Nov 08, 2023 4:49 PM
تحليل سياسي

حرب غزة في شهرها الثاني...بحث في مرحلة ما بعدها وطريق الحل
وساطة قطرية لاطلاق رهائن مقابل وقف النار ليوم او اثنين
جبهة لبنان الجنوبية تشتعل...الحزب يرد على استهداف سيارة الاسعاف

المركزية- اليوم، دخلت حرب غزة شهرها الثاني. حرب حصدت الآف الارواح، لم توفر طفلا ولا عجوزا، لا مشفى ولا دار عبادة، حرب كشفت اوجها جديدة من وحشية اسرائيل واجرامها اللامتناهي في غزة الجريحة كما في لبنان.

وفي الشهر الثاني، ولئن لم يتوقف العدوان ميدانيا الا ان ما يدور في كواليس المفاوضات الاقليمية والدولية يشي بأن نهاية الحرب باتت قاب قوسين والهدنة الانسانية التي تضغط واشنطن في اتجاهها  ستشكل المعبر الالزامي لوقف اطلاق النار، والبحث بدأ في مرحلة ما بعد. من يضع اطار السلام، من يدير القطاع، وكيف يُطبق حل الدولتين؟ حرب سيخرج منها الجميع منهكاً. غزة مدمرة لن يسعفها انجاز "طوفان الاقصى" التاريخي سوى معنويا، واسرائيل في عجز سياسي ومالي واقتصادي، حكومتها مأزومة، رئيسها محاصر بالاتهامات من الداخل والخارج. اما العرب، فعليهم اتخاذ القرار لوضع اطار السلام وانجاز التسوية السياسية لغزة ، وقد رفضت واشنطن الخطة الاسرائيلية للسيطرة عليها، فإن لم تنفجر خلافاتهم في قمة الرياض السبت لا بدّ من ان يتوحدوا حول موقف وقرار ويشكلوا لجنة متابعة تتولى التفاوض حول فرض حل الدولتين.

يوم متوتر: غداة الجولة التي قام بها الموفد الاميركي اموس هوكشتاين الى بيروت داعيا الى تطبيق القرار 1701، وقبيل كلمة مرتقبة للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله السبت المقبل، وزيارة للرئيس الايراني ابراهيم رئيسي الى الرياض الاحد، هي الاولى له، عاشت الجبهة الجنوبية يوما متوترا.

قصف اسرائيلي: في السياق، اطلقت مدفعية الجيش الاسرائيلي صباحا ثلاث قذائف على أحراج السنديان في المنطقة الواقعة بين بليدة ومزرعة حلتا والسلامية في قضاء حاصبيا .كما تعرضت اطراف الناقورة ومنطقة اللبونة لقصف مدفعي اسرائيلي. الى ذلك، سقطت ٣ صواريخ في زرعيت وشتولا وسجل قصف مدفعي إسرائيلي طال خراج بلدة رميش. وافيد عن إستهداف منزل وسط بلدة حولا بقذيفتين في وقت سقطت قذيفة في وسط البلدة من دون ان تنفجر كما سقطت قذائف بجانب الملعب لكن لم يسجل وقوع إصابات بل اندلاع حرائق. وسقطت قذائف مدفعيّة وقنابل مضيئة على أطراف بلدة راشيا الفخار- العرقوب وعلى أحراج بلدة حلتا وخراج بلدة كفرشوبا وسط تحليق لطيران الإستطلاع الإسرائيلي.  وتعرضت بلدتا ميس الجبل و بليدا لقصف معاد عنيف. كما قصفت إسرائيل بالقذائف الفوسفورية أطراف بلدة عيتا الشعب. واطلقت قنابل مضيئة فوق كفرشوبا بغية حرق الاراضي الزراعية، وقصفت حلتا وبسطرة.

ردا على العدوان: من جهته، استهدف حزب الله "بالأسلحة المناسبة قوة مشاة صهيونية في محيط قاعدة شوميرا ‏وأوقع فيها إصابات مؤكدة". وقالت المقاومة الاسلامية في بيان: ردًا على العدوان الصهيوني الآثم الذي استهدف سيارة إسعاف تابعة لكشافة الرسالة ‏الإسلامية هاجم مجاهدو المقاومة الإسلامية عند الساعة 02:00 من بعد ظهر يوم ‏الأربعاء 08-11-2023 بالأسلحة المباشرة قوة مشاة إسرائيلية قرب ثكنة دوفيف ‏وأوقعوا فيها إصابات مؤكدة بين قتيل وجريح. ‏واعلن  الناطق العسكري الإسرائيلي عن إصابة جنديين في إطلاق صاروخ مضاد للدروع على منطقة دوفيف قرب الحدود مع لبنان.

ابراهيم : في الغضون، وبينما يحكى عن دور له في ملف الرهائن الموجودين لدى حماس، استقبل اللواء عباس إبراهيم في مكتبه في بيروت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان joanna wronecka حيث تم عرض للمستجدات على الساحة الإقليمية والتطورات الميدانية وسط الصراع الدائر في غزة.  كما عرض للاعتداءات الاسرائيلية في جنوب لبنان وخطورة تدهور الأوضاع جراء هذه الاعتداءات واخرها ادى الى استشهاد الفتيات الثلاثة وجدتهن وما سبق ذلك لناحية التعرض لفرقة من اسعاف كشافة الرسالة الاسلامية اثناء قيامها بعملها الانساني بإسعاف مصابين وجرحى. كما استقبل إبراهيم سفير فرنسا في لبنان هيرفي ماغرو حيث تم استعراض للواقع الإقليمي والدولي. وجرى بحث في التطورات العسكرية والأوضاع الانسانية جراء العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، وآخر التطورات على الحدود الجنوبية مع فلسطين. 

للـ1701: فرونتسكا زارت ايضا رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل وجرى بحث التطورات في ظل الحرب الدائرة في غزة والتصعيد المتمادي في الجنوب اللبناني. وكان توافق من الطرفين على ضرورة تطبيق القرار الأممي1701 بالتعاون مع القوات الدولية، كما أكد رئيس الكتائب على ضرورة حماية لبنان بنشر الجيش على كامل الحدود منعاً لأي توريط للبنان في الحرب الدائرة.

التخوين: ليس بعيدا، قال جهاز الاعلام في حزب "الكتائب" في بيان: "لا تتوقف الحملات التي يشنها "حزب الله" بأدواته الإلكترونية على كل لبناني حرّ تُحتم عليه مسؤوليته الوطنية المجاهرة بحقيقة أنّ في لبنان مَن يرفض الاستيلاء على قراره ومصيره. الحملات لم توفر الصحافيين ولا أصحاب الرأي والصوت الحرّ، ولم يتوانَ أصحابها عن كيل اتهاماتهم المعتادة والممجوجة بالعمالة والتخوين، في تصرّف لا ينم سوى عن ضيق صدر وحقد دفين والقصد من هذه الهجمات المبرمجة إهدار دماء مَن يخالفهم الرأي ويقف بوجههم ويرفض إطباق سيطرتهم على البلد. قتل الأبرياء مدان بكل المعايير والمعاجم، والتعاطف مع أطفال غزة يُجمع عليه كل اللبنانيين، فالحق يعلو لا يعلى عليه، أما هدر الدم ممَن سمتهم القتل والعنف والتحريض، فلم يُسكت يوماً اللبنانيين الأحرار ولن يسكتهم اليوم ولا غداً".

ميقاتي – اماني: في الغضون، إجتمع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مع سفير ايران لدى لبنان مجتبى أماني وعرض معه التطورات الراهنة والعلاقات الثنائية بين البلدين.

تشويه الموقف: على صعيد آخر، لا يزال ملف قيادة الجيش في الواجهة. في هذا الاطار، اشارت نائب رئيس التيار الوطني الحر للشؤون السياسية، مارتين نجم كتيلي، في تغريدة عبر "x" الى ان "إصرار البعض المعروف على تشويه موقف التيار من قيادة الجيش يستوجب وضع الأمور في نصابها". واوضحت ان "رئيس التيار النائب جبران باسيل لم يفاتح احداً ممن التقاهم بالموضوع. وعندما سُئل كانت اجابته واضحة وصريحة وهي ان موقف التيار مبدئي ضد التمديد". واضافت "رفضنا سابقاً التمديد لنوابنا ولرؤساء أجهزة أمنية أخرى، كما ان الحل الأفضل يكمن بانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة تتولى التعيينات، بالاضافة الى ان الحلول الإدارية والقانونية متوفّرة وفق الأصول ويمكن اللجوء اليها"، وختمت قائلة: "قطعاً لم يتم التداول بأي اسم، لا من متاجرة ولا مناورة".

تسلل: على خط امني اخر، اعلنت قيادة الجيش - مديرية التوجيه في بيان ان وحدات من الجيش تابعت مهماتها الهادفة إلى مكافحة تهريب الأشخاص والتسلل غير الشرعي. وفي هذا الإطار، أحبطت خلال الأسبوع المنصرم محاولة تسلل نحو 600 سوري عبر الحدود اللبنانية – السورية".

وساطة قطر: اقليميا، تقود قطر جهود وساطة لإطلاق 10 إلى 15 رهينة تحتجزهم حركة حماس منذ هجومها على إسرائيل قبل شهر، مقابل وقف إطلاق نار ليوم أو يومين في قطاع غزة، وفق ما أفاد مصدر مطلع على المحادثات اليوم.  وقال المصدر لوكالة فرانس برس شرط عدم كشف اسمه لحساسية المحادثات: "تجري مفاوضات بوساطة قطرية بالتنسيق مع الولايات المتحدة، لتأمين إطلاق 10 إلى 15 رهينة مقابل وقف إطلاق نار لمدة يوم أو يومين" في غزة.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o