Nov 19, 2023 5:35 PM
اقليميات

الحرب على غزة: 3 مسارات متضاربة.. وأيام فاصلة؟

وسّعت القوات الإسرائيلية في اليومين الأخيرين، هجومها البري في بلدة جباليا ومخيمها والأحياء الشرقية لمدينة غزة، وهي أحياء ذات كثافة سكانية عالية.

وتحاول القوات الإسرائيلية الإقتراب أكثر من وسط مدينة غزة، في حين أكدت مصادر "المدن" في شمال غزة أن الاحتلال صعّد وتيرة القصف والتقدم البري، محاولاً الوصول إلى المستشفى الإندونيسي، ومستشفى كمال عدوان.

وقدرت المصادر أن الاحتلال سيطر حتى اللحظة على نحو نصف الجزء الشمالي من القطاع.

وبينما تسود الضبابية بخصوص الحرب وساعة نهايتها، قال جيش الاحتلال إن هجومه البري يسعى إلى أربعة أهداف؛ أولاً الحصول على معلومات عن الأسرى الإسرائيليين، وثانياً ضبط وسائل قتالية وغرف قيادة وسيطرة لكتائب "القسام"، وثالثاً البحث عن مقاتليها وقادتها، وأيضاً كشف أنفاق "تحت المستشفيات ومناطق أخرى شمالي القطاع".

3 مسارات متضاربة
من جانبه، اعتبر مصدر من حركة "حماس" مقيم في غزة أن التطورات الميدانية الأخيرة وتصعيد إسرائيل مجازرها بمثابة تعبير عن إشكالية تواجهها في الوصول للحظة "الحسم" التي تنشدها، بموازاة خلافات داخلية في الكابينيت الإسرائيلي، وضغوطات دولية تلقي بظلالها أكثر على الحرب.

وقال المصدر ل"المدن" إن مآلات المعركة تبدو فيها درجة عالية من الضبابية بسبب تعقيداتها، خاصة أن حسابات المشهد ومساراته تتعدد بين مسار الميدان والمعارك الجارية، والمسار السياسي المتعلق بدور أميركا والوساطات الجارية إقليمياً ودولياً على أكثر من صعيد، إضافة إلى المسار الداخلي الإسرائيلي المرتبط بوجهات النظر المتباينة داخل الكابينت وضغط الشارع.

ورأى المصدر الحمساوي بأن الإشكالية تكمن في تعارض المسارات الثلاثة وعدم سيرها في اتجاه واحد، الأمر الذي يجعل المشهد ضبابياً، ويجعل القراءة آنية للحرب الدائرة وتطوراتها، ومرحلة ما بعدها.

ونوه المصدر بأن حسابات المسار السياسي تبدو في حالة انغلاق وضغط وغضب مع تعريض مصالح الإقليم كله للخطر.

ماذا يفكر الاحتلال؟
وأشار المصدر إلى أن الاحتلال بدأ بالوصول إلى المناطق الشرقية لمدينة غزة، من دون استعجاله العملية برية في جنوب القطاع؛ وإلا فإنه سيكون كأنه قد بدأ عملية برية من جديد من حيث الجهد والوقت الذي سيحتاجه. وعندها سيبرز سؤال حول نافذة الوقت المتاحة للحرب الإسرائيلية، مع الأخذ بالاعتبار أن اجتياح جنوبي القطاع يعني مجازر أشد وخسائر فادحة، وسيفتح باباً كبيراً حيال الخيارات والتداعيات.

ووفق تقديرات "حماس"، كما رصدتها "المدن"، يركز الاحتلال الآن على استكمال محوري مدينة غزة وشمالها، باعتبارهما مساحة تمكنه من تقديم شيء للجمهور الإسرائيلي من ناحية عملياته على الأرض، وأنه بذلك سيكون "واقعياً أكثر" في تحقيق مستوى معين من الأهداف.

وبينما تتواجد قوات الاحتلال في محور بيت حانون وبيت لاهيا شمالي القطاع، تواجه فيه عراقيل كبيرة في تحقيق "كامل الإنجازات"، لكنها تشعر أن بإمكانها أن تقطع مسافات في محور مدينة غزة بالتزامن مع حصار المستشفيات واحتلالها، لتسويق الأمر ك"إنجاز".

هذه الأسباب دفعت الاحتلال إلى تفضيل الانتقال إلى جولة جديدة في شرقي مدينة غزة ومناطق اخرى، وتأجيله جنوب القطاع بالنسبة للعملية البرية، مع إبقائه سيناريو قائماً إذا حصل تحول كبير في المشهد وأراد الاحتلال الضغط أكثر على "حماس".

ملف الأسرى.. أمام مماطلة طويلة؟
وقال المصدر من حماس إن نافذة المماطلة بموضوع صفقة التبادل ستكون طويلة، وأن الاحتلال ربما يحاول الذهاب لعملية "تحرير أسراه"، لكنها ستشكل ضرراً عليهم.

ونفى المصدر ل"المدن" إغلاق قائد "حماس" في غزة يحيى السنوار الباب أمام مفاوضات الأسرى رداً على اقتحام "الشفاء"، وقال إن الأمور فوق الطاولة بخصوص شروط "حماس" والإجراءات المطلوبة، لكنه نوه لصعوبة التواصل مع القيادة العسكرية في غزة بسبب الحرب. وأشار إلى أن القيادي في الحركة غازي حمد الموجود في بيروت هو حلقة الوصل بين قيادة "حماس" العسكرية وقيادتها السياسية في الخارج بخصوص مفاوضات الأسرى.

وقدرت إفادات فصائلية في غزة ل"المدن" أن الأيام القليلة القادمة ستكون حاسمة من ناحية تقديم إجابة بشأن إمكانية تمرير صفقة "جزئية" للأسرى بالصيغة المطروحة من "حماس" أو الوسطاء. وتوقعت أنه في حال لم يحدث اختراق بها، فإن الاحتلال سيذهب إلى مرحلة عسكرية جديدة لها تبعاتها على صعيد المجازر.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o