Sep 07, 2023 8:36 AM
مقالات

مبادرة برّي في برج بابل بلا سُنّة‎

تعمل منظومة تحالف الممانعة والإحتلال الفارسي على لملمة شوارد السنّة من بقايا حلفاء نظام الأسد وبارونات التهريب وأساتذة فنون التكاذب لتكوين زخم نيابي يدعم مبادرة الرئيس نبيه بري الحوارية التي تتقاذفها رياح التناقض مع النص الدستوري الرافض لجلسات بري الحوارية “المتتالية” التي هي أقرب إلى الهرطقة الدستورية والتمسك بالجلسة الواحدة “المفتوحة” التي ينص عليها صراحة الدستور اللبناني لانتخاب رئيس للجمهورية، لا سيما في ظل الشغور الرئاسي.

جريدة نداء الوطن عنونت رئيسيتها “مبادرة برّي في المزاد: “شْتِري حوارْ بيِطلَعلَك مطارْ”…

صدر عنوان “نداء الوطن” الساخر ردًّا على لقاء مجموعة من نواب عكار مع بري الذين نقلوا عنه وعده بأنّ تشغيل مطار القليعات سيكون على رأس اهتمامه، مع أنّ بري كما غالبية النواب الذين اجتمعوا إليه إن لم يكن جميعهم، هم من حلفاء نظام الأسد، ويعلمون علم اليقين أنّ من يمنع تشغيل مطار الرئيس الشهيد رينيه معوض في عكار هو تحديداً نظام الأسد… إلى درجة أن حلفاء الأسد لا يعتمدون تسمية “مطار الرئيس الشهيد رينيه معوض” بل يعتمدون الإسم القديم “مطار القليعات” لأنّ نظام الأسد متهم باغتيال الرئيس الشهيد رينيه معوض في منطقة الصنائع ببيروت يوم عيد الإستقلال في 22 تشرين الثاني عام 1989، بعد 17 يوماً بالضبط على انتخابه في 5 تشرين الثاني 1989… في “مطار القليعات”.

النهار أضاءت في استهلاليتها على “الإلتباس الذي بدأ يتصاعد حيال طبيعة تفسير “الجلسات المتتالية” وفق حرفية صيغة بري “والجلسة المفتوحة” استناداً إلى نص الدستور الذي لا يقبل بأيّ حوار أو تشاور أو توافق على شخص رئيس في حقبة الشغور، بل يحدد مهمة المجلس النيابي بأنه هيئة ناخبة مهمتها الحصرية هي انتخاب رئيس للدولة في جلسة تبقى مفتوحة مهما تعددت لقاءات النواب للقيام بواجب الإنتخاب، من دون أي حوار أو تشاور أو توافق وهو ما فرضه الاحتلال الأسدي للبنان قبل انسحابه وقرر الاحتلال الفارسي إلزام الحياة السياسية اللبنانية ببدعة الضلال هذه عندما ورث الاحتلال الأسدي.

دبلوماسي غربي شدد على أن مصير مبادرة بري لا تقرره الحملات المحلية، سواء تلك المروّجة لها أو المهشّمة لمفاعيلها، بل يتخذ القرار بشأنها خارج لبنان، وتحديداً نتيجة التواصل الحثيث الأميركي-العربي حول التصور المشترك لدور لبنان الذي يتلاقى مع مصالح الخارج ولا يهدد أي دور له “إستقرار بيئة البحر الأبيض المتوسط” بضفتيها العربية والأوروبية، “من دون إغفال إسرائيل”…

لذلك، لم يتحدّد بعد الموعد الرسمي لعودة المندوب الرئاسي الفرنسي لودريان إلى بيروت، سواء لإكمال مهمته أو لنعيها والمغادرة للتفرغ لإنجاح مهمته الجديدة، المكلف بها فرنسياً والمرحب بها سعودياً، وهي الإشراف على مشروع تطوير منطقة العلا السعودية بالتوافق بين ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

يبقى أن المعضلة الرئيسية التي تواجه جميع مشاريع الحلول للواقع اللبناني تتمثل في خروج الطائفة السنية من المشهد السياسي منذ إغتيال سماحة المفتى الشيخ حسن خالد في 16 أيار العام 1989 بتفجير سيارته أثناء مغادرته دار الفتوى ببيروت وهي الجريمة التي اتهم بها الاحتلال الأسدي…

وتوالت النكبات المتعمدة لإخراج السنة من المشهد السياسي اللبناني نتيجة خلافهم مع الاحتلال الأسدي، فشملت اغتيال رئيس الحكومة رفيق الحريري في 14 شباط العام 2005 وهي الجريمة التي أدان القضاء الدولي بها عناصر من حزب الاحتلال الإيراني، وريث وحليف الاحتلال الأسدي.

وشملت النكبات المتعمدة لإخراج السنة من الحياة السياسية أيضاً إغتيال وليد عيدو، ومحمد شطح، ووسام الحسن، ووسام عيد، وصولاً إلى إستهداف مساجد السنة، سواء مسجد بلال بن رباح الذي كان إمامه الشيخ أحمد الأسير في ضاحية عبرا شرقي صيدا، وتفجير مسجدي التقوى والسلام في طرابلس ومحاولة ميشال سماحة تهريب متفجرات من سوريا إلى لبنان لاستهداف السنة والمسيحيين وافتعال مجازر طائفية في شمال لبنان بإشراف مخابرات الأسد ووكلائهم المحليين.

من دون أن ننسى طبعاً اجتياح حزب الله لبيروت الغربية في 7 أيار العام 2008 والمحاولة الفاشلة لغزو الجبل الدرزي بعد أربعة أيام. وصولاً إلى سيل الأخطاء التي ارتكبها رئيس الحكومة سعد الحريري سواء بالتحالف الرباعي مع حزب الاحتلال الفارسي أو بتأييد انتخاب مرشح الإحتلالين الأسدي والفارسي ميشال عون لرئاسة الجمهورية ما أخرج السنة نهائياً من المشهد السياسي اللبناني ورماهم في زوايا التاريخ المظلمة في الحقبة الحالية لإنتخاب رئيس للدولة وصاروا، بالإذن من نزار قباني، يجلسون القرفصاء، يلوكون الهواء بانتظار معجزة تؤدي إلى سقوط جميع مبادرات الحلول المحلية ونضوج ظرف إقليمي- دولي ينتج منقذا يعيدهم إلى المشهد على أمل أن يحافظوا على وجودهم فيه…

محمد سلام - هنا لبنان

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o