشرف ريفي أن "إنشاء "طلائع طوفان الأقصى" في لبنان الذي أعلنت عنه حركة "حماس" خطأ جسيم" مطالبا بـ"العودة عنه، لأنه يعيد ذاكرة لا يجب أن تُستعاد، وهو يضر بالقضية الفلسطينية لمصلحة محور الممانعة الذي يتاجر بها". وقال "النضال مكانه الأرض المحتلة وانتفاضة الحجارة خير شاهد، والهدف الذي يدعمه اللبنانيون جميعاً هو دعم الشعب الفلسطيني في كفاحه لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. لبنان ليس ساحةً للممانعة أو للمنخدعين بها، ونرفض هذه المغامرات الهادفة لزجّ المخيمات وأهلنا فلسطينيي لبنان في تجارة الممانعة. سلاح الجيش اللبناني هو السلاح الشرعي والوحيد. نصيحتي لكم: لا تغرقوا في الرمال اللبنانية المتحركة وإلا تكون الخسارة كبيرة جداً".
بوحبيب: الى ذلك، اكد وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب بعد لقائه ممثلي دول سويسرا والدنمارك والقائم بالأعمال النروجي أن "لبنان ملتزم بالقرار ١٧٠١ وعلى اسرائيل وقف خروقاتها الجوية والبرية والبحرية لسيادة لبنان"، مشددا "على ضرورة وقف اطلاق النار في غزة".