Oct 10, 2023 9:03 AM
دوليات

45 مليار دولار لدعم الشيكل.. وبورصة تل أبيب تهبط 7.5%

يعتزم البنك المركزي في إسرائيل بيع العملات الأجنبية لأول مرة في تاريخه، وتوفير السيولة الدولارية للبنوك المحلية، كجزء من برنامج غير مسبوق لدعم الأسواق عقب اندلاع الاشتباكات المفاجئة بين تل أبيب وفلسطين. قد تتحرك الأسهم ذات العلاقة بإسرائيل، خاصة تلك المرتبطة بالعقاقير الطبية، والرقائق الإلكترونية، وخدمات البرمجيات، والألماس. وارتفعت أسعار النفط بعد أن هدد هجوم حركة «حماس» المباغت على إسرائيل في مطلع الأسبوع بزعزعة استقرار الشرق الأوسط، ما أضاف مخاطر جيوسياسية جديدة.

دعم الشيكل

وفقاً لبيان أمس الاثنين سيبيع البنك المركزي الإسرائيلي ما يصل إلى 30 مليار دولار، ويوفر ما يصل إلى 15 مليار دولار أخرى من خلال أدوات المبادلة. وأضاف أن المركزي سيتدخل في السوق خلال الفترة المقبلة من أجل تخفيف التقلبات في سعر صرف الشيكل، وتوفير السيولة اللازمة.

انخفضت العملة الإسرائيلية بنحو 2% قبل ساعات التداول الرسمية قبل أن تعوّض خسائرها. وجرى تداولها بانخفاض يناهز 0.6% عند 3.8686 مقابل الدولار الأميركي الواحد في تمام الساعة 8:43 صباحاً بالتوقيت المحلي هناك.

يعدّ هذا هو التدخّل الأول من قبل البنك المركزي منذ حوالي عامين، والمرة الأولى على الإطلاق التي يبيع فيها بنك إسرائيل المركزي دولاراً أميركياً من احتياطياته. ويأتي قرار دعم الشيكل عقب الهجوم الأكثر حدّة على إسرائيل منذ عقود، حيث قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن الحرب مع مقاتلي «حماس» في قطاع غزة ستكون طويلة و»صعبة».

في ما مضى كان صنّاع السياسات النقدية يعترضون على التدخّل لدعم الشيكل، حتى في ظلّ مخاوف المستثمرين من جهود الحكومة المثيرة للجدل لإضعاف السلطة القضائية، والتي أثّرت بالسلب على العملة لعدة أشهر. ويعدّ الشيكل أحد أكبر الخاسرين هذا العام بين سلّة مكوّنة من 31 عملة رئيسية تتبعها «بلومبرغ».

إنخفاض البورصة

ومع تسجيل مؤشر بورصة تل أبيب الرئيسي خسائر بنحو 7.5% غداة الهجوم الذي شنّته فصائل فلسطينية على إسرائيل السبت؛ قال محمد زيدان، المحلّل المالي لدى «الشرق» إن التصعيد العسكري الأخير قد ينعكس سلباً على أداء الاقتصاد الإسرائيلي ككلّ، كما في كل جولة تصعيد.

أشار زيدان إلى جولات التصعيد العسكري التي غالباً ما يكون لها تأثير مؤقت على أداء البورصة الإسرائيلية، نظراً لاعتماد أكبر قطاعين في السوق وهما البنوك وتكنولوجيا المعلومات، في إيراداتهما على الأسواق الخارجية، وليس على السوق المحلية.

وأشار إلى أن البنك المركزي الإسرائيلي قد يُضطرّ إلى العودة إلى رفع أسعار الفائدة في حال عودة معدّل التضخّم إلى الارتفاع بعد هذه الأحداث.

إرتفاع أسعار النفط

إرتفعت أسعار النفط بعد أن هدّد هجوم حركة «حماس» المباغت على إسرائيل في مطلع الأسبوع بزعزعة استقرار الشرق الأوسط، ما أضاف مخاطر جيوسياسية جديدة في سوق تئنّ بالفعل تحت وطأة تخفيضات إمدادات أوبك+ وانخفاض المخزونات والمخاوف من أن الأسعار المرتفعة قد تضرب الطلب في مقتل. ويخشى المتعاملون من أن يؤدي التصعيد إلى صراع أوسع تتورّط فيه إيران وربما الولايات المتحدة.

ومع ارتفاع خام برنت القياسي العالمي 5% تقريباً أمس الاثنين متجاوزاً 88 دولاراً للبرميل، قال محللو «آر بي سي كابيتال ماركتس»، بمن فيهم هيليما كروفت، في مذكرة، إن إيران «عامل عدم استقرار كبير للغاية» وسيكون هناك تركيز على مدى قوة إلقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اللوم على طهران في تسهيل الهجمات. إذا ورّطت إسرائيل إيران بشكل مباشر، فمن المحتمل أن يكون من الصعب على إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن الاستمرار في تبنّي نظام العقوبات المتساهل ضد طهران.

لا تزال توقعات «غولدمان ساكس غروب» لخام برنت في الوقت الحالي عند 100 دولار للبرميل بحلول حزيران، لكنّ المحللين دان سترويفن وكالوم بروس وفاروق سوسة أشاروا إلى اثنين من الآثار المحتملة للهجمات على إمدادات النفط العالمية.

أولاً، يقلّل الصراع احتمال تطبيع العلاقات السعودية الإسرائيلية على المدى القريب، الأمر الذي يحمل في طياته أموراً منها تراجع احتمال إنهاء تخفيضات الإنتاج السعودي مبكراً. ثانياً، نظراً لاحتمال تصاعد التوتر من جديد، فإن المخاطر التي تهدّد توقّعات إمدادات النفط الإيرانية تميل الآن نحو التفاقم.

تداعيات صعودية

تتوقّع «سيتي غروب» أن تكون لهجوم «حماس» «تداعيات صعودية» على النفط، رغم أن القضية الرئيسية هي إلى متى سيستمرّ هذا. وهناك الآن مخاطر متزايدة من هجوم إسرائيلي على إيران، نظراً لدعمها «حماس»، وفق ما أورده محللون بينهم إد مورس في مذكرة. وبالإضافة إلى ذلك، قال المحللون إن من المرجّح على ما يبدو تأجيل التقارب السعودي الإسرائيلي، ما يقلّل التوقعات بأن الرياض قد تقلّص أو تنهي خفضها الطوعي للإمدادات بمقدار مليون برميل يومياً.

عادت علاوة مخاطر الحرب إلى سوق النفط بعد تطوّرات مطلع الأسبوع، بحسب وارن باترسون، رئيس استراتيجية السلع في (ING Groep NV). وقال باترسون إنه إذا لعبت إيران دوراً في هذه الهجمات - بشكل مباشر أو غير مباشر- فقد يكون هناك تطبيق أكثر صرامة للعقوبات النفطية الأميركية على طهران، الأمر الذي سيعمل بعد ذلك على زيادة شحّ الإمدادات في سوق شحيحة للغاية بالفعل. وأضاف أن من المحتمل في الوقت نفسه أن تلتزم أوبك+ بتخفيضات الإمدادات الحالية، ولن تخفّفها إلّا إذا أظهرت سوق الخام قوة كبيرة وأُترعت بالإمدادات.

الإمدادات الإيرانية تحت المجهر

قال فيفيك دهار، المحلل في «كومنولث بنك» الأسترالي، في مذكرة، إنه لن يكون للصراع تأثير دائم وكبير على أسواق النفط إلّا إذا حدث انخفاض مستمرّ في الإمدادات أو النقل. وإذا لم يكن الأمر كذلك- وكما يظهر التاريخ- فإن ردّ فعل الأسعار يميل إلى أن يكون مؤقتاً. ومع ذلك، إذا ربطت الدول الغربية الاستخبارات الإيرانية رسمياً بالهجوم الذي شنّته «حماس»، فإن إمدادات وصادرات النفط الإيرانية ستواجه مخاطر وشيكة.

هناك ثلاث نقاط رئيسية بالنسبة للنفط، وفق نيل بيفريدج، المدير الإداري لشركة «سانفورد سي بيرنشتاين». أولاً، إذا تبيّن أن إيران تقف وراء هجمات «حماس» وفرضت الولايات المتحدة عقوبات أكثر صرامة، فإن ذلك قد يعطّل الصادرات الإيرانية. ثانياً، هناك سؤال عمّا إذا كان الصراع سيتصاعد ليشمل دولاً مجاورة، وثالثاً، ما إذا كانت مساعي التطبيع السعودي الإسرائيلي ستصمد.

يعتمد كل شيء في هذه المرحلة على كيفية ردّ إسرائيل على «حماس»، التي شنّت الهجوم، وعلى إيران، التي عادة ما تتحكّم في الجماعة الفلسطينية. ومن بين الاستنتاجات المبدئية أنه حتى لو لم تردّ إسرائيل من فورها على إيران، فمن المرجّح أن تؤثر التداعيات على إنتاج النفط الإيراني مع تشديد الولايات المتحدة العقوبات. وقد يكون ذلك كافياً لدفع أسعار النفط إلى مستوى 100 دولار للبرميل، وربما أكثر.

ترقّبوا التصعيد

قال جوي تشينشي، المحلل في «سيتيك فيوتشرز»، إن سعر النفط قفز 240% خلال حرب الخليج عام 1990، و45% أثناء حرب العراق في 2003، و40% إبان حرب ليبيا عام 2011، قبل أن يتراجع لاحقاً. وأضاف أنه في هذه المرة لم يصل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بعد إلى الدول المجاورة المنتجة للنفط الخام، ما يجعل له تأثيراً محدوداً على أساسيات السوق. ومع ذلك، فإن مزاج العزوف عن المخاطرة يمكن أن يدعم الأسعار، ويجب على السوق في ظلّ ذلك مراقبة أي تصعيد.

أسواق الأسهم

قد تتحرّك الأسهم ذات العلاقة بإسرائيل، خاصة تلك المرتبطة بالعقاقير الطبية، والرقائق الإلكترونية، وخدمات البرمجيات، والألماس، بعد أن خلّفت هجمات حماس الصادمة على البلاد في نهاية الأسبوع مئات القتلى.

«قد يؤدي الصراع الذي اندلع بين إسرائيل وحماس خلال عطلة نهاية الأسبوع إلى تصعيد التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، ما يتسبّب في تجنّب التجارة المحفوفة بالمخاطر»، وفق ما كتبته تينا تنغ، المحللة في «سي أم سي ماركتس» (CMC Markets) في مذكرة.

العقاقير الطبية

قد تشهد شركات تصنيع الأدوية العامة العالمية، مثل الهندية «دكتور ريديز» و»لوبين» و»تورنيت»، تأثراً مختلطاً من خلال ما قد يطول شركة «تيفا» الرائدة. وقد انخفض سهم شركة «صن فارما» الهندية، التي تمتلك 72% من أسهم شركة «تارو» للأدوية الإسرائيلية، بما يصل إلى 2% في التعاملات المبكرة.

الإلكترونيات والأمن السيبراني

قد تتغيّر حركة أسهم الرقائق مثل «إنفيديا» و»أبلايد ماتيريلز» و»تي أس أم سي» و»سامسونغ» بسبب التأثير المحتمل على خطط «إنتل». وقد يؤدي التأثير على شركة «تشيك بوينت» إلى التركيز على الأمن السيبراني ومخزونات برامج البنية التحتية. تشمل أسهم الأمن السيبراني في الولايات المتحدة الجديرة بالمراقبة: «فورتينت» و»داتا دوغ» و»بالو ألتو».

تشمل شركات تصدير البرمجيات الهندية التي لها عمليات في إسرائيل «تي سي أس»، و»إنفوسيس» (Infosys)، و»تك ماهيندرا»، و»ويبرو» . وتراجع سهم «تك ماهيندرا» 1.4%.

الألماس والسيارات الكهربائية

يعدّ الألماس من أكبر صادرات إسرائيل. وتراجعت أسهم شركة الألماس الصينية «اس اف دايموند» بما يصل إلى 1.1%. وهناك شركات جديرة بالمتابعة مثل «ألروسا» الروسية، و»ان ام دي سي» الهندية، و»كايلان جولرزيز» .

يجدر أيضاً التركيز على شركات صناعة السيارات الكهربائية المدرجة في هونغ كونغ، مثل «إكس بينغ». كما تراجعت أسهم شركة «بي واي دي» بنسبة 3% في شنتشن.

شركات تحقّق إيرادات من إسرائيل

تجدر أيضاً متابعة الشركات التي تحقّق إيرادات من إسرائيل، بما في ذلك «تبوله دوت كوم» المدرجة في الولايات المتحدة، و»كينون هولدينغز»، و»زيم إنتغريتيد»، و»تارو»، و»لانر إلكترونيكس» التايوانية.

تراجعت أسهم متجر نانجينغ شينجيكو المتعدد الأقسام في الصين 1.6%. وفي سنغافورة، خسرت أسهم شركة رأس المال الجريء «تريند لاينز غروب» الإسرائيلية 7.6%، كما خسرت أسهم شركة «سارين تكنولوجيز» لتصنيف الألماس 3.1%.

يحصل موقع «تبوله دوت كوم» على 17% من إيراداته من إسرائيل، كما يحصل «تارو» على 8% و»زيم» على 12%؛ بحسب بيانات جمعتها «بلومبرغ».

وتشمل الشركات التي لها عمليات في إسرائيل «أداني بورتس» الهندية، التي تمتلك ميناء حيفا، وشركة «موبايل أي غلوبال» لصناعة حلول القيادة الذاتية المدرجة في الولايات المتحدة. وانخفض سهم «أداني بورتس» بنسبة 3.6% في التعاملات المبكرة في مومباي.

كما تراجعت أسهم شركة «جاين» للري الهندية بما يصل إلى 5.9%، وهو أكبر انخفاض منذ 12 أيلول، مع شركتها التابعة في إسرائيل «ناندان جاين» للري .

شركات النفط والدفاع

في حين أن إسرائيل ليست منتجاً كبيراً للنفط أو الذهب، فإن التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط تؤثر على أسعار تلك السلع والمخزونات المرتبطة بها. لذلك تجدر مراقبة شركات «شل»، و»توتال إنرجيز» و»بي بي» في أوروبا، و»شيفرون» و»إكسون» في الولايات المتحدة.

كما قد يؤثر أي انقطاع في طرق الشحن بالقرب من إيران على أسهم شركات الشحن مثل «إيفرغرين» من تايوان و»هاباغ لويد» الألمانية.

يستدعي الأمر أيضاً التركيز على أسهم شركات الدفاع مثل «لوكهيد مارتن» في الولايات المتحدة و»بي ايه إي سيستمز» (BAE Systems) في أوروبا.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o