Sep 29, 2023 6:58 AM
صحف

اللبنانيون يغادرون والسوريون يتدفقون والإنتظار سيد الموقف رئاسياً

يستمر «الفيلم الأميركي الطويل» ثقيلاً على صدور اللبنانيين، وهو من بطولة وإخراج وتمثيل مجموعة من القوى السياسية اللبنانية الفاشلة، التي لم تسأم بعد من تبادل السجالات والاتهامات، ولم تكتفِ بما ارتكبته من فظائع في حق البلد والشعب، ولا تخجل من سمعتها السيئة بين الأمم، والسبب واحد، هو ان ليس هناك من يحاسبهم، وهم طبعاً لن يحاسبوا انفسهم.

كل تحذيرات العالم لا تحرّك سياسيين من كوكب آخر، يتفرّجون على وطن يستمر في النزف، وشباب وشابات يسلكون معبر الهجرة، فيما الغرباء يجتاحون المعابر تحت عنوان النزوح، ويُغرقون البلد في نزيف اكبر وأخطر.

لا جديد في ملف الرئاسة اللبنانية، غير الثرثرة السياسية والتصريحات الغوغائية، بعدما تخلّت معظم القوى السياسية عن واجباتها ودورها في التزام الدستور والاحتكام الى اللعبة الديموقراطية، وسلّمت رقبتها ورقبة البلد إلى الخارج. ولم يعد على اللبنانيين سوى انتظار نضوج التسويات الكبرى الدولية الإقليمية، حتى يأتي دور لبنان فينال نصيبه بعد خراب البصرة.

الرهان على الخارج

في السياق، قالت أوساط معارضة مواكبة للحراك السياسي الرئاسي لـ»الجمهورية»، انّ الرهان اليوم هو على الدور القطري لإنهاء الشغور لسببين أساسيين:

السبب الأول، لأنّ المسار الداخلي مقفل في ظلّ الخلاف والانقسام وغياب المساحات المشتركة، وبالتالي فإنّ التعويل على لبننة الاستحقاق لم يعد في محله، إنما أصبحت الحلول الممكنة، مع الأسف، رهن دور الخارج لا الداخل.

السبب الثاني، لأنّ قطر تربطها أفضل العلاقات مع إيران التي لا يمكن تغييبها عن المفاوضات حيال الأزمة في لبنان، إنما من الضرورة إشراكها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، نظراً لتأثيرها على غرار دول أخرى وفي طليعتها الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية.

ورأت الأوساط، انّه يمكن لقطر ان تحقِّق الخرق المطلوب، كونها تتحرّك في ظلّ لحظة مؤاتية أميركياً وسعودياً، حيث انّ العلاقة بين الرياض وطهران تشق طريقها أكثر فأكثر نحو الأفضل، بعد الاتفاق بينهما في بكين وانتقال علاقتهما من التوتر إلى تنظيم الخلاف، فيما أظهرت الأسابيع الأخيرة انّ واشنطن منفتحة على اتفاقات غبّ الطلب مع طهران، ما يعني انّ الخطوط غير مقطوعة وإمكانية فتحها لتشمل لبنان غير مقفلة ولا موصدة.

واعتبرت الأوساط، انّه عندما تصبح اللجنة الخماسية + إيران على الموجة نفسها، يصبح عبور الحواجز بين اللبنانيين ممكناً. وأسفت لكون معالجة الأزمات اللبنانية تنطلق من عواصم العالم باتجاه بيروت بدلاً من ان تكون الحلول لبنانية صافية.

قراءة 8 أذار

غير أنّ مصادر قيادية في قوى 8 آذار، اعتبرت انّ مهمّة الموفد القطري معرّضة للاصطدام بحائط مسدود، أسوة بالوساطات الخارجية الأخرى في الوقت الراهن، لكنها قد تأخذ زخمها عندما تنضج التسويات في المنطقة.

«ناطرين»… هي كلمة السرّ التي تتناقلها كل القوى السياسية، وتجمع عليها في أجوبتها حول مصير الملف الرئاسي. حيث قالت مصادر سياسية مطلعة لـ«الجمهورية»، انّ «الانتظار هو سيّد الموقف، وانّ مرحلة ما بعد نعي المبادرة الحوارية الرئاسية لرئيس مجلس النواب نبيه بري هي كما قبلها.

انتظار اللاشيء...

وتابعت المصادر: «ليتحمّل كل فريق مسؤولية أفعاله ويأخذ الطريق الذي يحب، لبنان دولة تسير والرب راعيها من دون قيادة، والجديد الآن اننا ننتظر القطري بعدما انتظرنا الفرنسي وقبلها الاميركي والسعودي والايراني، وصولاً إلى البلجيكي (مقولة ناطرين بلجيكا)».

وتضيف المصادر: «اعتدنا الانتظار ولم يتغيّر علينا شيء، والرئيس بري لن يدعو الى جلسة لانتخاب رئيس قبل وضوح الصورة وتبلور المشهد الرئاسي في أعقاب المسعى القطري».

لودريان في السعودية

في هذا الوقت، لفت الأنظار اجتماع ضمّ في الرياض وزير الخارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان والمبعوث الخاص للرئيس الفرنسي إلى لبنان جان إيف لودريان، وتسرّب انّه تمّ خلاله البحث في الملف الرئاسي، غير انّ مصدراً ديبلوماسياً اشار الى انّ لودريان موجود في السعودية في مناسبة العيد الوطني السعودي، وعشية تولّيه منصبه الجديد خلفًا لجيرار ميستراليه (Gérard Mestrallet) رئيس الوكالة الفرنسية للتنمية في المملكة العربية السعودية، وبالتالي ليس لسبب ظهور عنصر جديد في ملف الرئاسة اللبنانية المعطّل.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o