ضغوط عسكرية واقتصادية على الحزب: لن تؤثّر فيه قبل التسوية الكبرى!

لارا يزبك

المركزية- في اقل من 24 ساعة، استهدفت إسرائيل مناطق سورية مرّتين الأربعاء، ودوت انفجارات في وقت متأخر في ريف حماة نتيجة استهداف مركز البحوث العلمية في جبل قرية تقسيس في ريف حماة حيث ذكرت وزارة الدفاع السورية أن إسرائيل نفذت ضربة جوية استهدفت محافظة حماة السورية. وقالت إن الهجوم لم يوقع سوى خسائر مادية.

وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن إسرائيل استهدفت ريف طرطوس، مشيرا إلى أن شاحنات لـ"حزب الله" اللبناني، دخلت سوريا قادمة من المعابر غير الشرعية مع لبنان، مساء الثلثاء، ووصلت الشاحنات إلى مستودعات ضمن قاعدة لـ"الدفاع الجوي" قرب قريتي الجماسة- دير الحجر في ريف طرطوس، التي يستخدمها الحزب لتجميع الأسلحة ونقلها إلى الجانب اللبناني، وقد استهدفت إسرائيل تلك المستودعات. ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان، مقتل 3 عسكريين، 2 من الجنسية السورية، والثالث لا يزال مجهول الهوية، نتيجة الضربات الإسرائيلية. كما أصيب 8 آخرين من بينهم 5 ضباط من الدفاع الجوي، نتيجة استهداف قاعدة الدفاع الجوي في قرية كرتو تبعد عن موقع الاستهداف الأول 10 كيلومتر.

يشار إلى أن الاستهداف الجديد هو الـ28 للأراضي السورية، منذ مطلع العام 2023.

من جهة ثانية، أعلن المرصد السوري عن مقتل ثلاثة عناصر من "حزب الله" في سوريا، إثر انفجار لغم أرضي في ريف حمص الشرقي، من بينهم قيادي. وقد شيّعت بلدة جبشت جثمان زيد جابر شبيب، في موكب حاشد الاربعاء، شارك فيه رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد وجمع من العلماء وكوادر الحزب وأنصاره في البلدة والقرى المجاورة.

انطلاقا مما تقدم يمكن التأكيد ان الحزب يتعرض لحملة قوية، الا انها ليست فقط عسكرية لكن اقتصادية ايضا، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية". فمنذ ايام قليلة، وبينما كانت تل ابيب "تضرب" الحزب عسكريا، كان مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية "OFAC" بالتعاون مع إدارة مكافحة المخدرات، يدرج أشخاصاً وكيانات وصفتهم بـ"ممولين رئيسيين" لـ"حزب الله"، و"يديرون شبكة في أميركا الجنوبية ولبنان"، على لوائح العقوبات.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر في بيان الثلثاء، إن "الشبكة تدرّ إيرادات لأنشطة حزب الله الإرهابية وتوفّر غطاءً لوجوده في أميركا اللاتينية". ويشمل الإجراء الأميركي "عامر محمد عقيل رضا، وهو عضو قديم في حزب الله، ويعيش في لبنان حالياً، لكنه خدم في دور عملياتي للجماعة لأكثر من عقد من الزمن في أميركا الجنوبية". وأضاف البيان أن "عامر عمل كعنصر بارز في منظمة الأمن الخارجي التابعة لحزب الله، المسؤولة عن عملياته خارج الحدود الإقليمية، وقام بتنسيق أنشطة المؤسسات التجارية المختلفة لحزب الله، بما في ذلك، صادرات الفحم من كولومبيا إلى لبنان، وباعتباره ناشطاً وقائداً لحزب الله، يستخدم عامر ما يصل إلى 80% من عائدات مشروعه التجاري لصالح الحزب". ويستهدف هذا الإجراء أيضاً "سامر عقيل رضا، وهو شقيق عامر، وعضو في حزب الله"، و أيضاً مهدي عقيل الهلباوي، وهو ابن عامر.

 الضغوط كلّها ليست جديدة، وهي حتى الساعة، لم تؤثّر في حزب الله ولا في سياساته الكبرى، الا ان واشنطن تراهن على الوقت كي تُضعف الضرباتُ هذه، جسمَ حزب الله وتُرهقه سيما شعبيا، فينسحب من سوريا مثلا وينضبط سياسيا في لبنان ويسهّل التسويات والحلول. لكن وفق المصادر، اي شيء لن يتغيّر في توجّهات الحزب وخياراته، قبل ان تجلس ايران والولايات المتحدة على طاولة المفاوضات في فيينا او سواها. فحينها وحينها فقط، ومِن ضمن التسوية الكبرى التي سيتم التوصل اليها، سيقرر الايرانيون ماذا يفعلون بـ"الحزب في سوريا"، وبالملفين اللبناني والعراقي وبنشاطهم النووي...

***