Sep 27, 2023 6:51 AM
صحف

لا مبادرات رئاسية محلية والحركة القطرية مقيّدة بالكتمان والتعويل على تشرين

قالت أوساط سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن خيار السير بالمبادرة القطرية متروك للأفرقاء السياسيين الذين لا يزالون يتدارسون خطواتهم المقبلة في حين أن كل فريق يرصد موقف الفريق الآخر، مؤكدة أن الأسماء التي تردد أنها رشحت من قبل قطر هي في الأساس أسماء تم التداول بها في عز الحراك الحاصل في الاستحقاق الرئاسي انما بدت الملاحظات هي نفسها لجهة إمكانية قيام توافق داخلي وخارجي عليها دون اغفال تأمين غالبية الثلثين.

وأكدت هذه الأوساط أنه مع تجميد مبادرة الرئيس بري الحوارية فإن ما من مساع محلية جديدة والمسألة متروكة للحركة الفكرية فضلا عما يمكن أن يأتي به الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان إلى بيروت في الشهر المقبل بعد الحديث عن انتقال المسعى الرئاسي إلى قطر، لافتة إلى أن التعويل قائم على ما يحمله الشهر الجديد والسرعة في الاتصالات التي تتعلق بالرئاسة.

ووصفت متابعة حركة السفير القطري بأنها بمثابة «مفرزة سباقة» لزيارة وزير الدولة في وزارة الخارجية محمد الخليفي، وقالت لـ «اللواء»: ان أهم ما في حركة الموفد المقيم في بيروت جاسم بن فهد آل ثاني انها مقيدة بالتكتم، لكن من السابق لأوانه الحكم على نتائجها فهي ما زالت في بداياتها.

من جهة أخرى، أشارت "الشرق الاوسط" الى ان المباحثات الداخلية اللبنانية لإنهاء أزمة الشغور الرئاسي تعقدت إثر تمسك ثنائي «حزب الله» و«حركة أمل» بدعم ترشيح رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، بموازاة رفض مباشر من قبل حزب «القوات اللبنانية» لدعوة رئيس البرلمان نبيه بري للحوار، وشروط وضعها «التيار الوطني الحر» للمشاركة في الحوار. وسحب بري مبادرته في تصريح صحافي، إثر رفضها من طرفين مسيحيين مؤثرين في البرلمان اللبناني.

لكن في موازاة ذلك يجول موفد قطري في زيارات غير معلنة على بعض الأفرقاء اللبنانيين، تمهيداً لزيارة يقوم بها وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري إلى بيروت في وقت لاحق، حسبما تقول المصادر، في حين يتوقع أن يعود لودريان إلى بيروت في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. وقالت المصادر إن «كل الأمور معلقة الآن حتى مطلع الشهر المقبل، حيث ننتظر ما سيحمله الموفدون الخارجيون»، نافية انسحابات المرشحين المعلنين من السباق، أو أن تكون هناك نية لانسحاب رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية منه.

وأعلنت سفارة قطر عبر حسابها على منصة «إكس» أن سفيرها لدى لبنان الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، زار رئيس كتلة «حزب الله» النيابية النائب محمد رعد، حيث استعرضا العلاقات بين البلدين، وبحثا الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة.

وقالت مصادر مطلعة على التحركات القطرية باتجاه «حزب الله»، إن لقاء جمع موفداً قطرياً في بيروت هو أبو فهد جاسم آل ثاني مع المعاون السياسي للأمين العام للحزب حسين الخليل يوم الخميس الماضي، فيما التقى السفير النائب رعد يوم الاثنين. وقالت المصادر إن الموفدين «طرحا في معرض النقاش أن فرص فرنجية ضئيلة في ظل الرفض المسيحي له، وفرص قائد الجيش العماد جوزيف عون ضئيلة أيضاً في ظل معارضة كبيرة من الثنائي الشيعي والتيار الوطني الحر، وبالتالي من المفضل البحث عن خيار ثالث»، لافتة إلى أن الموفد القطري «طرح الأسماء الأربعة التي باتت معروفة»، ومن بينها مدير عام الأمن العام بالإنابة العميد الياس البيسري، وثلاثة آخرون.

وقالت المصادر إن الرد على الطروحات القطرية كان يفيد بأن الحزب «لديه مرشح معلن، فلماذا تجري مطالبته بالتخلي عنه بينما المشكلة عند الآخرين». وتابعت بأن ثنائي «حزب الله» و«حركة أمل» متمسك بدعم ترشيح فرنجية.

وخلافاً للتقديرات التي نعت مبادرات خارجية ساعية لإحداث اختراق في الجمود الرئاسي، قالت مصادر نيابية لـ«الشرق الأوسط» إنه لم يبقَ إلا المبادرات الخارجية التي لا تزال المنفذ الوحيد، بعد انتهاء المبادرات الداخلية، مشيرة إلى أن «العامل الخارجي بات اللاعب الأساسي»، فضلاً عن أن «الملفات تداخلت ببعضها. بات هناك ربط غير دقيق لملف الاستحقاق الرئاسي بملفات أخرى، ما يشير حكماً إلى أن التعقيدات تعرقل التوصل إلى اتفاق». وقالت إن اللبنانيين «ينتظرون مطلع الشهر المقبل الذي سيشهد وصول طلائع الموفدين لمعرفة ما سيحملونه».

وقالت المصادر إن «مهمة الموفد القطري هي استطلاعية، ويفترض أنها لا تزال في بدايتها»، مضيفة أنه «من السابق لأوانه الحكم على المبادرة، أو اغتيالها قبل ولادتها، خصوصاً أننا لا نعرف بعد ملامحها ومواصفاتها».

الى ذلك، كشف مسؤول كبير لـ"الجمهورية" أنّ مهمّة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان لم تنتهِ بعد، وما تصريحه لوكالة الصحافة الفرنسية امس سوى دليل على متابعته الملف الرئاسي اللبناني بأدق تفاصيله. 

وأكد المسؤول أنّ لودريان سيعود هذه المرّة وفي جعبته دعوة للقوى السياسية الى لقاء على غداء أو عشاء يُقام في مقر السفارة الفرنسية في بيروت، ويكون مناسبة لطرح فكرة معينة والنقاش حولها.

وفي السياق، أشارت معلومات "الجمهورية" الى أنّ الموفد القطري، مستفيداً من زخم دوره في إنجاز ترتيبات عملية استيداع الأموال الإيرانية المفرج عنها، ونقل السجناء بين الاميركيين والإيرانيين، انطلق من حيث تعثر الموفد الفرنسي، فجاء، بصمت، بتطوير فكرة الخيار الثالث.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o