في اليوم الرابع... غزة تحت وابل الغارات ولبنان يبحث عن حبل نجاة
استنفار سياسي ودبلوماسي واجتماعات مكثفة لمنع الانخراط في الحرب
هدوء حذر على الحدود الجنوبية ومجلس وزراء الخميس
المركزية- فيما عيون العالم شاخصة الى الساحة الفلسطينية في اليوم الرابع على عملية طوفان الاقصى، ترقبا لما سيؤول اليه الوضع الميداني وقد تكثفت الى الحد الاقصى اليوم الغارات الاسرائيلية على غزة، تسمرت عيون اللبنانيين كلهم امام شاشات التلفزة والاخبار الواردة من الحدود الجنوبية وحركة ميدانها، خشية انزلاق البلاد وجرفها مع طوفان الاقصى، بعدما جرفها الى قعر الهاوية اقتصاديا واجتماعيا ومعيشيا اداء المنظومة الحاكمة.
وفي وقت شهدت الحدود هدوءا حذرا، مع ترقب لما اذا كان حزب الله سيرد على مقتل 3 من عناصره امس في استهداف اسرائيلي للجنوب، سجل المشهد السياسي استنفارا على المستويات كافة لا سيما دبلوماسيا وامنيا وتحولت المقار الرسمية الى خلايا نحل تستقبل وتودع السفراء والقادة الامنيين بحثا عما يقي لبنان شر الطوفان.
عدم الانجرار: في السياسة، المواقف الدولية والمحلية الداعية الى ابعاد لبنان عن المواجهة في الاراضي المحتلة تتوالى. اليوم، استقبل وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب سفير بريطانيا هاميش كويل وتم البحث في التطورات الاقليمية في غزة ولبنان، وشدد السفير البريطاني على اهمية عدم إنجرار لبنان الى الصراع وبقائه بعيدا عنه كما تناول البحث عدة مواضيع ثنائية. وعرض بوحبيب مع سفير قطر لدى لبنان ناصر القحطاني الجهود القطرية لمساعدة لبنان وانتخاب رئيس للجمهورية، كذلك تم البحث في الإعتداءات الاسرائيلية على غزة. وبحث بوحبيب مع المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا التطورات في الجنوب اللبناني وغزة. كما اطّلعت فرونتسكا من بوحبيب على نتائج زيارته الاخيرة الى نيويورك.
اجتماعات امنية ودبلوماسية: ليس بعيدا، عقد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي سلسلة اجتماعات امنية في السراي لبحث الوضع الامني في البلاد والتدابير المتخذة. وفي هذا السياق اجتمع مع المدير العام للامن العام بالانابة اللواء الياس البيسري. كما اجتمع مع المدير العام لأمن الدولة اللواء انطوان صليبا. والمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان. كما استقبل رئيس الحكومة سفير مصر ياسر علوي في زيارة وداعية. ثم سفير المانيا كورت جورج شتوكل.. واجتمع الرئيس ميقاتي مع نائب رئيس مجلس الوزراء سعادة الشامي.
للتحلي بالحكمة: الى ذلك، رأى عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب بلال عبدالله أن "توسّع ساحات المواجهة مرتبط بالوضع الداخلي"، معتبرا في حديث اذاعي أن "في تصعيد اسرائيل في الجنوب أمس، محاولة استدراج لتوسيع ساحات الحرب لاستجلاب الدعم الغربي، والأميركي تحديدا". وشدد على "ضرورة تحلي الجميع، وخصوصا "حزب الله"، بالحكمة اللازمة لابقاء لبنان بعيدا من المواجهة المباشرة، وإبقاء الصراع فلسطينيا - اسرائيليا، مشيرا الى "أن لبنان في وضع لا يحسد عليه، ومقومات صمودنا كشعب في ظل الانهيار والتحلل، ليست كبيرة".
تحييد لبنان: بدوره، كتب النائب غسان سكاف في منشور على حسابه عبر منصة "اكس": "إن السلوك الاسرائيلي والتجبر المستمر والمتمادي الذي مارسته إسرائيل وإطاحتها بكل المبادرات والاتفاقات والإمعان في إذلال الفلسطينيين واقتحامات الاقصى، أدت الى إسقاط غصن الزيتون من يد الفلسطينيين ورفع البندقية". وأضاف: "لا حل دائماً سوى بالاعتراف بحقوق الفلسطينيين وإنهاء الاحتلال". وختم: "إن تحييد لبنان أصبح اليوم أولوية ليتفرغ الى دعم القضية إنسانياً ودبلوماسياً وإلا سينتقل بلد الارز من الانهيار إلى الاهتراء وخطر الزوال بفعل نزوح خارجي الى الداخل ونزوح داخلي الى الخارج".
في عين التينة: وسط هذه الاجواء، عرض رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، تطورات الاوضاع والمستجدات الامنية والسياسية خلال لقائه رئيس الحكومة الذي غادر من دون الادلاء بتصريح . وبعد الظهر استقبل الرئيس بري السفيرة الاميركية في لبنان دوروثي شيا حيث جرى بحث للاوضاع والمستجدات في لبنان والمنطقة وغادرت شيا من دون الادلاء بتصريح.
دوريات واستنفار: ميدانيا، سيّرت قوات "اليونيفيل" والجيش اللبناني دوريات مُشتركة على طول الخط الأزرق جنوب لبنان. وسجل استنفار لدى القوات الاسرائيلية على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة، وسط هدوء حذر في المنطقة. وكان الجيش الإسرائيلي اعلن عن الاشتباه بحدث أمني في الجولان وعند القاطع الشرقي لجنوب لبنان وأصدر أوامر للسكان بدخول الملاجئ. كما أعلن الجانب الاسرائيلي عن الاشتباه أيضاً في عملية تسلل في منطقة مزارع شبعا على الحدود اللبنانية – الاسرائيلية، قبل ان يتبين ان هذه المعطيات مزيفة.
مجلس وزراء: في ظل هذه المناخات، يعقد مجلس الوزراء، بهيئة تصريف الأعمال، جلسة في الرابعة من بعد ظهر الخميس 12 الجاري في السراي الكبير، لعرض المستجدات الراهنة في ظلّ تطوّر الأوضاع على الصُعد كافةً، إضافةً إلى عرض التقرير الدوري حـــول تنفيذ مندرجات قرار مجلس الوزراء رقم 1 تاريخ 11/09/2023 المتعلّق بموضوع النزوح السوري، بحسب بيان صادر عن الامين العام لمجلس الوزراء. أضاف البيان"إن رئيس مجلس الوزراء، وعملاً بواجباته الدستورية، وشعوراً منه بالمسؤولية الوطنية، يوجّه هذه الدعوة ويضعها بتصرف جميع السّادة الوزراء للمشاركة في الجلسة المُقرّرة تلبيةً لنداء الواجب الوطني وهم الحريصون عليه، لاسيّما في ظل الظروف الدقيقة التي تمرّ بها البلاد".