Oct 14, 2023 3:58 PM
تحليل سياسي

أمن الجنوب يترنح.. لكن حزب الله لن يبادر الى الحرب؟
عبداللهيان: اذا لم يتوقف العدوان سيكون للمقاومة رد يغير الخريطة
الخيام تشيّع الشهيد عبدالله.. والخارجية تشكو اسرائيل لمجلس الامن


المركزية- أسبوع مر على انطلاق عملية طوفان الاقصى. 8 أيام ولم تخرج اسرائيل بعد من الصفعة التي وجّهتها اليها حركة حماس. فردّت عليها ولا تزال، بالسيوف الحديدية، التي تبطش بالبشر والحجر في غزة، فارضة على الاطفال والنساء والمدنيين ككل، حصارا خانقا، متوعّدة بالمزيد وبمحو "الحركة" واجتثاثها، في محاولة لاستعادة ماء وجهها. الحرب هذه فرضت ايضا ايقاعها على العالم وشعَر لبنان بقوة بمفاعيلها، فتوتّرت حدوده الجنوبية وقُتل صحافيوه، في وقت تترقب الاوساط الشعبية وحتى الرسمية، مسارَ الامور وما اذا كانت ايران ستقرر الطلب من حزب الله الدخول مباشرة في الحرب بما يعنيه قرارٌ كهذا في بلد منهار على الصعد كافة، لا رئيس جمهورية فيه، وقد حذر الجيش الاسرائيلي اليوم من ان لبنان كلّه سيتحمّل تكاليف "اي اعتداء على اسرائيل"، وقال المتحدث باسمه: كل اعتداء ينطلق من لبنان نحو سيادتنا تتحمل مسؤليته الحكومة اللبنانية.
تريث ايراني؟ حتى الساعة، بحسب ما تقول مصادر مراقبة لـ"المركزية"، ما يُمكن استنتاجه اثر جولة وزير الخارجية الايرانية حسين امير عبداللهيان على القيادات المحلية امس، ومِن خلال المواقف التي اطلقها اليوم في مؤتمر صحافي مطول عقده في السفارة الايرانية، هو ان طهران متريّثة، وترصد مجرى الحرب على غزة. ففي حال شعرت ان الامور باتت تتهدد فعليا "حماس"، ستطلب من الضاحية، تحريكَ ترسانتها. اما اذا لم تر ان المعركة تتطلب ذلك، فإن الحزب لن يُبادر الى فتح الجبهة.
زلزال كبير: فقد اشار الدبلوماسي الايراني إلى أنّه "في حال تلكؤ المجتمع الدولي والأمم المتحدة والفاعلين في العالم والمنطقة والذين يدعمون إثارة الحروب الإسرائيلية، فسيلقون الردّ الذي تريده المقاومة في المكان المناسب وهذا الردّ سيغيّر خارطة الأراضي المحتلة". وكشف أنّه اطّلع من أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله على "التطورات الميدانية للمقاومة في فلسطين ولبنان"، مضيفاً "إنّه رجل براغماتيّ ولطالما كان له الدور الأبرز في تحقيق أمن لبنان والمنطقة"، لافتاً إلى أنّ "أي خطوة سيقدم عليها "حزب الله" سينتج عنها زلزال كبير ضد الكيان الصهيوني". اضاف "اقترحنا أن يُعقد اجتماع لوزراء خارجية الدول الإسلامية للبحث في الوضع في غزّة وأعلنّا استعداد طهران لاستضافته". واذ اعتبر ان "المقاومة هي التي تحدد شروطها بعد وقف العدوان على غزّة"، لفت إلى أنّ "المقاومة وضعت أمامها السيناريوهات المحتملة عند باقي الجبهات والإعلان عن ساعة الصفر إزاء أي إجراء في حال استمرار الجرائم الإسرائيلية هو في يد المقاومة".
رد قاس: الى ذلك، وفي كلام يدل ايضا على ان الحزب لن يُقدم على الانخراط في الحرب الا اذا دفعته تل ابيب الى ذلك، اكد عضو المجلس المركزي في "حزب الله" الشيخ نبيل قاووق "اننا في حزب الله لسنا من يخشى الأساطيل، ولسنا من يهدد بحاملات الطائرات، وحزب الله سيكون حيث يجب أن يكون، وسيفعل ما يجب أن يفعل وإن حشدوا الأساطيل والمدمرات وحاملات الطائرات، وأي عدوان إسرائيلي على لبنان، سيقابل بالرد القاسي والسريع دون تردد، وهذا ما حصل، وهذا ما سيحصل، ولن نبدّل تبديلا".
كولونا وفيدان: اما بعد زيارة عبداللهيان، فيتوقّع ان يحط في بيروت، في مساع لمنع اي تصعيد على الحدود الجنوبية، كل من وزيرة خارجية فرنسا كاترين كولونا، ووزير خارجية تركيا هاكان فيدان سيزوران لبنان، مطلع الأسبوع المقبل.
فرونتسكا: في المواكبة الدولية للاوضاع المحلية الميدانية ايضا، كتبت المنسقة الخاص للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتيسكا عبر منصة "اكس" "إن مقتل عصام عبدالله، المصور الصحفي في وكالة رويترز، وإصابة صحفيين آخرين أمر حزين للغاية وينبغي أن يمثل تحذيرا صارخا بشأن مخاطر الصراع المسلح، الأمر الذي تسعى وسائل الإعلام لتصويره رغم المخاطر الشخصية الهائلة التي يتعرض لها الاعلاميون." وقالت "يجب أن تتوقف دائرة العنف على طول الخط الأزرق بشكل فوري! ويتعين حماية لبنان من مخاطر الصراع الذي هو بغنى عنه".
الحكومة مسؤولة: وفي وقت كتب المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي عبر اكس "كل اعتداء ينطلق من لبنان نحو سيادتنا تتحمل مسؤليته الحكومة اللبنانية. كل من يحاول خرق الحدود نحو أراضينا سيتم قتله"، خيم اليوم الهدوء الحذر على المناطق الحدودية حتى الساعة الثالثة والنصف. ففي ساعات بعد الظهر، قصف حزب الله 4 مواقع عسكرية إسرائيلية في روسية العلم والسماقة وزبدين والرادار. وعلى الاثر، اطلقت القوات الاسرائيلية  قذائف مدفعية باتجاه المناطق الحدودية.
الجيش على جهوزيته: الى ذلك، اعلنت قيادة الجيش انه و"الحاقًا للبيان الصادر امس المتعلق باستهداف العدو الإسرائيلي برج مراقبة للجيش اللبناني في خراج علما الشعب، أطلق العدو الإسرائيلي بالتاريخ نفسه قذيفة صاروخية أصابت سيارة مدنية تابعة لفريق عمل إعلامي، ما أدّى إلى استشهاد المصور عصام عبد الله وإصابة 5 آخرين. كما استهدف العدو بواسطة صواريخ أطلقتها مروحية، وقذائف مدفعية من بينها قذائف فسفورية ومضيئة، خراج بلدات مروحين وعيتا الشعب وكفرشوبا والعديسة وسهل مرجعيون. يواصل الجيش الحفاظ على الجهوزية واتخاذ التدابير اللازمة في المناطق الحدودية". من جهته، قال ادرعي ان أنّ "قوّات جيش الدّفاع قامت بتصفية خليّة مخرّبين حاولت التّسلّل إلى داخل الأراضي الإسرائيلية من لبنان، حيث رصدت استطلاعات جيش الدّفاع قبل قليل الخليّة، وقامت مسيّرة تابعة للجيش بتصفيتها وعدد من المخرّبين".
مزيد من المآسي: بدورها، نبهت اليونيفيل في بيان من انه "إذا استمر الوضع في التصعيد، فمن المرجح أن نرى المزيد من هذه المآسي. إن أي خسارة في أرواح المدنيين هي مأساة ويجب منعها في جميع الأوقات. ولهذا السبب حثّت "الجميع على وقف إطلاق النار والسماح لنا، كحفظة سلام، بالمساعدة في إيجاد الحلول، فلا أحد يريد أن يرى المزيد من الناس يجرحون أو يقتلون".
تشييع عبدالله: كما لف الحزن لبنان عموما، غداة استهداف القوات الاسرائيلية الصحافيين في الجنوب أثناء قيامهم بواجبهم بتغطية ‏الإعتداءات الإسرائيلية على لبنان، مُتسببة باستشهاد الصحافي المصور في رويترز عصام عبدالله وجرح اخرين.  ووسط حزن واسى وحداد ونثر ارز، شيع المصور الشاب اليوم الى مثواه الاخير في بلدته الخيام.
شكوى لبنانية: واليوم، أوعزت وزارة الخارجية والمغتربين الى بعثة لبنان الدائمة لدى الامم المتحدة في نيويورك، "تقديم شكوى الى مجلس الامن الدولي عن قتل إسرائيل المتعمد للصحافي اللبناني الشهيد عصام عبدالله العامل في وكالة رويترز، وإصابة صحافيين آخرين بجروح من وكالة الصحافة الفرنسية وقناة الجزيرة، مما يشكل إعتداء صارخا وجريمة موصوفة على حرية الرأي والصحافة، وحقوق الانسان، والقانون الدولي الانساني، من خلال استسهال قتل الصحافيين العزل ضحايا رغبتهم بنقل الحقيقة، والدفاع عنها بعدسات كاميراتهم وأقلامهم، ونقلهم لشريط الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة في جنوب لبنان".
توقف التطبيع: في التداعيات الاقليمية والدولية لطوفان الاقصى، قررت المملكة العربية السعودية تعليق محادثات التطبيع مع إسرائيل على خلفية الحرب الدائرة بين الدولة العبرية وحركة حماس في قطاع غزة. وقال المسؤول المطلع على المفاوضات إنّ "المملكة قررت تعليق المحادثات حول التطبيع المحتمل (مع إسرائيل) وأبلغت ذلك للمسؤولين الأميركيين" الذين يقومون برعاية المباحثات. وكان وزير الخارجية السعودية انتوني بلينكن زار الرياض اليوم والتقى نظيره السعودي فيصل بن فرحان وقال: نعمل مع السعودية لضمان حماية المدنيين في غزة. اما بن فرحان فأكد ان يجب وقف إطلاق النار في غزة ومعالجة الأزمة الإنسانية. 
مقتل قائد الهجوم؟: وفي مستجدات الحرب في الاراضي المحتلة، فاشار الجيش الإسرائيلي الى انه قتل قائد "حماس" علي القاضي الذي قاد هجوم يوم 7 تشرين الأوّل. واذ لم تصدر حماس اي تأكيد او نفي، اعلنت كتائب القسام ان "مجاهدينا عبروا السياج الفاصل شرق خانيونس وهاجموا العدو ودمروا 3 آليات عسكرية واشتبكوا مع عناصره".

***
 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o