Aug 30, 2023 8:41 AM
مقالات

الديكتاتوريات لا تتنازل.. بل تقتل أو يقتلها من يعارضها

إهتزاز نظام الأسد بفعل العصيان المدني المنتشر في أنحاء سوريا من دون أن يترافق مع أي وساطة أو مبادرة مصالحة، وقطع طريق قوافل سلاح إيران البري إلى لبنان من الحدود السورية العراقية متلازماً مع تصاعد الضربات الجوية الإسرائيلية على أهداف لنظام الأسد وحلفائه الإيرانيين التي أخرجت أحدثها مطار حلب من الخدمة، وإدانة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون “أنشطة” زعزعة الاستقرار “الإقليمية” التي قامت بها إيران جعلت شبكة الاحتلال الإيراني في الشرق الأوسط كلها تهتز إلى درجة أن أمين عام حزب السلاح الفارسي حسن نصر الله هدد مجلس الأمن الدولي بأن قراراته حول حرية حركة اليونيفل ستبقى حبراً على ورق ولن يسمح بها “أهالي” الجنوب ما دفع لبنان إلى حافة هاوية حرب أهلية.

نصر الله، إضافة إلى توريط أهالي الجنوب بما يشبة دور ميليشيا الطغمة الحاكمة مهمتها التصدي لما ترفضه الطغمة، صعّد أيضاً لهجته الصدامية معلناً أن حزبه “لن يتوسل الحوار” مع أي طرف لحل الأزمة اللبنانية، ما ستواجهه المعارضه السيادية بقرار رفض “التوافق” على أي حل خارج الإطار الدستوري والإصرار على دعوة مجلس النواب إلى جلسات مفتوحة لإنتخاب رئيس للبلاد ينهي الشغور المستمر منذ قرابة العشرة أشهر …

وفي موازاة هذا الإهتزاز الذي حركه العصيان المدني المتوسع في سوريا، دعا مؤتمر عقد في بيروت إلى الضغط على نظام الأسد المتهالك للكشف عن مصير 622 لبنانياً فقدوا في أقبية مخابرات الأسد، لا سيما أقبية ما يسمى بفرع فلسطين.

رئيس جهاز العلاقات الدولية في حزب “القوات اللبنانية” الوزير السابق ريشار قيومجيان أشار إلى أن “الغاية من الدعوة إلى هذا المؤتمرهي الإعلان عن عريضة رفعت الى الامين العام للأمم المتحدة تطالب بضم ملف المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية إلى المؤسسة المستقلة المعنية بالمفقودين في سوريا التي أنشأتها الهيئة العامة للأمم المتحدة بموجب قرار بتاريخ 27 حزيران 2023”.

وإكتمل مشهد التطورات الرافضة لسياسة محور الممانعة بموقف لافت، بل مفاجيء، للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يتهم فيه إيران بأنها مسؤولة عن زعزعة الاستقرار في لبنان “والإقليم” ودعا طهران إلى توضيح سياستها في ما يتعلق بجيرانها المباشرين محدداً بالإسم “أمن إسرائيل وإستقرار لبنان.”

ماكرون أعلن موقفه في قصر الإليزيه أمام مؤتمر سفراء فرنسا وخص موفده الخاص الى لبنان جان – إيف لودريان بالشكر على المهمّة التي يقوم بها بطلب منه مشدداً على أنه “من العناصر الأساسية للحل السياسي في لبنان هو توضيح التدخلات الإقليمية في شؤون هذا البلد ومن ضمنها إيران”.

بدا واضحاً أن خطاب الرئيس الفرنسي هدف إلى محاصرة الحراك الإيراني في المنطقة وتحميل طهران مسؤولية كل المشاكل التي يتعرض لها الإقليم، ما أوجد مخرجاً يحفظ ماء وجه فرنسا كما ذكرنا الأسبوع الماضي في زاوية “الناس بتفكر” على منصة “هنا لبنان”

المخرج الذي يحفظ ماء الوجه ركز على “إعادة إحياء دور لفرنسا في المنطقة بصفتها جزءا من الخماسية العربية-الأميركية-البريطانية مقابل تعرية إيران وتحميلها كامل مسؤولية ضرب إستقرار الدول العربية ما يحرمها من أي مقاربات لتطبيع العلاقات العربية والدولية معها من دون تعهدات جدية بوقف تلاعبها بإستقرار المنطقة وقبولها برقابة دولية-عربية لتنفيذها التعهدات المطلوبة”، وفق مصدر عربي متابع..

العصيان المدني في سوريا الذي يجمع الأقليتين الدرزية والعلوية في بوتقة واحدة ضاعف مخاوف محور الممانعة، خصوصاً أن الصحافي السوري المعارض كنان وقاف كان قد كشف أن قوات بشار قد شدّدت الإجراءات الأمنية في المناطق الساحلية على البحر المتوسط، وهي معقل الأقلية العلوية، في ما يبدو أنه خطوة إستباقية لإحتواء وإفشال الدعوات المتزايدة للإضراب والاحتجاج على الظروف المعيشية ما يعتبر، إذا حصل، بمثابة ضربة موجعة للنظام “من بيته وفي بيته” وفق وصف المصدر العربي .

محور الممانعة الجامع لأتباع نظامي إيران والأسد، متوجس من خطاب ماكرون الذي توّج العصيان المدني السوري، خصوصاً أنه يجمع الأقليتين الدرزية والعلوية في دائرة رفض حكم الأسد، لذلك يحاول محاصرته بشبكة من أجهزة الدعاية الغوبلزية النازية نسبة إلى وزير الدعاية النازية بول جوزيف غوبلز مبتكر نظرية تدعو إلى تكرار كذبة موجهة ما يؤدي، برأيه، إلى أن يصدقها الرأي العام ويعمل بموجبها على أنها حقيقة.

وقد بدأت بعض الوجوه الصفراء لدعاة نازيين-غوبلزيين بالتسلل إلى بعض المنصات الإعلامية في لبنان لبخ سمومها والعمل على تفكيك قناعات شعبية سيادية-وطنية وعروبية متماسكة في محاولة لإفشال سعيها إلى مواجهة محور الممانعة وأتباعه كحركتي الأخوان المسلمين وحماس وأمثالهما من أتباع عصابات ما يعرف بسرايا المقاومة التي تجمع خليطاً من بلطجية الشوارع من خوارج السنّة تحديدا الذين لا يسمح حزب حسن بضمهم تنظيمياً لأن عقيدة الولي الفقيه لا تقبل بهم في صفوفها.

منذ ثلاثة أسابيع تقريباً، ألقت مخابرات الجيش اللبناني القبض على مجموعة مكوّنة من 3 عناصر من الجماعة الإسلامية، أي الأخوان المسلمين، أثناء محاولتهم نقل منصّة صواريخ في بلدة الهبّارية الجنوبية المحاذية للحدود، وذلك بهدف إطلاق صواريخ نحو الأراضي الفلسطينية المحتلّة.

الأشخاص الثلاثة، الذين جاءوا من منطقة البقاع، يتبعون للجهاز الأمنيّ في حركتي الأخوان المسلمين وحماس، نقلوا إلى فرع استخبارات الجيش في صيدا، وبعدها إلى وزارة الدفاع في اليرزة، حيث ما يزالون قيد التوقيف، ويخضعون للتحقيق.

لماذا أتى العناصر الثلاثة من البقاع، المنطقة الواقعة تقليدياً تحت تأثير محور مخابرات إيران-الأسد، وليسوا من الهبارية الجنوبية حيث أوقفوا وصودرت منصة صواريخهم؟؟؟؟

محمد سلام - هنا لبنان

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o