Nov 04, 2023 6:33 AM
صحف

تهديدات متواصلة للبنان من أجل عدم فتح جبهة ثانية ضد إسرائيل

فاجأ الأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله الداخل والخارج، فلم يعلن صراحة فتح جبهة حرب ثانية وواسعة ضدّ إسرائيل على ما توقّع كثيرون، فالحزب في قلب الحرب ودخلها فعلاً في اليوم التالي لعملية «طوفان الأقصى»، اي اعتباراً من يوم الأحد في الثامن من تشرين الاول الماضي.

ما من شك أنّ خطاب السيد نصرالله في احتفال تأبين «الشهداء على طريق القدس» الذي اقامه «حزب الله» امس، حظي بمتابعة غير مسبوقة في الداخل والخارج، وما قاله فيه حرّك منصّات وحلقات التحليل والتقييم والتقدير والتنجيم، لقراءة مضمون الخطاب وسبر أغواره، وبالتأكيد ستنضح المخيلات بتحليلات واقعية وغير واقعية. لكن بمعزل عن كل ذلك، فإنّ الجوهر الأساس لخطاب نصرالله، هو أنّه اكّد من جهة الواجب بنصرة غزة والمقاومة الفلسطينية في وجه حرب الإبادة الجماعية التي تشنّها اسرائيل على القطاع، ولكنه من جهة ثانية رسّم حدود انخراطه في هذه الحرب حصراً بالجبهة الجنوبية، عبر عمليات عسكرية ستتواصل ضدّ المواقع العسكرية الإسرائيلية، وذلك وفق معادلة مفادها انّ يد «حزب الله» على الزناد ضمن قواعد الاشتباك المعمول بها مع العدو، وأما تدحرج الامور الى حرب اكبر وأوسع فهو مسار وتطور الأحداث في غزة، وسلوك العدو تجاه لبنان. ومن هنا جاء تحذيره للعدو من أنّ تجاوز هذه القواعد والتمادي الذي طال المدنيين في لبنان كما فعل العدو بالأمس باستهداف بعض القرى الجنوبية، سيعيدنا الى معادلة المدني مقابل المدني».

الغرب خائف على إسرائيل
الى ذلك، قال مصدر سياسي عامل على خط الاتصالات والمساعي الخارجية لـ«الجمهورية»: «انّ التهديدات الخارجية متواصلة بشكل شبه يومي عبر القنوات الديبلوماسية، وكذلك عبر الموفدين الغربيين الى لبنان الذين يزوروننا محاولين إيهامنا بحرص ظاهري على لبنان، وخوف من نتائج مدمّرة ومخيفة للبنان في حال انخرط في الحرب،. فيما الحقيقة انّه حرص وهمي، مبطّن بترهيب بعدم الزجّ بلبنان في هذه الحرب، ومنع «حزب الله» من جرّه اليها».
ولفت المصدر عينه الى «انّ هذه الاندفاعة الغربية في اتجاهنا، ليست من باب الحرص والقلق على لبنان، بل هي من باب الشراكة الكاملة مع اسرائيل في حربها، والحرص عليها وعلى عدم إشغال جيشها وإرباك تركيزه على غزة بإشعال جبهة حرب ثانية ضدّ اسرائيل انطلاقاً من جنوب لبنان».

«يرديوننا أن نعين القاتل»
بدوره اكّد مسؤول كبير لـ«الجمهورية»: «الاميركيون والفرنسيون والبريطانيون والالمان وكل السفراء من دون استثناء، يطلبون منا ان نثني «حزب الله» عن القيام بتوسيع رقعة الحرب، يريدوننا بذلك ان نعين القاتل على الضحية، بحيث تُترك اسرائيل حرّة ومرتاحة في حربها الانتقامية التي تشنّها على قطاع غزة. الاسرائيليون انفسهم قالوا اليوم غزة، وبعد غزة سيأتي دور «حزب الله»، ففي هذه الحالة ماذا تنتظرون من الحزب؟».
ورداً على سؤال قال: «قادة العدو أفصحوا عن الهدف الأساسي لهذه الحرب وهو تغيير وجه الشرق الاوسط، الذي تتبدّى مرحلته الاولى بإفراغ غزة ودفع اهلها في اتجاه سيناء، والمرحلة الثانية الضفة الغربية وتفريغها وتهجير اهلها في اتجاه الاردن. الّا انّ هذا الهدف مستحيل التحقيق، كان يمكن ان يكون سهلاً لو انّ اسرائيل تمكنت من توجيه ضربة قاضية لحركة «حماس»، وفقاً للهدف الذي حدّده قادة العدو بسحقها، الاّ انّهم اصطدموا ببأس «حماس» واستحالة تحقيق هذا الهدف، فتدرجوا به الى «إضعاف قدراتها»، وهو امر لا يقلّ استحالة عن الهدف الاول، والشواهد كثيرة في العملية البرية التي اعترف العدو بدفعه ثمناً باهظاً جداً من القتلى في صفوف جنوده. وهذا لا نقوله وحدنا بل الاميركيون الذين يغطّون حرب اسرائيل على غزة بالكامل، الّا انّ موقفهم بدأ يتدرّج نزولًا عمّا كان عليه بعد عملية حركة «حماس» في 7 تشرين الاول الماضي. وخصوصاً انّهم لا يستطيعون ان يكابروا طويلًا ويتغاضوا عن حجم الإجرام الذي تمارسه اسرائيل في غزة، وكذلك عن حجم الاحتجاجات التي تحصل. 

المصدر: الجمهورية

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o