اركان السلطة يبحرون على منصة الحفر لاطلاق انشطة الاستكشاف
لبنان يفلح في ادخال تعديلات الى متن قرار التمديد لليونيفل
الجيش يستمع الى ابناء الكحالة وتوتر في عين الحلوة
المركزية- الخواء السياسي الذي يسيطر على البرّ الرئاسي اللبناني يقابله حراك ناشط في البحر شكل محور الحدث اليوم. فبعد طول ركود ، وكثير تسويف في ملف التنقيب عن النفط والغاز، تم إطلاق أنشطة الاستكشاف في الرّقعة رقم 9 التي ابحر اليها اركان السلطة اللبنانية ممن تبقى من رؤساء ووزراء معنيين حطوا على منصة الحفر بمعونة شركة "توتال" واطلعوا على الاستعدادات لبدء اعمال الحفر.
اما الإبحار الدبلوماسي فيبدو افلح في تحقيق خرق في جدار التعديلات على قرار التمديد لقوات الطوارئ الدولية بفعل جهود بذلتها المندوبة الدائمة بالوكالة في نيويورك المستشارة الديبلوماسية جان مراد مع مندوبي الدول. واذ ارجأ الوزير عبدالله بو حبيب سفره الى نيويورك، علمت "المركزية " من اوساط مواكبة ان المفاوضات استطاعت تحقيق تعديلات كثيرة في المسودة سيظهر طبيعتها قرار مجلس الامن في 31 الجاري.
على المنصة: في البحر اذا، جال رئيسا مجلس النواب نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي في منصة الحفر للتنقيب عن النفط والغاز في البلوك الرقم 9 في المياه الاقليمية اللبنانية لمواكبة انطلاق العمل اللوجستي. شارك في الجولة وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية، وزير الطاقة والمياه وليد فياض، المدير العام لرئاسة الجمهورية انطوان شقير، رئيس "هيئة ادارة قطاع البترول" وسام الذهبي ووفد من شركة "توتال" الفرنسية. وكان انتقل الوفد اللبناني من مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت الى منصة الحفر في المياه اللبنانية الجنوبية على متن طوافة تابعة لشركة "توتال". واطلع الرئيسان بري وميقاتي على الاستعدادات اللوجستية لبدء اعمال الحفر.
بري يأمل: وقال الرئيس بري في تصريح "في هذه العتمة يأتي يوم فرح عملت له سنوات طوال الى أن كان إتفاق الإطار الذي أعلنته من عين التينة بتاريخ الأول من تشرين الأول عام ٢٠٢٠. وأتوجه الى الباري عز وجل ألا تنقضي بضعة أشهر إلا ويمن على لبنان بدفق من كرمه، مما يشكل بداية لإزاحة الأزمة الإقتصادية التي يعيشها لبنان وشعبه وكذلك بتوافق اللبنانيين على انتخاب رئيس يقوم بدوره كبداية لحل سياسي نتخبط به. والله المستجاب وكلي أمل".
بوادر خير: من جانبه، قال الرئيس ميقاتي "في هذه المناسبة المهمة التي يشهدها لبنان، نتطلع بأمل الى أن تحمل الأيام المقبلة بوادر خير تساعد لبنان على معالجة الأزمات الكثيرة التي يعانيها. إن ما تحقق حتى الآن إنجاز يسجل للوطن والشعب اللبناني الصابر على محنه، ونأمل أن يتعاون الجميع في المرحلة المقبلة للنهوض ببلدنا ووقف التدهور الذي نشهده على الصعد كافة. إنه يوم للوطن وصفحة مضيئة في التاريخ".
انشطة الاستكشاف: ليس بعيدا، أعلنت شركة "توتال إنيرجيز" وشريكاها "إيني" و"قطر للطاقة" في بيان، "إطلاق اليوم أنشطة الاستكشاف في الرّقعة رقم 9 في لبنان من خلال زيارة إلى منصة الحفر Transocean Barents بحضور رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، ووزير الطاقة والمياه وليد فياض، يرافقهم وزير الأشغال العامّة والنّقل علي حميه، وممثلون عن هيئة إدارة قطاع البترول". وأشارت إلى أن "منصّة الحفر تتمركز منذ 16 آب في الرّقعة رقم 9 على بعد حوالى 120 كم من بيروت. وخلال الزيارة تم عرض الاستعدادات اللازمة لحفر البئر الاستكشافيّة الذي من المقرر أن يبدأ خلال الأيام المقبلة". وقال المدير العام لـ"توتال إنيرجيز إي بي لبنان" رومان دو لامارتينيير: "بعد الترسيم السلمي للحدود البحريّة، التزمت "توتال إنيرجيز" مع شريكيها "إيني" و"قطر للطاقة" بحفر بئر استكشافيّة في الرّقعة رقم 9 في أقرب وقت ممكن في العام 2023. ويسعدنا أن نعلن أن عمليّات الحفر ستبدأ خلال أيام قليلة، بفضل التزام فرق "توتال إنيرجيز" ودعم السلطات اللبنانيّة وشريكينا. إن البئر الاستكشافيّة ستسمح لنا بتقييم الموارد الهيدروكربونيّة وإمكانات الإنتاج في هذه المنطقة". واشار البيان الى ان "شركة "توتال إنيرجيز" هي المشغّل للرّقعة رقم 9 في المياه اللبنانيّة مع حصّة 35%، إلى جانب شريكيها إيني (35%) وقطر للطاقة(30%)".
فياض: واعلن الوزير فياض في مؤتمر صحافي ان عملية الحفر في البلوك رقم ٩ ستبدأ في ٢٤ من الشهر الحالي.
نقدّر ولكن: سياسيا، لا جديد على الخط الرئاسي بل مراوحة في انتظار اتضاح مآل مبادرة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان. اما في المواقف، فاعلن النائب فؤاد مخزومي "اننا نقدر المبادرة الفرنسية لحل أزمة الملف الرئاسي ونشكر فرنسا على مساعدتها ومساندتها الدائمة للبنان، لكن الحل يبدأ أولًا بالتنسيق بين الأطراف في الداخل وعدم الوقوف موقف المتفرج في انتظار أي حل خارجي لهذا الملف الذي نعتبره أولوية يأتي بعدها تنفيذ الإصلاحات المطلوبة ورفع السرية المصرفية". وقال من دار الفتوى "اعتقد ان الذي نسمعه اليوم، انه حتى الموفد الفرنسي لودريان لن يأتي في الأول من أيلول، ولفت إلى اللقاء الخماسي في الدوحة الذي هو استمرار لكل الاجتماعات التي عقدت في الماضي وورقة العمل التي وضعت من قبل السعوديين والقطريين في باريس منذ 9 اشهر. ماذا يقولون؟ نريد رئيس جمهورية جامعا، رئيس جمهورية ليس لطرف، والأهم أن يكون بعيداً من الفساد السياسي والمالي، فلنطبق هذه المواصفات على الكل، من اجل ذلك انا أدعو أن ينزل المتمسكون بالوزير سليمان فرنجيه عن الشجرة كي نستطيع أن نجتمع، وإلاّ اعتقد ان الإمكانية صعبة للوصول الى حل".
ماغرو: ليس بعيدا من الدور الفرنسي لبنانيا، إستقبل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي القائم بالاعمال لدى السفارة الفرنسية في لبنان السفير هيرفي ماغرو، صباح اليوم في السراي، في زيارة بروتوكولية بعيد وصوله الى بيروت بعد مغادرة السفيرة السابقة آن غريو. وجرى خلال اللقاء عرض العلاقات اللبنانية- الفرنسية من جوانبها كافة.
الكحالة: امنيا، افيد انه وغداة زيارة وفد اهالي الكحالة الى قائد الجيش امس، مثل الشبان الاربعة من أبناء الكحالة امام مديرية المخابرات في اليرزة برفقة فريق من المحامين للاستماع اليهم بصفة شهود. وأشارت معلومات صحافية الى ان "اربعة محامين يرافقون أبناء الكحالة الى التحقيق، هم اليان فخري عن القوات - موريس الجميل عن الكتائب - فادي الحاج عن التيار - ارليت بجاني عن البلدية". وفي سياق متصل، قال مختار الكحالة عبدو بو خليل عن الاجتماع مع قائد الجيش في حديث اذاعي "نحن على مقربة خاصة من الجيش اللبناني ومستعدون للمثول أمام العدالة لأن يأخذ التحقيق مجراه ولنا الثقة الكاملة بقيادة الجيش وعناصره". أضاف "حين نرى البدلة العسكرية نرتاح فكيف هي الحال لو رأينا قائد الجيش بحد ذاته".
مؤامرة على الجيش: الى ذلك، رأى النائب اللواء أشرف ريفي الذي كان في عداد الوفد النيابي الذي زار قائد الجيش امس أن الجلسة مع قائد الجيش وطنية ومسؤولة وواضحة والعماد جوزيف عون عرض لنا المشاكل التي يعاني منها الجيش لا سيما في ما يخص نقص العديد والموارد والمحروقات ولفت ريفي إلى أن الوفد نقل هذا الواقع لوسائل الإعلام. أضاف في حديثٍ اذاعي "هناك شبه مؤامرة على الجيش اللبناني من أجل شلّه ومنعه من القيام بعمله، ونحن على ثقة تامة ان التحقيق حول حادثة الكحالة سيكون شفافاً والجيش لم يتحرك الا بعد ان تحوّل حادث السير الى حادث له بعده الأمني". وتابع "المشهد الأول لحادثة الكحالة في الساعات الأولى كان عبارة عن حادث سير، وهرع الأهالي للمساعدة وعندما علموا بوجود شحنة السلاح تأزمت الأمور، وأدعو أهالي الكحالة ليكونوا شهوداً على الجريمة وليكن التحقيق تحت سقف القضاء الحرّ". وختم كان على قائد الجيش اتخاذ إجراءات خارج إطار منطقة الحادثة في الكحالة، وهو يسهر على أمن اللبنانيين ولا يتطلّع لأي مهمات أخرى، وهو يلوم كل مرشح رئاسي يحاول الوصول إلى موقع الرئاسة على دماء اللبنانيين على حدّ وصفه".
عين الحلوة: في شأن امني آخر، سادت اجواء تشنج وتوتر في عين الحلوة بالتزامن مع انعقاد اجتماع فلسطيني في السفارة سيقدم خلاله التقرير في شأن الحوادث الاخيرة. وافيد ان حركة فتح طلبت من العسكريين التوجه الى النقاط والمكاتب، في حين شهدت بعض المناطق داخل المخيم حركة نزوح كثيفة، خشية اندلاع المواجهات العسكرية مجددا في ضوء التوجه الى عدم تسليم المتورطين في الحوادث الاخيرة.
بو حبيب يرجئ: على الخط الدبلوماسي- الامني ، أرجأ وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بوحبيب زيارته التي كانت مقررة اليوم الى نيويورك للمشاركة في الاتصالات الجارية بشأن التمديد للقوات الدولية (اليونيفيل) ودعم موقف لبنان الذي يطالب بتعديلات على مشروع قرار التمديد المطروح على مجلس الامن الدولي قبل اتخاذ القرار النهائي في 31 آب الجاري. وعلمت "المركزية" ان بوحبيب أرجأ زيارته لأسباب إدارية وتقنية ، وليس صحيحاً القول أنه ألغى الزيارة لعدم وجود اعتمادات مالية.
تعديلات على المشروع: وفي السياق، اكد مصدر دبلوماسي غربي لـ"المركزية" ان لبنان استطاع عبر ديبلوماسيته في نيويورك ان يقنع مندوبي الدول الاعضاء بإجراء تعديلات على مشروع قرار التجديد لليونيفل بما يخدم مطالب لبنان عبر لقاءات ثنائية عقدتها المندوبة الدائمة بالوكالة في نيويورك المستشارة الديبلوماسية جان مراد مع مندوبي الدول. ووصف المصدر مراد "بالمفاوضة الشرسة التي ترتدي قفازات مخملية" حيث دأبت بصورة مبكّرة منذ بداية شهر حزيران، على القيام باجتماعات مكثّفة مع كافة وفود دول مجلس الأمن الدائمين وغير الدائمين دون استثناء على قاعدة أن كل دولة من هذه الدول هي شريك للبنان ولسان حاله في المجلس. وفي ظل تحفظ البعثة على الإعلان عن نتيجة مشاوراتها لحماية وتحصين ما تمّ إنجازه من تحسينات وتعديلات في المسودة، علمت "المركزية " من اوساط مواكبة ان المفاوضات استطاعت تحقيق تعديلات كثيرة في المسودة لم يكن بالأمر السهل التوصل اليها، بالاستناد الى سياسة الحوار والتواصل المكثف مع الافرقاء والتأكيد لمندوب كل دولة أن بلاده شريك أساسي بحدّ ذاته للبنان داخل المجلس، علما ان لا يمكن لأي ديبلوماسي لبناني ولا لوزير الخارجية حضور الجلسات المغلقة التي تعقد لادخال التعديلات، من هنا أهمية المشاورات المكثفة التي تقوم بها البعثة في الاروقة وبصورة ثنائية مع مختلف الوفود لإيصال وجهة نظر لبنان واقتراحاته وتعديلاته على المسودة من خلال قنوات الدول الـ١٥ الحاضرة لهذه الجلسات.
وضع المطار: وسط هذه الاجواء، وفي حين ترددت معلومات عن زحمة واعطال مكيفات في المطار، نفاها مديره العام فادي الحسن، أصدر وزير السياحة وليد نصار بيانًا ناشد فيه جميع المعنيين بموضوع مطار بيروت لعقد إجتماع طارىء بهدف إيجاد حلول سبق وكان نصار قد اقترحها منذ ٣ أشهر لاتخاذ بعض الخطوات الإستباقية لتأمين الإجراءات التي تسهل وتحترم حركة الوافدين كما المغادرين من وإلى مطار رفيق الحريري الدولي.