Sep 27, 2023 6:59 AM
صحف

بري يبيع الحوار "متل الشاطرين"

تحرّكت أمس المواقف المتصلة بالاستحقاق الرئاسي، فجأة، وفي وقت واحد. ففي حين كان رئيس مجلس النواب نبيه بري يسحب مبادرته من التداول بطريقة ملتبسة، أطلّ الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان بدعوته الى «خيار ثالث» منهياً مساراً طويلاً للمبادرة الفرنسية المنحازة الى خيار فريق الممانعة. وليلاً، غادر السفير السعودي وليد البخاري بيروت الى الرياض لينضم اليوم الى لقاء المستشار في الديوان الملكي نزار العلولا والموفد الفرنسي لودريان الموجود هناك.

ووسط هذا التبدل في المشهد الرئاسي، أكد مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان أنّ «الاستحقاق الرئاسي سيحصل مهما اشتدت العواصف».

هل من تفسير لهذا التبدل السياسي؟ تجيب مصادر بارزة في المعارضة بالقول لـ»نداء الوطن» إنّ انسحاب الرئيس بري من مبادرته، لم يترافق وعودته الى الدستور بأن يدعو الى جلسة مفتوحة بدورات متتالية لانتخاب رئيس للجمهورية. وتابعت: «معنى خطوة بري الجديدة، أنه لا يريد الانتخابات الرئاسية».

واعتبرت المصادر أنّ موقف لودريان الجديد «يعني أنّ الممانعة تراكم خسائرها، إذ كانت المبادرة الفرنسية داعمة لها وانتهت الى غير ما تريد». وقالت: «الأمور صارت في مكان آخر، فاللجنة الخماسية برمتها مع خيار ثالث». وتساءلت: «لماذا لا تسمّي الخماسية الأشياء بأسمائها ولو أدى ذلك الى وقف وساطتها، ما دامت الممانعة متمسكة بخيارها، أي ترشيح سليمان فرنجية؟»، وخلصت المصادر الى القول: «الممانعة تستجرّ مقايضة وتدخّلاً أميركياً لتحصل على ثمن».

أما الرئيس بري المنسحب من مبادرته، فجاء موقفه عبر وسائل الإعلام وليس من خلال بيان صادر عنه مباشرة، إذ قال ما يفيد إنّ مبادرته باتت غير موجودة: «لقد أدّيتُ قسطي للعُلى». وردّ على دعوة لودريان الى «الخيار الثالث»، فقال: «هيدي قيمة الحوار». وأضاف: «تعاونت مع الفرنسي وسهّلت مهمته، وأتعاون الآن مع القطري واتمنى له النجاح». ولفت الى «مجموعة أسماء يطرحها القطري وليست محصورة باسم معين». وخاطب الفرنسي والقطري من دون أن يسميهما: «دائماً كنت أقول: منتشكركن على مساعدتكن لنحنا ننتخب، لكن مش لتسمولنا اللي بدنا ننتخبه. لم أكن يوماً إلا متعاوناً مع أي مبادرة خارجية، ومرشّحنا سليمان فرنجية، وحتى الآن ما في plan B»!

واستطرد مردداً ما سبق وصرّح به لـ»نداء الوطن» في 22 الجاري: «تبين أنه ما بهمن الكنيسة القريبة». وأضاف: «بكرا إذا أي طرف خارجي أشرلن بأصبعه وقلهن تعوا للحوار، بيجوا متل الشاطرين»! ورأت مصادر المعارضة أن توصيف «متل الشاطرين»، ينطبق على خطوة الرئيس بري بعدما انحنى أمام الاعتراض المسيحي الكبير والموقف الحاسم لـ»الخماسية»، وذهاب «حزب الله» في اتجاه قطر عن طريق طهران»، كما تفيد المعلومات.

وعما تردّد عن موعد انتخاب رئيس جمهورية في تشرين المقبل، قال بري: «أنا لا اتحدث عن مواعيد، ولكن اتمنى أن ننتخب اليوم قبل الغد». وأضاف: «طالما القوات (اللبنانية) لحالها مش جايي عالحوار قررت ألا أدعو اليه».

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o