Oct 19, 2023 6:20 AM
صحف

"الجبهة الثانية" تسابق دعوات السفارات إلى الترحيل

ازدادت لوحة الغموض التي تغلف الوضع اللبناني برمته في ظل الاخطار المتصاعدة من حرب غزة والتي ادت منذ يومين الى وقوع المذبحة المدنية الافظع في تاريخ المجازر الحربية الإسرائيلية أي مجزرة المستشفى الأهلي – المعمداني سابقا، من جهة، ومضي الوضع الميداني على الحدود الجنوبية اللبنانية مع إسرائيل في وتيرة تصعيد متدرجة من جهة أخرى. واحتدمت بعد ظهر امس ومساء المواجهات بين “حزب الله” والقوات الإسرائيلية على نحو واسع فيما كان لبنان بالكثير من مناطقه شهد وقفات احتجاجية وتظاهرات تنديدا بمجزرة المستشفى الأهلي في غزة، في حين برز مؤشر مثير لمزيد من المخاوف حيال الوضع في لبنان تمثل في انضمام سفارات دول كبرى كالسفارات الأميركية والفرنسية والسعودية الى توجيه دعوات عاجلة الى رعايا هذه الدول الى مغادرة لبنان وعدم التوجه اليه في المرحلة الراهنة.

ولعل هذا المؤشر اظهر ان التوقعات المتصلة بلبنان لا تزال تميل نحو التخوف من اتساع الحرب خصوصا ان عاصفة الغضب التي عمت معظم العواصم العربية حيال المجزرة لم تبق أي مجال لتوقعات متفائلة بوقف الحرب الإسرائيلية على غزة بعدما تنصلت تل ابيب من المجزرة واتهمت بها حركة “الجهاد الإسلامي” وجاراها في ذلك الرئيس الأميركي جو بايدن . ذلك ان التصعيد الذي حصل امس على جبهة الجنوب بدا بمثابة مواكبة ميدانية للاحتقانات الكبيرة التي عمت المنطقة ولم يكن ادل على مستوى التصعيد الميداني من اعتراف الجيش الإسرائيلي مساء بان تسعة صواريخ مضادة للدروع وقذائف اطلقت من لبنان واعترض أربعة منها خلال ساعات .

وبازاء هذا الواقع القاتم لم تسقط الرهانات على تحرك دولي يلجم اتساع الحرب واتساعها. وفي السياق ابلغ مصدر ديبلوماسي اوروبي مراسلة “النهار” في باريس رندة تقي الدين ان فرنسا ايدت مشروع القرار الذي قدمته البرازيل في مجلس الامن بالنسبة الىً الصراع الحالي بين اسرائيل والفلسطينيين لانه يجمع تأييد 9 اصوات على الأقل في مجلس الامن وتضمن في مقدمته تأييد جهود الاسرة الدولية من اجل وقف القتال و حماية المدنيين. كما ادان حماس وهذا مهم لفرنسا. وطالب المشروع بتحرير جميع الرهائن دون شروط فورا وضرورة معاملتهم بشكل انساني. وذكر بحل الدولتين الاسرائيلية والفلسطينيةً وتأييد الجهود لايقاف التصعيد في كل المنطقة .

الى ذلك، أشارت مصادر مراقبة عبر جريدة "الأنباء" الالكترونية، إلى أن الأمور في جنوب لبنان قد تتجه خارج إطار قواعد الاشتباك مع إمكان توسيع المعارك وفق أطر محدودة، مستبعدةً في الوقت الحالي خيار الحرب الواسعة، بانتظار تطورات الوضع الميداني في غزة.

وقالت المصادر إنه "من الواضح أن اسرائيل لا تستطيع الدخول الى غزة، لذلك بدأت تستفز الشمال، وهي تعمد إلى ارتكاب مجازر كتلك التي حصلت على المستشفى المعمداني في غزة، لمحاولة الترهيب من جهة، وخلق جو عالمي يدفع نحو مزيد من الدعم لها وبالتالي تأمين وقف لإطلاق النار وفق شروطها".

وتوقفت المصادر عند "طلب حكومة العدو من سكان المستعمرات الشمالية إخلاءها والتراجع الى مسافة خمس كيلومترات"، فأشارت إلى أن "إسرائيل غير قادرة على فتح معركة مع حزب الله، لكنها تخشى أن يشن "الحزب" حرباً استباقية ضدها".

وعليه، فإن الوضع الميداني في الجنوب مفتوح على كافة الاحتمالات، والخروج عن قواعد الاشتباك قد لا يكون مستبعداً، لكن كل ذلك يستدعي يستدعي جهوزية على الجبهة الداخلية لمواجهة أي عداون.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o